في شارع ضيق غير ممهد أسفل مزلقان السكة الحديدية بمطروح يمتلئ بمياه الأمطار الهابطة من أعلى المزلقان، ويحده بالجانبين منازل لا يعلو ارتفاعها عن طابقين، تمكث الحاجة "أم محمد"، تلك السيدة التي تبلغ من العمر 55 عامًا، وتعول ابنتها التي تبلغ من العمر 20 عامًا، مؤكدة أن حياتها أصبحت مأساوية لعدم توافر مصدر رزق لها ولابنتها. ورصدت "فيتو" الحالة المأسوية التي تعيشها هذه السيدة، التي رفضت التصوير التزاما بالتقاليد البدوية والتي تمكث بمنزل مكون من طابق واحد في عزبة السلام، مفتوح من جدرانه باب مطل على محل صغير يتوسطه ستاره لإخفاء حرمه البيت، ويشهد باقى المنزل تآكلًا بالآسقف، فضلًا عن اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، وعدم صلاحتها للحياة. أكدت الحاجة "أم محمد"، أنها من الأسر البسيطة بمدينة مرسي مطروح، وتعول ابنتها، ويعد مصدر دخلها الوحيد معاشا تحصل عليه كل شهر من هيئة البريد يقدر ب"323 جنيهًا"، وتقدمت بطلبات كثيرة إلى محافظ مطروح اللواء علاء أبو زيد، دون أية جدوى. وقالت "أم محمد" أثناء حديثها ل"فيتو": "أنا مصدر دخلى معاش أحصل عليه من البريد هو 323 جنيهًا ادفع منهما 200 جنيه إيجارًا للمنزل الذي أمكث به، وأعانى من مرض التليف الكبدي، وتقدمت بطلبات كثيرة للواء علاء أبو زيد، محافظ مطروح بعدما استوقفته بأحد جولاته، ولم تصل له أية من الطلبات بسبب رفض العاملين بشئون المواطنين عرض الطلبات عليه". وتابعت "أم محمد": "أنا كبرت وبقيت مُسنة ومبقتش قادرة اشتغل علشان اصرف على بنتي، وصاحب البيت اللى مأجرينه، يهددنا بالطرد في أي وقت، ومياه الأمطار أكلت السقف والمياه بقت بتنزلنا، وفتحت البيت على المحل اللى جنبنا ودارينا باب المحل بستارة علشان تكون غرفه للمعيشة لى ولابنتي". واستكملت أم محمد حديثها ل"فيتو":" لا يوجد أية إعانات رسمية أو جمعيات خيرية تساعدنا، ونعتمد في معيشتنا على المعاش السابق ذكره، وعدد من إعانات الجيران"، مطالبة محافظ مطروح بتوفير سكن لها نظرًا لتعرضها لتهديدات بالطرد، كما تطالب بتكفل الحكومة بصرف مساعدة لها وذلك لمرضها وشرائها الأدوية ذات أسعار مرتفعة. وقالت نجلة أم محمد:" جاء للمنزل المصور الخاص لمحافظ مطروح، وصور المنزل والمنطقة، وتعرف على مشكلتنا، ووعدنا بعرضها على المحافظ، ولم يحدث أي تغيير". وأضاف إبراهيم فتحي، أحد جيران السيدة، أن الحاجة "أم محمد" تعانى من مرض الكبد، وتسافر كل فترة إلى محافظة الإسكندرية لتلقى العلاج، فضلًا عن شرائها العلاج، مناشدًا محافظ مطروح ضرورة التدخل لحل أزمتها، مشيرا إلى أن صاحب السكن هدد بطردها إلى الشارع. وتابع فتحى ل"فيتو": "أم محمد تحتاج لمصاريف معيشتها وإيجار سكنها، ومصاريف ابنتها التي أوشكت على الزواج، ولا توجد أي مساعدات لها"، مشيرًا إلى العادات البدوية تمنع عمل السيدات ولذلك لا تعمل ابنتها.
