صديقي الحميم الاستشاري الأوحد, و المهندس الأكبر, السيد ممدوح حمزة يتصور نفسه «ملاك بجناحين» يطير فوق البشر فيكشف حقيقتهم, و أخطاءهم, أما باقي الناس فهم غلط وخلاص. ذات يوم سألت مستر حمزة عن الشباب المصرى فقال لى : إنهم عيال سيس, و نصحني بالا انتظر منهم شيئا , فليس وراءهم سوى الدمار و الخراب, و لما قلت له إنهم ثوار قال لى : أنت واهم يا عم سحلول.. خذها منى حكمة.. منى أنا فقط!! مرت الأيام .. وقابلت الدكتور حمزة, و كان ذلك بعد 25 يناير(اليوم المشهود) فقلت له: الظاهر إن العيال السيس سوف يفعلونها يا هندسة!! هاج الرجل و ماج و قال: صه يا شنقيط.. هؤلاء الشبان ورد الجناين ولا يصح أن تطلق عليهم لفظ السيس هذا.. اذهب ثكلتك أمك.. كدت أموت غيظا و دهشة, فالرجل هو من قال عليهم سيس فى بادئ الأمر, قبل أن أفاجأ به يتحدث بلسانهم فى الفضائيات والصحافة و الإذاعة.. أيام أخري مرت, قبل أن أقابل العم حمزة, وشنطته الجلدية, فقلت له إن ضغط الولاد الثوار أثمر عن الإسراع بفتح باب الترشح للرئاسة, فطلب منى الصمت على اعتبار إنى بهيم لا افهم ما أقول, فسألته عن سبب غضبه, فقال:هم عيال لا يفهمون, كيف نختار رئيسا بينما الثورة لم تكتمل؟! قلت:و ماذا عن مجلسي الشعب و الشورى و الأمور الأخرى التى حققتها الثورة؟! قال الرجل و هو يعدل من وضع نظارته الطبية: قلت لك أنت لا تفهم.. فالثورة لابد أن تكون من اجل الثورة و رزقنا على الله.. قلت مندهشا: لكن ذلك قد يجرجرنا لحرب أهلية! قال: و ماذا فى ذلك.. أهلا بالحرب الأهلية, فالشباب جاهزون وهم رهن إشارة من العبد لله , ففي فيلتي العدة و العتاد والمؤن و السلاح.. كله فى الثلاجة يا سحلول افندى.. و لا نخشى احدا.. قلت: تقصد من ب»أحد» هذه يا هندسة؟! قال:السلفيون و الإخوان و المجلس العسكري و الأحزاب و الثوار.. قاطعت الرجل قبل أن يكمل باقي القائمة, و قلت له ما يتردد بأن سكان فيلاه من الائتلافات يتلقون تمويلا من الخارج, فقال بسرعة:أنا الخارج يا أخ سحلول.. أنا صاحب الأجندة , بل الثورة.. أنا مصر أم الدنيا!!