كان لى صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما يستقبل أهالى سوهاج الرئيس مرسى بالأكفان وجراكن السولار الفارغة؟! .. قال: ساعتها يابنيتى يجب أن تعلمى أن الرئيس قد استقبلهم بخطبة عصماء!! .. قلت: وماذا يافيلسوف عندما تبلغ صادرات مصر خلال شهرين 23 مليارا ومعظمها من الأسمنت؟! .. قال: ساعتها ياصغيرتى يجب أن تعلمى أن الأجانب يفوزون بالأسمنت بينما نفوز نحن بالتلوث!! .. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يؤكد الاتحاد الأوربى أن أوربا لن تسمح بانهيار الاقتصاد المصرى؟! .. قال: ساعتها ستجدين لسان حال الإخوان سيردد: نرفض التدخل الأجنبى إلا إذا كان من أمريكا وإسرائيل!! .. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل..؟ وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته وقال: أى بنيتى، أنتِ أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور.