«مزلقان الموت.. ورشاح الرعب» رمزان لمعاناة قرابة خمسة آلاف مواطن من سكان عشوائيات أبورجيلة فى منطقة جسر السويس.. حيث لا يجد الأطفال متنفسا لهم إلا باللعب أمام منازلهم التى تبعد مترين فقط عن المزلقان فى الوقت الذى لا يتوقف انسياب مياه الصرف الصحى عبر الرشاح محملة بالأمراض والروائح الكريهة. الأهالى مهددون بإزالة منازلهم فى أى وقت والسبب غير معلوم لجهة مهمة.على امتداد 3 كيلومترات من مزلقان الأربعين قصص من المعاناة لا تنتهى، يسار السكة الحديد تسكن أسرة عبدالرحمن إسماعيل مرسى - 45 سنة - فى منزل مكون من 4 غرف منذ 5 سنوات، تعتمد فى إنارة المنزل كغيرها من الأسر على الكهرباء المسروقة، قبل دخول المنزل لابد أن تطأ قدماك طبقة رقيقة من سطح الأرض تخفى أسفل منها طرانشات الصرف الصحى. ساكنو الجهة اليمنى يمثلون 1500 فرد يعمل معظمهم فى جمع البلاستيك والكارتون الذى يبيعون الكيلو الواحد منه بجنيهين، يعيشون على بضعة أمتار سبق واشتروها من العرب محرومون من المرافق والخدمات فهم مهددون بالطرد من منازلهم.«أنا لو واحد طلعنى من بيتى مش حسكتله يا روح ما بعدك روح قالت أم فايز التى تعمل هى الأخرى فى جمع القمامة». نادية محمد على لا تتذكر سنوات عمرها التى تقارب سبعين سنة خرجت كلماتها ممزوجة بدموعها «عرق جوزى وشقاه طول 36 سنة فى النقل العام حطيناه كله فى البيت ده اللى كلفنا 17 ألف جنيه أنا مش عارفة أعمل إيه لما يهدوه، فهيمة لا تقدر وزوجها على السكن فى شقة إيجار جديد فمعاش زوجها لا يتعدى 450 جنيها «ما بناخدش تموين ولا سكر ولا زيت». محمد الحلو المحامى بجمعية الحق فى السكن الذى رافق «اليوم السابع» أثناء جولتها يرى أنه وفقا لبرنامج الرئيس مبارك الانتخابى أصبح من حق أهالى أبورجيلة الحصول على سكن بديل فى حالة إزالة منازلهم أو توفيق أوضاعهم وتقنينها، مشيرا إلى تقدم المركز بمذكرة للنائب العام لحماية الأهالى من التشرد.