من حق الألتراس الأهلاوى أن يحيى ذكرى شهداء مذبحة بور سعيد في استاد مختار التيتش بالجزيرة ويطالب بالقصاص العادل لكل من ارتكب هذه الجريمة النكراء وأيضًا كل من دعم ومهد الطريق للقتلة.. ولكن ليس من حق الألتراس أن يلقى التهم والسباب على رموز وطنية أعطت لمصر الكثير وأنقذتها من الانهيار خلال مرحلة صعبة كادت تؤدى إلى انهيار الوطن. البعض اتهم الألتراس بالخيانة والبعض الآخر ألقوا الاتهامات عليهم ووصفوهم بأبشع الألقاب ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان له رأى آخر من منطلق أنه رئيس كل المصريين ويضع هموم الشباب على قائمة أولوياته، حيث أعلن على الملأ أن مصر كانت أشلاء دولة عام 2011 وأن ما يحدث الآن نتيجة تراكمات 50 عاما مضت، وأن المستقبل سيكون أفضل وأنه يقدر الشباب ودورهم ولابد من التحاور معهم.. هذه الكلمات المقتضبة نزعت فتيل الفتنة وأيقظت الشباب من سباتهم العميق واستعادوا رشدهم من جديد استجابة للرئيس الذي تدخل في الوقت المناسب من منطلق حرصه على الوطن وشبابه الذين سيتحملون المسئولية في المرحلة القادمة التي تقتضى العناية بالشباب وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومشاركتهم في مسئولية الوطن وهذا حقهم لأن قوة الوطن في شبابه ومصر لديها خير شباب الأمة ومن يقول عكس ذلك فهو لا يعلم شيئًا عن قيمة هؤلاء الشباب وقوتهم في بناء الوطن والحفاظ عليه. نعم أخطأ ألتراس أهلاوى عندما احتفل بذكرى مذبحة بورسعيد وهو يردد شعارات صادمة للمصريين جميعًا ونصب نفسه قاضيًا ويصدر الأحكام على من شاء وهذا خطأ فادح وقعوا فيه جميعًا لأن مصر دولة قانون والأحكام تصدر في أوقاتها دون تدخل أحد فيها.. ولكن هل نترك هؤلاء الشباب فريسة لأعداء الوطن سواء من الداخل أو الخارج ؟ إذا تجاهلنا دور الشباب ومطالبهم فالعواقب وخيمة، أما إذا تحاورنا معهم وتم احتضانهم فالنتيجة انضمامهم لصفوف المصريين في محراب العمل الدءوب لبناء الوطن والحفاظ عليه من أطماع الأعداء الذين يتربصون به.. اليوم أشرقت شمس يوم جديد على المصريين جميعًا بعد أن وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح.. اليوم لا مناص من التآلف والوحدة والاعتصام بحبل الله والوقوف على قلب رجل واحد من أجل الحفاظ على الوطن والدفع به إلى الأمام ولا ننسى قول الرئيس السيسي إن غدًا سنرى العجب والتقدم بإذن الله.. وتحيا مصر.