إيقاف نشاط كرة القدم المصرية تأثر به الجميع وإذا كانت هناك خسارة لنجوم الصفوف الأولى أو نجوم الشباك كما يطلقون عليهم فإن هؤلاء لديهم رصيد يكفيهم في مثل هذه الأيام ولكن ماذا باللاعبين محدودي الدخل .. لاشك أن خسارتهم كبيرة وكبيرة جدا إذا علمنا أن الغالبية العظمى منهم يتقاضون عقودا ب 10 آلاف جنيه في الموسم هي كل أو معظم دخلهم في الإنفاق على أسرهم . ولكن مع توقف النشاط أصبح الأمر صعبا جدا وتحتم عليهم أن يبحثوا عن وسيلة أخرى لكسب العيش والانفاق على ذويهم بعد أن رفضت إدارات الأندية صرف مليم واحد باعتبار أنها تعاني شبح الإفلاس . "فيتو" قررت أن تخوض جولة بين لاعبي القسم الثاني للتعرف عن قرب على أحوالهم وكيف يعيشون في هذه الأيام. تامر عبد الشافي لاعب بفريق بلدية المحلة بالقسم الثاني والذي شارك في الوقفة الاحتجاجية أمام الجبلاية الأسبوع الماضي أكد أن زملاءه يعيشون ظروفا صعبة، وعددا منهم اتجهوا للعمل كسائقي "توك توك " وبعضهم هدد بارتكاب أعمال سرقة وبلطجة من أجل الحصول على أموال يوفرون بها احتياجات ذويهم. وأشار إلى أن أحد لاعبي الدرجة الثانية أرسل رسائل الكترونية الى عدد من البرامج الرياضية يقول فيها إنه تزوج من سيدة عجوز تبلغ من العمر 62 عاما حتى تقوم بالصرف عليه بعد أن فشل في الحصول على عمل خاص لانحسار خبراته في المجال الرياضي. وفي الصعيد لا يختلف الحال كثيرا عن باقي الأقاليم، فلاعبو الأندية الفقيرة أصبحوا يمثلون حالات إنسانية تحتاج إلي الشفقة والمعونة بعد أن تدهور بهم الحال بسبب توقف النشاط وعدم حصولهم علي أي مستحقات من أنديتهم التي تعاني هي الأخرى، ففي نادي مركز شباب مغاغة الذي يلعب في دوري القسم الثاني والذي أخرج نجوما كبيرة للكرة المصرية أمثال الصقر أحمد حسن عميد لاعبي العالم وعماد النحاس مدافع الأهلي السابق اضطر اللاعبون إلى اللجوء لمهن أخرى للوفاء بالتزاماتهم، خاصة أن معظمهم لديه أسرة تحتاج إلى مصاريف كبيرة. وعلي سبيل المثال لا الحصر نجد وليد زكى لاعب الفريق اضطر للعمل علي "موتوسيكل" وهي وسيلة النقل الرئيسية داخل المدينة فيما يشبه "التوك التوك" ليتقاضى 20 جنيها في اليوم لينفق بها علي أسرته المكونة من 3 أفراد .. ورغم الإهانة التي يعاني منها بسبب عمله في هذه المهنة إلا أنه يرفض الاستغناء عنها خاصة أن مجلس إدارة النادي أعلن أنه لن يدفع أي مليم لأي لاعب طالما الفريق لا يشارك في المباريات.نفس الحال لمنصور محمد لاعب وسط الفريق الذي فضل العمل في "ورشة حدادة" يمتلكها أحد أصدقائه في إحدى القرى التابعة لمدينة مغاغة مقابل 700 جنيه في الشهر ليتمكن من الانفاق علي أسرته والوفاء بالتزاماته. الغريب أن محمود عبد الملك رئيس النادي أكد في تصريحات خاصة ل "فيتو" أن هناك بعض الجمعيات الخيرية بالمدينة قررت صرف مبلغ قدره 150 جنيها لبعض لاعبي الفريق كنوع من الإعانة لهم علي المعيشة خاصة بعد توقف موردهم الأساسي من النادي. وفي نادي بني مزار هناك أكثر من نموذج في نفس الإطار فنجد مدافع الفريق عمرو أبو إسماعيل يعمل "منجدا" براتب أسبوعي 200 جنيه ومهاجم الفريق علاء باللو الذي اتجه للعمل نجارا بأجر يومي 15 جنيها ليتمكن من الوفاء بالتزاماته خاصة أن والدته مصابة بمرض مزمن وتحتاج إلى مبالغ كبيرة شهريا للعلاج. ولم يتوقف الأمر عند اللاعبين فقط بل وصل إلى الحكام، حيث أكد محمد جمال حكم مساعد من منطقة القليوبية أنه الآن عاطل عن العمل وأن التحكيم مصدر رزقه الوحيد موضحا أنه حاصل على بكالوريوس تجارة ويقدم أوراقه الآن في مختلف الجهات الحكومية والخاصة للحصول على فرصة عمل حتى يستطيع أن ينفق على أسرته وأولاده لافتا إلى أنه أصبح لا يضمن وقوع أحداث مشابهة لمذبحة بورسعيد مستقبلا وأنه قرر البحث عن عمل حتى يستأنف النشاط وتحسبا لمروره بأزمة مماثلة للفترة الحالية. عجيز الشرباصي حكم بمنطقة الدقهلية أكد أن رؤساء الأندية هم من تأمروا لإيقاف النشاط الكروي في مصر مضيفا أنهم سعوا لذلك لإيقاف صرف المستحقات المالية للاعبين والضغط عليهم لتخفيض العقود قبل استئناف النشاط من جديد مؤكدا أن هؤلاء "خربوا بيت ناس كتير". وأضاف أن هناك عددا من زملائه لا يقدرون الآن على الانفاق على أسرهم موضحا أن هؤلاء دخلهم فقط من الرياضة ولا يحصلون على أموال حاليا سوى من العمل الخاص كعمال ب"اليومية " في البناء والأعمال الزراعية والمصانع. وطالب عجيز بالتدخل الفوري من المجلس القومي للرياضة وإعادة الحياة للرياضة المصرية وتعويض كل المتضررين من تلك الأزمة، مشيرا إلى أن معاقبة رؤساء الأندية «فاقدي الضمير» الذين تهربوا من مساعدة اللاعبين أمر ضروري في الفترة المقبلة.