أشرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اليوم الاثنين، على مراسم إحياء الذكرى ال15 لوفاة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، أول رئيس للبلاد، في مدينة المنستير (شرق) وسط إجراءات أمنية مشددة. واستقبل السبسي في "روضة آل بورقيبة" (مقبرة آل بورقيبة) بمدينة المنستير، وفدا شبابيا وشخصيات سياسية وطنية، وعددا من المناضلين في الحقبة الاستعمارية و"البورقيبية"، وأعضاء من الحكومة، وممثلي السلطة الجهوية بمحافظة المنستير. ولدى وصوله، حيا الرئيس التونسي علم بلاده على أنغام النشيد الرسمي، ووجه التحية إلى الجيش. وهذه أول زيارة رسمية للسبسي إلى "روضة آل بورقيبة" بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها وتوليه رئاسة تونس. ولم تتخلل هذه الزيارة الرسمية أي تصريحات إعلامية، واقتصرت الفعاليات على نقل الصورة فحسب، مما أثار استياء الإعلاميين الذين تم منعهم من الدخول، ونقل مراسم قراءة الفاتحة، ووضع إكليل الزهور. وتزامن مع الإعداد لهذه الزيارة استعدادات أمنية ضخمة، انطلقت مساء أمس الأحد، وذلك بغلق كل المنافذ المؤدية إلى المقبرة، وتأمين المسلك الرئاسي بشكل غير مسبوق منذ ثورة 14 يناير 2011، ورسم "نصب" عدة نقاط تفتيش في جميع الطرق، انطلاقا من مطار المنستير الدولي، وصولا إلى مدينة المنستير، وتعطيل الحركة المرورية لمدة ساعة. ورصدت وكالة الأناضول التركية غياب الأحزاب السياسية التي كانت تشارك عادة في إحياء الذكرى بحضور مكثف لإعلامها، ونصب خيامها، كما كان الشأن بالنسبة للسنة الماضية، حين تزامنت هذه الذكرى مع الاستعدادات للانتخابات التشريعية والرئاسية. والحبيب بورقيبة هو أول رئيس تونسي يتولى هذا المنصب منذ عام سنة 1957 حتى عام 1987 بعد أن عُزل عن الحكم بانقلاب من قبل خلفه، زين العابدين بن على، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في مَنزله، كما حُجبت أخباره عن الإعلام إلى حين وفاته في 6 أبريل 2000. وشهدت الفترة "البورقيبية" أحداثا مهمة، كإصدار مجلة الأحوال الشخصية (قانون اجتماعي) في 13 أغسطس/ آب عام 1956، وإلغاء النظام الملكي في عام 1957، وتعويضه بالجمهوري وجلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي في 15 أكتوبر/ تشرين أول عام 1963.