الإسلاميون لديهم حساسية من «الديمقراطية» مؤخراً, شهد مكتب الإرشاد, زيارة إياد السامرائى, رئيس الحزب الإسلامى العراقى ذى الخلفية الإخوانية.. ورغم نفي الرجل انتماءه للجماعة إلا إنه أكد – فى الوقت ذاته - أن من أسس الحزب هم الإخوان.. "فيتو" التقت السياسى العراقى لمعرفة أسباب الزيارة وطبيعة علاقتهم بالجماعة, فإلي التفاصيل. ما هى أسباب زيارة مكتب الإرشاد بالمقطم؟ "الإخوان" واحدة من أكبر الحركات الإسلامية على مستوى العالم وهى الآن القوى السياسية الأقوى فى مصر, والزيارة لمكتب الإرشاد كانت للتهنئة بالثورة المصرية ونجاحها وبوصولهم للحكم بعد أن كانوا جماعة مضطهدة بالإضافة إلى أن الحزب الإسلامي العراقى أسسه الإخوان المسلمون فى العراق ولكنه لم يكن حكرا على الإخوان فقط ونسبة المنتمين له من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى أكثر, ومن الطبيعى التواصل مع جميع الحركات القومية والإسلامية فى العالم عندما نجد الفرصة للتشاور والتناقش فى وجهات النظر. هل هذه أولى زياراتك لمصر ومكتب الإرشاد؟ لا, فعلاقتنا بمصر قوية وجمعتنى لقاءت بالرئيس السابق مبارك وأعضاء بالحزب الوطنى (المنحل) باعتباره الحزب الحاكم فى ذلك الوقت, وكذلك ليست الأولى لمكتب الإرشاد. هل يمكن اعتبار الأحداث التى تشهدها المنطقة دافعاً لهذه الزيارة؟ بالتأكيد, فمنطقة المشرق العربى حافلة بالأحداث, مثل الوضع فى سوريا والعراق لبنان, وحركة الإخوان قطعا معنية الآن بما يجرى, لذلك اهتمت الزيارة باستعراض الأوضاع وتبادل وجهات النظر وسماع ما لديهم من معلومات ومعرفة كيف يقيمون الوضع, وكيف ينظرون لمستقبل العلاقة بين مصر والعراق ومستقبل العلاقة بين مصر وإيران. وما أبرز ما تم مناقشته فى اللقاء؟ اللقاء كان عاماً, وبشكل خاص ركزنا على العلاقة المصرية - العراقية على المستوى الحكومى والسياسى والشعبى, وكان الجانب الاقتصادي هو الأبرز, لأن هناك فرصا كبيرة أمام مصر لتستفيد من آفاق العمل الاقتصادي داخل العراق. بتقديرك, هل يجوز وصف الزيارة بأنها خطوة نحو إحياء التنظيم الدولى للإخوان؟ شخصيا, لم آت بهذه الصفة, ولم يتم التطرق خلال اللقاء إلى هذه النقطة, وأود أن أشير إلى أن الحزب الإسلامى هو حزب عراقى صرف لا يرتبط بأى شكل من الأشكال بأى جهة خارجية, سواء جماعة الإخوان أو غيرها. وكيف ينظر الأشقاء فى العراق للثورة المصرية؟ بشكل عام هى نظرة إيجابية, لأن العراقيين مستاؤون من نظام مبارك, وبالتالى نحن سعداء بما حدث لأن مبارك قيد مصر وهمش دورها, ورغم اختلافنا مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلا أننا "نحن" لأيامه عندما كانت كلمته "جامعة للدول العربية" وبعد وفاته لم يظهر زعيم مصرى يقود الأمة العربية. إذا, أنت ترى أن التيار الإسلامى قادر على إعادة تجربة ناصر؟ كى أكون واضحاً, فأنا لست حريصاً على أن يأتى التيار الإسلامى بأى شكل ويبقى فى الحكم, لكننى حريص على بناء دولة ديمقراطية تتنافس فيها الأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية, ولا يعنى وجود تيار إسلامى بالضرورة أن يكون كل ما يفعله صحيحاً لأنه ليس معصوماً من الخطأ. معنى كلامك أنك ترفض تقديس أتباع التيار الإسلامى لقياداتهم؟ هذا اتهام ربما يجرى توجيهه من قبل المعارضين للإسلاميين, وعلى حد علمى, فالتيار الإسلامى أكثر حرصاً على بناء الديمقراطية من أى تيار آخر, لأنه عانى كثيراً, ويعلم أن الديكتاتور لابد وأن يسقط يوما. ماهى أبرز ملاحظاتك على التيار الإسلامى منذ وصوله للحكم؟ اعطوهم الفرصة, فالإسلاميون الآن فى سدة الحكم لكنهم لا يحكمون بالمعنى الحرفى للكلمة, فإذا كان رئيس الدولة إسلاميا لكن حكومته لا يمكن تصنيفها على أنها إسلامية. كثر الحديث فى الفترة الأخيرة عن دولة الخلافة الإسلامية.. فما تعليقك؟ هذا الموضوع يأتى ذكره فى الأدبيات الإسلامية فى الأربعينيات لكن الحركة الإسلامية بعمومها الآن تخلت عن ذلك الطرح وتتحدث الآن عن بناء دولة المواطنة التى تقوم على أساس الحريات واحترام حقوق الإنسان والتداول السلمى للسلطة, ومع ذلك هناك حساسية لدى الإسلاميين من كلمة "ديمقراطية" باعتبارها مصطلحا غربيا لا تفضل استخدامه وإن كانت اليوم معظم الحركات الإسلامية تتكلم عن الديمقراطية بشكل واضح وصريح ولا تتحرج من ذلك ولا يجب محاكمة الحركة الإسلامية على فكر كانت تتكلم به فى الأربعينيات. وكيف يرى حزبكم زيارة مرسى لإيران؟ أعتقد أن مصر – الآن - تنهج سياسة مستقلة مبنية على فهم الواقع الإقليمى وتريد الحفاظ على التوازن فى التعامل مع الدول كافة, ونحن نرى أن ترؤس مصر للقمة الأخيرة كان له دور فى ذهاب مرسى إلى طهران, ولم نفهم الأمر - كحزب سنى- تطبيعا , وعلمنا أن لقاء مرسى وأحمدى نجاد كان إيجابيا, ولابد أن نعترف بان إيران لاعب أساسى فى المنطقة, فهى دولة كبيرة ولها تأثير, وأتوقع أن تعمل القاهرة على بناء علاقات قوية مع طهران. وماذا عن سعى أمريكا لتكوين محور سنى لمواجهة النفوذ الإيراني؟ هذه أحاديث لا تنتهى, لكننا نبحث عن الحقائق, واعتقد أن مصر تمارس دورها بعيد عن أية إملاءات وتبحث عن سياسة متوازنة دون الانحياز لطرف ضد طرف آخر.