اتفق خبراء كرة القدم علي أن تنازل اللاعبين عن جزء من مستحقاتهم المالية للوقوف بجانب أنديتهم يعتبر قرارا اختياريا وليس اجباريا وعلي جميع الأندية الالتزام بدفع المستحقات المالية التي ينص عليها العقود التي تربطهم بهؤلاء اللاعبين مؤكدين أن العقد هو شريعة المتعاقدين وهو مانصت عليه قوانين الفيفا, وإذا كان هناك عمل تطوعي من جانب بعض اللاعبين تجاه ناديهم نظرا للظروف الاقتصادية والرياضية التي تمر بها البلاد فهذا يعتبر موقفا رائعا للاعبين. يري أسامة خليل لاعب المنتخب الوطني والإسماعيلي الأسبق أن احترام العقود شيء مهم بين النادي واللاعب, ولكن إذا كان هناك تطوع من اللاعب تجاه ناديه نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية فهو يعتبر موقفا رائعا من اللاعب, ولا اعتقد أن هناك دافعا من الأندية تجاه اللاعبين لاجبارهم علي التنازل عن بعض مستحقاتهم المالية, لاسيما وأن هذا يتنافي مع قوانين الفيفا والتي حددت العلاقة بين اللاعب والنادي, مؤكدا أن هذه العلاقة إذا كانت فيها شيء من المرونة فهو موقف يحسب للاعبين. وأوضح أن قوانين الفيفا حددت التزامات الأندية تجاه لاعبيها في حالة إلغاء النشاط الرياضي وهي الالتزام بالعقود الموقعة بين الطرفين وعلي الأندية التي ليس لديها القدرة علي دفع التزاماتها المادية أن تلجأ الي اتحاد الكرة الأب الشرعي لها للوفاء بالتزاماتها. وعلي مجالس إدارات الأندية أن تسعي لايجاد حلول عاجلة لمواجهة هذه الأزمة, مؤكدا أن رؤساء الأندية عليها أن تضع حلول بدلا من السعي نحو الظهور الإعلامي في القنوات الفضائية. ويقول مصطفي يونس المدير الفني للمنتخب الأوليمبي الأسبق أن العقد شريعة المتعاقدين ومن حق اللاعب التمسك بحقوقه المالية التي اتفق عليها مع النادي عند توقيعه علي العقد, ولكن للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد علي اللاعب ان يراعي هذا الموقف وحدد يونس هؤلاء اللاعبين الذين يحصلون علي الملايين سواء من الأهلي أو الزمالك وبعض أندية الشركات التي تدفع من2 مليون جنيه الي أكثر لاسيما وأن تنازل اللاعب عن نصف عقده لا يؤثر علي احتياجات أسرته. بينما الكارثة الكبري في أندية القسم الثاني والثالث التي لا تستطيع الصرف علي لاعبيها والالتزام بالعقود ولاعبيوها ليس لديهم أي دخل سوي من النادي الذي يلعب له وبالتالي تزيد البطالة هذا شيء ينذر بعواقب كبيرة في المستقبل. وطالب يونس المسئولين عن الرياضة بضرورة التحرك سريعا لايجاد حلول بعودة النشاط الرياضي في أقرب فرصة والا سيواجه هؤلاء العمال واللاعبون والإداريون مصير مظلما لن نعرف عواقبه. وأكد حلمي طولان المدير الفني لاتحاد الشرطة أن النادي ليس أغني من اللاعب من الناحية المادية وعلي الأندية الالتزام بعقود لاعبيها خلال فترة توقف النشاط الرياضي والذي ليس للاعب ذنب في إيقافه أو الغاء هذا الموسم. وأضاف: اللاعبون لديهم التزامات مادية تجاه أسرهم ومن الصعب التفكير في خصم جزء من مستحقاتهم المالية دون الرجوع اليهم لاسيما وأن الفيفا أوضحت هذا الأمر من حيث التزام الأندية بتعاقدات لاعبيها المالية في حالة الغاء النشاط الرياضي في البلاد وفي حالة تنازل اللاعبين عن جزء من مستحقاتهم المالية يكون هذا بالتراضي بين اللاعب والنادي تقديرا منه لناديه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. واستطرد طولان قائلا: إن بعض أندية الدوري الممتاز لديها القدرة للالتزام بتعاقداتها تجاه لاعبيها والبعض الآخر لا يستطيع مثل الإسماعيلي الذي توجد به أزمة مالية طاحنة دفعت معظم لاعبيه للرحيل كذلك الاتحاد السكندري منوها إلي أن هذه المشكلات المالية السبب فيها عدم الاختيار السليم من البداية لمجالس إدارات قادرة علي إيجاد حلول لأزمة التمويل للصرف بها علي النادي. في المقابل أوضح طارق العشري المدير الفني لحرس الحدود أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أنهي هذه المشكلة بالتأكيد علي أحقية اللاعب في الحصول علي كامل عقده علي أن يخصم منه ال25% قيمة مشاركته في المباريات وبالتالي هذا الموضوع تم حسمه من الأب الشرعي لكرة القدم. ولكن علي الأندية التي ليست لديها القدرة علي الالتزام بتعهداتها المالية تجاه لاعبيها إيجاد حل ودي بينها وبين اللاعبين يقضي بتقسيط هذه المستحقات علي دفعات من الموسم الجديد أو خصم جزء من هذه المستحقات بموافقة اللاعب الذي له كل الحقوق في الرفض أو القبول وقال إن أغلب أندية الدوري الممتاز لن تتأثر بالتزامات لاعبيها لاسيما أنها أندية مؤسسات مؤكدا أن الأندية الجماهيرية مثل الاتحاد والإسماعيلي هي التي ستتأثر فقط وعلي اتحاد الكرة ومجالس إداراتها السير نحو إيجاد حلول دائمة وليست مسكنة لهذه الفترة فقط. ويري عبدالله جورج مسئول لجنة التعاقدات بنادي الزمالك أن تخفيض عقود اللاعبين خلال الفترة الحالية مبدأ مرفوض من جانب اللاعبين خاصة أن لديهم التزامات مالية واجتماعية تمنعهم من ذلك وبالتالي الأندية تكون مرغمة علي دفع العقود كاملة حسب قوانين الفيفا التي نأمل في تغييرها بشكل يجعل العدالة هي اللغة الأساسية بين النادي واللاعب. وأضاف أنه طالب في نادي الزمالك بضرورة جلوس أعضاء مجلس الإدارة مع اللاعبين لمحاولة إقناعهم بتخفيض عقودهم للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وانعكاسها علي الرياضة في مصر وتوقف النشاط الرياضي وهروب الشركات الراعية ولكن تم رفض الموضوع لتمسك اللاعبين بالحصول علي عقودهم كاملة. ويقول المستشار جلال إبراهيم الرئيس السابق لنادي الزمالك إن اللاعبين ليس لديهم ما يمنعهم من الوقوف بجوار ناديهم الذي وقف بجانبهم في الصغر وصاحب الفضل عليهم في الوصول إلي النجومية وبالتالي علي اللاعب رد جزء من الجميل تجاه ناديه ولو علي سبيل تخفيض عقده هذا الموسم فقط الذي لم يستكمل مؤكدا أنه يعتقد في حالة جلوس مجالس إدارات الأندية مع اللاعبين الذين يحصلون علي الملايين ولم تفعل شيئا للنادي ومطالبتهم بتخفيض عقودهم من الممكن أن يوافق هؤلاء اللاعبون لاسيما أنه لن يتأثر بهذا المبلغ الذي سبق أن حصل عليه مرات كثيرة من قبل ولكن علي إدارات الأندية أن تفرق بين اللاعبين الذين يحصلون علي الملايين واللاعبين الذين يحصلون علي ملاليم قليلة لا تكفي احتياجات أسرهم. وطالب المستشار جلال إبراهيم المسئولين في كرة القدم بإيجاد حلول عملية للأندية التي ليست لديها القدرة علي الوفاء بالتزاماتها المادية واتفق معه علاء عبدالعال المدير الفني لنادي الداخلية الذي يؤكد أن معظم اللاعبين أصحاب العقود العالية في أندية الأهلي والزمالك وبعض اللاعبين في أندية البترول ووادي دجلة بحكم ملكيته الخاصة ويتراوح حجم العقود في هذه الأندية ما بين مليونين و7 ملايين جنيه في الموسم وبالتالي هذه الأندية هي المتضررة الوحيدة من توقف النشاط نظرا لهروب الرعاة وعدم قدرتهم علي الالتزام بتعهداتهم المالية بعد توقف النشاط الرياضي وعدم وجود مصادر تمويل من قطاع الإعلانات التي يعتمدون عليها وبالتالي يكون علي هذه الأندية في حالة عدم قدرتها علي الوفاء بالتزاماتها المادية الجلوس مع اللاعبين في محاولة لتخفيض عقودهم هذا الموسم أو الوصول إلي حل يرضي الطرفين مؤكدا أن اللاعب له كل الحق في التمسك بالحصول علي عقده كاملا حسب لوائح الفيفا. طه بصري المدير الفني لبتروجت يقول إن علي الأندية الوفاء بمستحقاتها المالية التي تضمنتها العقود الرسمية التي وقعتها مع اللاعب في بداية الموسم وليس للاعب دخل في الأزمة المالية التي تمر بها المنظومة الرياضية في البلاد من توقف النشاط الرياضي وتأثيرها علي الأندية. وأشار إلي أن العقد بين اللاعب والنادي هو شريعة المتعاقدين وليس للنادي الحق في إجبار أي لاعب علي تخفيض قيمة تعاقده للوقوف بجانب ناديه وفي حالة قيام اللاعب بالتنازل بجزء من قيمة عقده فهو موقف رائع من اللاعب تجاه ناديه وعلي النادي أن يقدر ذلك. واتفق معه فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش الذي أكد أن التنازل عن جزء من المستحقات المالية للاعبين يعتبر اختياريا وليس إجباريا للاعب تجاه ناديه مؤكدا أن هذا الموضوع يخص اللاعب فقط وعلي النادي الالتزام بتعاقده مع اللاعب. ويقول طارق مصطفي المدرب العام لمصر المقاصة إن هذا العمل التطوعي إذا جاء من اللاعب يؤكد عمق الترابط والعلاقة الجيدة بين الطرفين, وإن بعض اللاعبين ليست لديهم القدرة علي تخفيض عقودهم نظرا لأنها لا تحتمل التخفيض علي العكس في الأندية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك التي تتضمن بعض اللاعبين الذين يحصلون علي مبالغ تفوق الخيال في الموسم وهي أرقام تدعو إلي التعجب فهؤلاء هم الذين تنطبق عليهم ضرورة تخفيض عقودهم في الفترة الحالية والوقوف بجانب أنديتهم.