[email protected] نعم استطاع الشعب المصري أن يحفر اسمه في التاريخ بحروفٍ من ذهب, نعم استطعنا أن نبهر العالم كله ليقف لنا تحيةً وتقديراً لهذا الشعب العريق الذي يعيد صناعة مجده من جديد. شهدت مصر خلال الأسبوع الماضي أكبر حدث سياسي في تاريخها المعاصر, انتخابات الرئاسة التي أذهلت العالم كله, دعونا نفرح بهذه التجربة التي طالما حلمنا بها, تجربة الحرية في اختيار من يمثلنا, نعم أعلم أننا قد لا نتفق جميعاً على اسم مرشح واحد وهذه هي قمة الحرية وهذا أفضل بكثير من هذا الرجل الذي كان مفروضاً علينا بنسبة 99.9 %. العملية الانتخابية مرت بسلام ودعونا لا نتحدث عن سلبياتها والتي لا تذكر حتى وقتنا هذا, فنحن نحتفل مع الشعب المصري الذي صمم على كتابة اسمه في سجل عظماء الشعوب, الشعب المصري الذي نزل وشارك، ودعونا لا ننس هذا الرجل المسن الذي توفي في لجنة بالظاهر وهو يؤدي واجبه تجاه وطنه, نسأل الله العلي القدير أن يرحمه ويدخله فسيح جناته. وهنا نوجه رسالة لوم خفيفة إلى كل من عزف عن المشاركة في هذه الاحتفالية, ونقول إن الذين لم يشاركوا في تلك الاحتفالية لن يخرجوا عن ثلاثة فرق: الأول منهم من قاطع الانتخابات وحجتهم أن الثورة لم تكتمل بعد ولهم مني تحية وتقدير ولكن أقول لهم يجب أن نعلم أن الأوضاع السياسية دائماً متقلبة فيجب أن نتعامل مع المعطيات الجديدة فكان يجب علينا أن نتعامل مع الانتخابات ونختار من يمثلنا حتى وإن كان اختيارنا اضطرارياً. والفريق الثاني من عزف عن المشاركة بحجة أن مرشحهم لم يدخل السباق وهذه بالطبع سلبية لا يحسدون عليها فكان يجب عليهم أن يشاركوا مع إخوانهم بغض النظر عن تواجد مرشحهم من عدمه والغريب أن مرشحهم نفسه قد شارك في العملية فما هي حجتهم إذن. الفريق الثالث هو فريق متواجد من قديم الأزل لا يعرف شيئاً عن مصر إلا أنه يسكن فيها، عازف عن الحياة كلها لا يهمه إلا نفسه ثم نفسه ثم نفسه فهم دائماً لا يعترفون بالمشاركة الجماعية, فواجبنا تجاههم في المرحلة القادمة أن نمد لهم أيدينا لنعيد لهم انتماءهم لبلادهم. ونحن هنا نتحدث عن العملية الانتخابية وما شهدته مصر خلال الأسبوع الماضي من حلم؛ أخيراً تم تحقيقه وهو رئيس جديد لن يكون اسمه مبارك, سوف أتحدث عن تجربتي الشخصية في المشاركة في هذا العرس الديمقراطي, وهي لجنة 18 بمدرسة السلام فكنت أريد أن أكتشف بنفسي مدى حرص القائمين على العملية الانتخابية على سلامة تلك العملية, ارتديت " ملابس سوداء ونظارة شمس تغطي نصف وجهي وكاب أسود " ودخلت اللجنة وأعطيت بطاقتي للموظف ولاحظت متابعة لرئيس اللجنة لي وأخذت الاستمارة ووضعتها في الصندوق ولكني أجد أمامي رئيس اللجنة ممسكاً ببطاقتي ويسألني هل أنت محمد حمدي وأجبته بنعم فقال لي إذن اخلع النظارة والكاب كي أتعرف عليك وقمت بالفعل بذلك وتأكد رئيس اللجنة من شخصيتي وأعطاني بطاقتي وانصرفت وأنا في حالة رضا داخلي من أن القائمين على العملية الانتخابية يريدون أن يأتي رئيس جديد من اختيار الشعب بدلاً من الرؤساء الحاليين.!! ودائماً تبقى كلمة: شكراً للشعب المصري الذي كتب اسمه في سجل التاريخ بحروف من ذهب.