من منطلق استعراض القوى الكتابية والتفكيرية والاستنتاجية خرج علينا الكاتب عمر طاهر في الزميلة (التحرير) التي يرأس تحريرها الزميل "إبراهيم عيسي" في عددها الصادر بتاريخ 15 مايو الجاري ليعيد نشر مقال أكد أنه نشر في 18 فبراير من العام الجاري. " من المفكرة" هذا عنوان المقال الذي لم يجد "طاهر" بدا من الاستعانة به ليؤكد للجميع -الحبيب قبل العدو والقريب قبل البعيد- أنه كاتب لا يشق له غبار ومحلل سياسي من الطراز الأول, فقد قفز "طاهر" عدة قفزات تاريخية في هذا المقال ويتوقف عند الأيام الحالية التي قال عنها "العراف طاهر" : انتهت المأساة بكل ما في فكرة الحكم الجماعي من ارتباك وتخبط وصراعات وكواليس، الله أعلم بها، وانتخبنا رئيس جمهورية بعد سلسلة من المهاترات والتلقيح والاحتكاكات والتوتر أمام صندوق الانتخابات، لثقة كل واحد فينا أن صوته سيكون فارقا فى مصير البلد، وكتبنا دستورا مُرضيا إلى حد ما وقبلنا العمل به، وتشكلت حكومة جديدة توافقية بشِقّ الأنفس، فماذا بعد؟. هل سنقف للرئيس الجديد على الواحدة؟ أم سنتركه يخوض تجربته كاملة على أن نتحاسب فى ميعاد ثابت سنويا مثل مصلحة الضرائب بالضبط؟ هل نخرج له في مليونية مع كل قرار أم سنجمِّد الحشد على أن يقول كلمته وتقييمه مرة كل عام فى ذكرى الثورة؟. هل سنُقلِع عن طريقة العيش يوما بيوم التى نتبعها منذ قامت الثورة؟ هل سيقلع الواحد عن سؤاله اليومي بمجرد أن يستيقظ "هى الخناقة على إيه النهاردة؟"، هل سيستيقظ الواحد أصلا و"إيده بتاكله" على أن يسهم في أي شيء مفيد أم سيستيقظ و"إيده بتاكله" على التلطيش سواء عبر مقال أو بيان أو تويتة؟. تساؤلات "طاهر لم تتوقف عند حد الأربعة "هل" التي قدمها فقد أكمل متسائلا وبراءة الثوار في كلماته : هل سنكتب ميثاقا للثورة يحدد أسباب قيامها وأهدافها ودور كل واحد فينا؟ . مليونية "هل" لم تتوقف أيضا عند هذا الحد فقد أكمل المقال بالكثير منها عدة "، لكن الغريب أن "طاهر" الذي أرغي وأزبد في التساؤلات لم يكلف نفسه عناء تقديم الجواب الوافي لكل التساؤلات تلك ولم يقل أيضا :انتظروا الإجابة المقال القادم.