« يبدو أن أي حديث عن الإخوان يستهوى الناس، سواء كان بالحق أم بالباطل، فما بالك لو تعلق الأمر بحياتهم الشخصية، وعلى وجه الخصوص عائلاتهم وأموالهم؟ وقد نسجت حولها أساطير تفوق في خيالها الجامح أساطير ألف ليلة وليلة والشاطر حسن والرخ والعنقاء» ، لمن لا يعرف .. ما سبق لا يتعدى كونه فقرة صغيرة جدا من مقال الزميل والكاتب الصحفي أحمد عز الدين المنشور في الزميلة « الوطن « السبت الماضي الموافق 9 سبتمبر الجاري، وبعيدا عن شطحات الكاتب الإسلامي الهوى والهوية وتشبيهاته لأساطير الإخوان بأنها فاقت ألف ليلة وليلة وحكاية الشاطر حسن، فقد كشف لنا « عز الدين « - وله أجر التعريف - أن رجال مصر والعالم أجمع - من غير الإخوان « لا يرقون للزواج من إحدى الإخوات ، مذكرا إيانا بحكاية « الفلوطة « لصاحبها القيادي الإخواني «صبحي صالح «، ولأن زميلنا العزيز يتقن اللعب بالألفاظ فلم يقع في الفخ الذي دخله « صالح « لكنه قال ما قال ووجه رسالة للجميع بعدم الاقتراب من فتيات الإخوان دون أن يعيد معركة « الفلوطة»، حيث قال : يرغب كثير من الإخوان في تزويج بناتهم وأخواتهم وحتى « بنات العيلة « لأحد من الإخوان، ويرون أن شباب الإخوان أكثر حرصاً على القيام بواجبات الأسرة وحفظ حقوق الزوجة، وفى المقابل يرغب كثير من شباب الإخوان فى الزواج من بنات الإخوان ويرون أنهن يفهمن معنى انتماء الزوج للإخوان وما يترتب على ذلك من تبعات وتضحيات، خاصة فى عهود الاستبداد التى انقضت. ومن هنا تلاقت الأفهام واتفقت الأطراف، ولا ينفى ذلك أن هناك زيجات من هذا النوع قد فشلت، أو أن زيجات مع أطراف ليست من الإخوان كانت أكثر نجاحاً. وحتي لا يخرج صاحب « لسان زالف» ويقارع الزميل « عز الدين الحجة بالحجة ويبطل حكاية « عدم جواز المسلم العادي من الفتاة الإخوانية « فقد سارع لإغلاق باب المناقشة - من منطلق الباب اللي يجي لك منه الريح - وكتب قائلاً: يقرأ الإخوان فى التاريخ أن الخلفاء الراشدين الأربعة جمعتهم علاقات مصاهرة بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقد تزوج بنتى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، وزوّج ثلاثة من بناته لعثمان وعلى رضى الله عنهما، ولم يقل أحد إن هذه المصاهرة هى التى أهلت أحداً منهم للخلافة، ولكن سبْقُهم بالإيمان وتضحياتهم من أجل الدعوة هى التى رغّبت الرسول صلى الله عليه وسلم فى مصاهرتهم، كما أنها هى التى أهلتهم للقيادة إلى جانب مؤهلات أخرى. الغريب في الأمر أن « عز الدين « الذي أصر من البداية علي فصل ما هو إخواني عماهو « غير إخواني « كشف لنا أن الجماعة ومن علي « دينها» تقرأ التاريخ كيفما تشاء وليس كما يجب أن يكون.