يعيشون حياة بدائية فى أقصى الجنوب ولا أحد يعرف عنهم شيئاً نموذج أبناء قبيلة العزازمة على الحدود المصرية، يتكرر لكن فى الجنوب، فالبدو الحائرون بحثا عن هويتهم المصرية وجنسيتها، لهم أقران مصريون مثلهم لكن بطاقات هوياتهم مسجل بها فى خانة الجنسية أنهم «بدون» فلا يستطيعون مغادرة مثلث «حلايب - شلاتين - أبو رماد»، تفاصيل الحكاية رصدتها «فيتو» من هناك فى السطور التالية: يقع مثلت «حلايب - شلاتين - أبو رماد» فى جنوب محافظة البحر الأحمر ويبعد عن الغردقة حوالى 057 كم. وعندما تتحرك بالسيارة جنوب مدينة الغردقة تقابلك مدينة سفاجا على بعد حوالى 06كم ثم القصير جنوبا ب 031 كم ثم مرسى علم بحوالى 051 كم ثم الشلاتين بحوالى 002 كم فابورماد 08 كم فقرية حلايب على الحدود المصرية السودانية بحوالى 061كم. ومعظم السكان فى مثلث حلايب وأبورماد والشلاتين ينتمون إلى قبائل البشارية والعبابدة. الشيخ محمد طاهر سدو أحد مشايخ البشارية مقيم بقرية أبو رمادان قال: حلايب لهاتاريخ ومن أقدم المدن وكان لها رئاسة ومحافظ فى عهود سابقة وأنه بدأ الاهتمام الإعلامى بها فى عام 39 ورصدت لها الميزانيات وأطلقت الوعود والتصريحات وتم تخصيص مبالغ ضخمة للتطوير وتم تعيين رئيس مدينة لها فى عام 59 برتبة لواء إلا أنه ذهب فى دورة بمعهد إعداد القادة فىالقاهرة ولم يعد منذ ذلك التاريخ ولم يعد فيها مقر حتى لرئيس قرية. الشيخ محمد طاهر أكد أن المنطقة كانت تعانى من فقدان كل الخدمات مؤكداً أنها شهدت طفرة فى الخدمات فى ظل الإدارة المصرية خاصة المدارس فأصبح لدينا لأول مرة خريجو مؤهلات عليا وأصبح لدينا ضباط لأول مرة فى القوات المسلحة المصرية وكان قبل ذلك من عاشر المستحيلات إلا أن المنطقة ما زالت تفتقر إلى كثير من الخدمات والمرافق فعلى سبيل المثال الصحة هناك نقص شديد فى الأطباء والتمريض والأدوية وأى عملية جراحية تنقل إلى الغردقة والأهم من ذلك أن أهالى جنوب مصر فى مناطق حلايب وشلاتين وأبو رماد يعيشون حياة بدائية صعبة حيث لا يتمتعون بحق المواطنة الذى نص عليها الدستور. «الحكومة قامت بتهميش المواطنين فى حلايب وشلاتين سنين طوال ويسكن مدن وقرى الجنوب ناس بسطاء يعيشون على حد الكفاف حيث تقطنها قبائل بدوية تعيش على الإعانات من التضامن الاجتماعى».. هكذا قال الشيخ محمد طاهر لافتا إلى أنه كان من المنتظر أن تحدث طفرة كبرى خاصة بعد الوعود الكبرى التى أطلقتها الحكومة آنذاك مستطرداً أن المنطقة غنية بالثروات المعدنية وللأسف لم تستغل بإقامة مصانع تعمل على فتح فرص للعمل وتشغيل العاطلين من أبناء المنطقة وتستخدم فى التصدير إلى السودان وإفريقيا وأهم ما يعانى منه سكان هذه المناطق شعورهم بالعزلة عن الوطن الأم مصر فهم يعانون من نقص فى مياه الشرب النقية ويشربون من مياه تحلية تسبب أمراض الفشل الكلوى ويضطر الأهالى لشراء مياه النيل العذبة بواقع 62 جنيهاً لبرميل المياه. المنطقة تعانى أيضاً- بحسب تأكيدات الشيخ محمد طاهر-. من نقص شديد فى الأطباء والأخصائيين فلا يوجد بها سوى وحدة صحية صغيرة ولا يوجد بالوحدة سوى طبيب واحد يعالج كل الأمراض ومعظم المرضى يضطرون للذهاب إلى الغردقة للعلاج وكذلك تعانى المدارس من نقص شديد فى المدرسين. مشكلة كبيرة كشف عنها الشيخ محمد طاهر ملخصها أن الروتين الحكومى المصرى أضاع على المنطقة 003 مليون جنيه سنوياً كانت تأتى من التجارة مع السودان، مشيراً إلى أنه تم وقف العمل بمنفد الحدود الجمركى بعد أن وعدت الحكومة المصرية بفتحه. البطالة هى السمة الاساسية لشباب الشلاتين بحسب الشيخ محمد طاهر فأغلب الشباب يعملون فى شحن وتفريغ البضائع بالمنفذ البرى مع السودان ولم يعد أبناء المنطقة يستفيدون من ذلك أو يعملون فى هذا المجال الآن بعد الاجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية. بدوره قال أدم حسن من أبناء المنطقة إن الوظائف الحكومية تأتى بالواسطة ولأشخاص من خارج الشلاتين برغم وجود عدد كبير من الخريجين فيها بدون عمل أو وظيفة ولم يعد هناك عمل لأبناء الشلاتين إلا فى تحميل الجمال التى ترد إلى سوق برقاش بالجيزة.