أمين الشرطة هو رجل أمن دوره أن يساعد ضباط الشرطة في تنفيذ مهامهم وهي إقرار الأمن ونصرة المظلوم والقبض على الظالم.. وخدمات أخرى كثيرة للمواطنين، وهو عنصر مهم من منظومة الشرطة والتي لا ننكر أن بها خللا كبيرا، بدءًا من اختيار العاملين بها- من جنود وأفراد وظباط وموظفين- ثم تدريبهم وتعيينهم، إلى وضع نظام المراقبة والتقييم، ومنه إلى إثابتهم أو عقابهم.. الخلل لا يقتصر على أمين الشرطة فقط وهذا ليس دفاعًا عن أمين الشرطة، ولكن لو نظرنا لأي فئة في مصر وسلطنا الضوء على ما يحدث من أفراد تنتمي لهذه الفئة لوجدنا كوارث ومع كثرة تسليط الضوء على تلك النماذج وربطها بنفس الفئة والمبالغة والتضخيم والتكرار وتنوع العرض على الوسائل الإعلامية المختلفة وإضافة بعض البهارات والقصص الدرامية للوقائع والأحداث باستخدام المؤثرات وعناصر الإبهار الإعلامية سوف نشكل وعيًا ونخلق رأيا عاما معاديا عن هذه الفئة لدى المتلقي وتصوير من ينتمى إليها على أنهم شياطين ووحوش غير آدمية وأنهم أهم أسباب مشكلات البلد.. أما المشهد السينمائي الذي رأيناه وهو قبلة وزير الداخلية على جبين والد المواطن ضحية أمين الشرطة.. فهو أمر مضحك كثيرًا ومثير للسخرية والاشمئزاز لأن سيادة الوزير يجب أن يعرف أن واقعة ظلم رجل من أبناء وزارته لأحد الشرفاء الأبرياء هو مشهد طبيعي يحدث كل يوم تقريبًا سواء من أمين شرطة أو ضابط ظالم. يا سيادة الوزير، ويا كل الوزراء والمسئولين نحن الشعب المصري نحتاج قبلات كثيرة؛ لأننا ضحايا نموت وتهان كرامتنا ونسرق ويضيع وقتنا ومجهودنا وأعصابنا وصحتنا في اليوم الواحد أكثر من مرة على يد مرءوسيكم، الطبيب المهمل في المستشفى الحكومي والمدرس عديم الضمير في مدارسنا ورئيس الحي الفاسد والمحافظ الضعيف الفاشل والموظف المرتشي والمستهتر والحرامي والذي لا يراقب ولا يتم تقييمه ولا يوجد له رادع ولا ثواب أو عقاب في معظم المصالح الحكومية.. المشكلة لدينا في منظومة الإدارة وهي المشكلة الرئيسية التي تنبع منها كل مشكلات البلد وليست أفرادا ينتمون لمهنة أووظيفة أوهيئة معينة والحل لا يجب أن يكون قبلة على الجبين أو تصاريح إعلامية جوفاء أو مؤتمرات صحفية تحمل مسكنات ومهدئات للرأي العام، ولكن نحتاج وضع هيكل إداري قوي لا تحكمه العاطفة والمجاملات والواسطة يكون مبنيًا على العدل والنزاهة والعلم به معايير محددة لكيفية اختيار وتدريب وتعيين وتقييم ومحاسبة القائم بالعمل كل في موقعه ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لمؤهلاته وقدراته. [email protected]