عمرو أديب: مستقبل وطن يمتلك كوادر تنظيمية تستطيع تخفيف الأزمة الاقتصادية| فيديو    سفيرة الدنمارك بالقاهرة: أوروبا أكبر مستثمر وشريك تجاري في مصر    القاهرة الإخبارية: الطائرات الحربية الإسرائيلية تخرق جدار الصوت جنوب لبنان    مفتي الجمهورية ينعي الأميرة «للا لطيفة» والدة محمد السادس ملك المغرب    ضبط مسجل خطر بحوزته مواد مخدرة وسلاح ناري في الأقصر    إصلاح خط مياه في الدقي وعودة المياه تدريجيًا ل5 مناطق    طلب إحاطة لوزير التعليم بسبب صعوبة امتحان الفيزياء    حكم الشرع في الصلاة داخل المساجد التي بها أضرحة.. الإفتاء تجيب    روديجر أفضل لاعب في مباراة ألمانيا ضد الدنمارك ب يورو 2024    أحمد أبو الغيط: ما حدث في 25 يناير كان "فورة" بالمجتمع    عاجل.. أحمد سليمان يكشف موقف الزمالك من التجديد لهذا الثلاثي.. وموقف زيزو من الرحيل    القنوات المفتوحة الناقلة لمباراة الأرجنتين وبيرو اليوم في كوبا أمريكا 2024    وزير الرياضة يشهد أول نسخة من دوري البادل بالإسكندرية    ظهور مؤثر لVAR وقرارات مثيرة فى مباراتى الزمالك وسيراميكا والاتحاد ضد الداخلية    مفاجأة فى تقرير الراحلين عن الأهلي بالميركاتو الصيفى    سعر ومواصفات بي ام دبليو iX2 BMW    عمرو أديب ساخراً: غالبية الدول تغلق المحلات في العاشرة مساءً.. احنا عايزين نظام غير العالم    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    الدفع ب3 سيارات إطفاء للسيطرة على حريق في مزرعة نخيل بالوادي الجديد    "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات    مدحت صالح يطرب جمهور الأوبرا بأروع أغانيه على المسرح الكبير    نجوى كرم تكشف عن مفاجأة بشأن زواجها فى حفل رومانيا بعد تألقها بمهرجان موازين    محمد رمضان من البروفة النهائية قبل حفله في مهرجان موازين    حقيقة تأجيل الضمان الاجتماعي المطور لشهر يوليو 1445    تغيرات الغدة الدرقية أثناء انقطاع الطمث وتأثيرها على الصحة    تأثير تغيرات الغدة الدرقية على الصحة بعد الولادة    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    حسام حسن يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو    رئيس لجنة الصناعة ب«الشيوخ»: 30 يونيو ثورة شعب ضد قوى التطرف والتخلف استجاب لها قائد عظيم لتحقيق طموحات الشعب    رابطة مصنعي السيارات تكشف السر وراء أزمة توقف الاستيراد وتحرك الأسعار (فيديو)    نجم الزمالك السابق: هدف الاتحاد السكندري صحيح 100%    يورو 2024 - مدرب جورجيا: مؤخرا كرة القدم كانت مثل كرة تنس طاولة بين رونالدو وميسي    "اعرف نتيجتك".. الآن نتائج الثالث متوسط 2024 عبر موقع نتائجنا بالاسم فقط    المصيلحي: توريد 3 ملايين طن و551 ألف طن في الموسم الجديد، سداد 45 مليار جنيه للموردين، والتعاقد على 470 ألف طن قمح مستورد    أحمد موسى يكشف موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة -(فيديو)    بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    "مفيش في جيبه غير 5 جنيه".. العثور على جثة شاب مجهول الهوية بالمنوفية    أبرز حالات إخلاء سبيل متهم وظهور أدلة تلغي القرار    عاوز يبيع له بسعر أعلى.. صاحب مخبز بسوهاج يتعدى على طالب ويصيبه بحروق (فيديو)    الزنداني: القضية الفلسطينية أولوية بالنسبة لمصر واليمن    شائع الزنداني: القضية الفلسطينية أولوية بالنسبة لمصر واليمن    أستاذ علوم سياسية: الدول المنادية بحقوق الإنسان لم تقم بدور مهم حول غزة    حدث بالفن| موقف محرج لمحمد رمضان وميسرة تكشف كواليس مشهد جرئ مع عادل إمام    د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!    المحروسة يحتل المركز الخامس والعشرين في قائمة الأكثر رواجا على مستوى العالم    خبير عسكري: لا يوجد علاقة بين الصراع في غزة وما يحدث في جنوب لبنان    منظمة التحرير الفلسطينية: ما يحدث من صراعات مقدمات لحرب عالمية ثالثة    وزير خارجية اليمن: جماعة الحوثي تستغل حرب غزة لمنح نفسها دعاية نصرة القضية الفلسطينية    بعد اشتعال الموبايل في بنطلونها.. 4 أسباب تؤدي إلى انفجار الهواتف الذكية (احذرها بشدة)    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    هيئة الدواء تصدر ضوابط لصرف المضادات الحيوية بالصيدليات    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التموين: سداد فارق تصنيع الخبز المدعم للمخابز البلدية    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    الأوقاف تعلن افتتاح باب التقدم بمراكز إعداد محفظي ومحفظات القرآن الكريم - (التفاصيل)    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرى الموت

- السرطان يحاصر الإسكندرية والشرقية.. والمنيا والسويس تعانيان الفشل الكلوى.. وكفر الشيخ الأولى في الإصابة بفيروس C
- 14 ألف مريض ضحايا الفقر والمرض بسوهاج.. ولا عزاء لحقوق المواطن
- مهاجرون سودانيون غير شرعيين يضعون أبناء أسوان والأقصر في «ورطة الملاريا»
- كفرالشيخ.. «فيروس C» يضع المحافظة في مقدمة قائمة «الأكثر إصابة» بالشرق الأوسط
- 50 قرية في الإسكندرية تعانى انتشار السرطان والفشل الكلوى
- 24٪ من سكان السويس مصابون بالفشل الكلوى
- 100 طفل بإحدى قرى بنى سويف مصابون بفيروس «A»
على كل شكل ولون.. بالبطيء والسريع.. بالمياه والغذاء.. تعددت الأسباب والإصابة بالأمراض الوبائية واحدة، آلاف القرى في محافظات مصر تقف عاجزة عن مواجهة أمراض تحاصر أبناءها.. تضربهم بفيروس سى تارة وبالسرطان أو الفشل الكلوى تارة أخرى.
على أرض الصعيد، يقف أبناء سوهاج والمنيا وأسوان والأقصر عاجزين عن مواجهة شبح التليف الكبدى والملاريا، لم لا والخدمات الصحية الرئيسية غائبة، ومياه الشرب يحاصرها مستنقع الصرف الصحى ليختلطا معًا ويتفقا على إنهاء حياة المئات من أبناء هذا الوطن.
«فيتو» رصدت «قرى الموت» في أكثر المحافظات تضررًا من الفيروسات القاتلة فما كان إلا الإهمال، بداية من شبكات المياه والصرف المتهالكة ثم انتشار عمليات الرى بمياه الصرف الصحى وصولا إلى غياب حملات التوعية الصحية، ليُترك مستقبل مصر تحدده الأمراض ولا عزاء لأطفال أو شباب أو كهول.
الإسكندرية:
50 قرية تحت حصار السرطان والفشل الكلوى
تعانى قرى محافظة الإسكندرية من تدهور الخدمات الأساسية وتلوث مياه الشرب بها، مما جعل أمراضًا مثل الفشل الكلوى والسرطان تضرب أكثر من 50 قرية، وفى مقدمتها قرى البصرة وبغداد والميثاق ونجع حليص ببرج العرب والبنجر ومريوط وهى أكثر هذه القرى إصابة بأمراض الفشل الكلوي، نتيجة لعدم وصول المياه النقية لهم.
تسببت مواسير المياه المصنوعة من الأسبوتيس في زيادة معدلات الفشل الكلوى بقرية البصرة، بالإضافة إلى اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الرى والشرب.
وفى نجع حليص والمواقع المجاورة له ببرج العرب لا تزال مياه الشرب غائبة عن أهالي هذه المناطق بشكل دائم، ويعتمدون على مياه الآبار والطلمبات الحبشية، مما تسبب في إصابة الكثير منهم بالفشل الكلوى والسرطان، ولا تعرف المياه النظيفة طريقًا لهم.
وفى شرق الإسكندرية، يطلق أهالي «الزياتين» على قريتهم اسم «قرية الموت»، بسبب مصنع تدوير القمامة لإنتاج السماد العضوى الموجود بالقرية، والذي أدى إلى انتشار أمراض السرطان والصدر والكبد والفشل الكلوى بين أهالي القرية وقتل الماشية والزراعات الموجودة بالقرية.
وفى سياق ما سبق، قال أحمد موسى، أحد قاطنى القرية: نعيش مأساة إنسانية بمعنى الكلمة، فتحولنا من قرية زراعية منتجة إلى قرية مصابة بالأمراض السرطانية وموت الزرع بها بسبب إنشاء مصنع لتدوير القمامة على أطراف القرية منذ عام 1996.
وأضاف: «أصبحت هذه الرقعة تمثل خطرًا داهمًا على صحة الأطفال الذين أصيبوا بأمراض الصدر إلى جانب الإصابات بمرض السرطان، كما صارت الزراعة لدينا غير مجدية نتيجة تلوث مصنع السماد العضوي»، مطالبًا بنقل المصنع ووقف التعدى الصارخ على المواطنين والأراضى الزراعية والثروة الحيوانية التي تأثرت وأصيبت بالأمراض، على حد قوله.
بدورها، كشف مصدر بوزارة الصحة بالإسكندرية عن زيادة عدد الوفيات بقرية الزياتين لتصل إلى 10 حالات شهريًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من ألفى مواطن بأمرض صدرية معظمهم من الأطفال، وإصابة آخرين بأمراض الكبد، لافتًا إلى ارتفاع الإصابة بالفشل الكلوى بين مواطنى قرية البصرة ونجع حليص من شخصين إلى 10 أشخاص، بسبب تلوث مياه الشرب.
الشرقية:
السرطان يأكل أبناء المحافظة
وعلى أرض الشرقية، يعانى سكان حى السلام بمدينة كفر صقر بالمحافظة من تزايد حالات الإصابة بمرض السرطان في الآونة الأخيرة تزامنًا مع تركيب أبراج لأجهزة المحمول الثلاثة بالحي، وسط صمت وغياب تام للمسئولين.
يقول «صلاح السيد - 40 عامًا - عامل» ومقيم بحى السلام: «نعانى من انتشار مرض السرطان بالحي، وتجاوزت حالات الإصابة 30 حالة وتوفوا جميعًا بعد صراع مع المرض، فالمرض بدأ في الانتشار منذ نحو 8 سنوات وتزامن ذلك مع تركيب أبراج لأجهزة المحمول الثلاثة الواحد تلو الآخر فوق أسطح ثلاثة منازل تقع داخل التجمعات السكانية دون مراعاة وجود مسافة آمنة، ويسيطر على المواطنين هاجس أن هذه الأبراج وراء إصابتهم بالسرطان».
كما أضاف: «تقدمت بعدة شكاوى لمستشفى كفر صقر المركزى وكان الرد أنهم غير مسئولين ولا منوط بهم التحقيق في الشكوى، ثم تقدمت بشكوى لمديرية الصحة دون جدوى، رغم وعدهم بأنه سيتم إرسال لجنة لإجراء الفحوصات اللازمة لإثبات التضرر من هذه الأبراج».
الحاجة فاطمة «60 عامًا» تحدثت ل«فيتو» قائلة: «اللى بيحصل دا حرام، مش لاقيين مسئول ولا حد يسأل فينا، السرطان مش بيفرق بين كبير ولا صغير دا بيصيب ناس من كل الأعمار.. إيه ذنب الناس تعيش في حيرة وقلق ومحدش آمن على نفسه وبيتوقع أنه هيمرض بالسرطان أو حد من عيلته؟»
وقالت: «كان في ناس جيرانا سابوا بيتهم ومشيوا بعد وفاة اثنين من أبنائهم بمرض السرطان منذ نحو 4 سنوات وكانوا شباب صغيرين هما (محمد السيد يوسف - 28 عامًا وشقيقه يوسف 24 عامًا).. بعد ما ماتوا والدتهم كانت في حالة صعبة وصممت تمشى من المكان.. أنا نفسى ولادى جنى (5 سنوات)، وحبيبة (3 سنوات) ماتوا بسبب السرطان».
في حالة غير مسبوقة، ظهرت بقرية أبو عزباوى التابعة للوحدة المحلية بالملاك بمركز أبو حماد بالشرقية، 200 حالة مصابة بالأورام السرطانية المختلفة من أورام بالثدى أو بالفك السفلى أو بالمثانة أو بالكبد أو بالدم، من بينهم أطفال صغار، وتوفى أكثر من 50 حالة بسبب الأورام السرطانية بالقرية، ورغم انتشار هذا المرض بين أهالي القرية بصورة مخيفة منذ سنوات فإن أحدًا لم يهتم بهم من المسئولين، على حد قول بعض الأهالي.
المنيا..
محافظة فيروس C
أما قرى محافظة المنيا فحدث ولا حرج، خصوصًا أن أكثر من 80% من سكان قرى هذه المحافظة يعانون من ارتفاع معدلات الإصابة بالفشل الكلوى الناتج عن شرب المياه الملوثة، الأمر الذي حول حياة هؤلاء البسطاء إلى جحيم بسبب عدم توافر كوب ماء نظيف.
ويعانى أكثر من 300 ألف مواطن من أهالي قرى «أبو عزيز والفواخر ونزلة خميس والشيخ عبد الرازق وعزبة رحمى وهدى شعراوى – المحرص بملوى – مركز بنى مزار، والقمادير والكوم الأحمر بسمالوط – وأبو يعقوب ومنشية الزاويا البحرية»، وغيرها من المدن والقرى من تناول مياه ملوثة تغير تركيبها الكيميائي نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي.
وشهدت المنيا مؤخرًا تظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بسبب اختلاط مياه الشرب بسموم المصانع التي تلقى بمخلفاتها الصناعية في مياه النيل، وفى مقدمتها نحو 40 ألف لتر مكعب من مخلفات الصرف الصحى الخاص بمصنع سكر أبو قرقاص وحليج الأقطان بالمنيا والذي يصرف مخلفات الصرف الصحى وبشكل مباشر في نهر النيل.
«سوادة بمركز المنيا وطحا الأعمدة بسمالوط والمحرص بملوى والفكرية بأبو قرقاص وحلوة بمطاى وأبوجرج ببنى مزار» تمثل أبرز القرى التي تعيش كوارث بيئية أدت إلى إصابة نسبة كبيرة من أبنائها بفشل كلوي، وتلك القرى معروفة إعلاميا ب«قرى فيروس سي».
وترجع كارثة انتشار الفيروس إلى «تلوث مياه الشرب» بسبب حالة الشبكات والتي حملتها مسئولية تلوث المياه لما بها من تآكلات وصدأ لقدمها ولكونها لم تشهد عمليات صيانة أو إحلال وتجديد منذ ما يقرب من 30 عامًا، والتي ظهرت بشكل واضح في شبكة مياه شرب مطاي.
فيما وصف محمود خليفة، أحد طلاب كلية العلوم بالمنيا، قريته المحرص ب«الميتة» لكونها تشهد إصابة 60% من سكانها بالالتهاب الكبدى نتيجة تلوث مياه الشرب وتسببها في إصابتهم بفيروس سي، نتيجة سوء حالة شبكات مياه الشرب.
بنى سويف..
الأطفال ضحايا «فيروس A»
يعيش مواطنو قرى «تل ناروز والفنت والجنادى والنويرة» بمحافظة بنى سويف، تحت حصار الأمراض والأوبئة القاتلة في ظل تجاهل تام من المسئولين.
في قرية «تل ناروز» بمركز بنى سويف، يحيط الموت ب100 طفل مصابين بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «A» بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي.
وفى إطار ذلك، قال جابر مبروك، أحد أبناء القرية: «فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى A» أصاب ما يقارب من 100 طفل بالقرية، بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، لأننا ما زلنا نعتمد على الصرف البدائى (الطرنشات)، فتملك الفيروس اللعين من أطفالنا، وهذا ما أكدته التحاليل الطبية».
وحذر من تهديد هذه المياه لأكثر من 1200 أسرة بالقرية، فضلا عن ظهور أعراض المرض ك(اصفرار في العين والبول)، وسط تجاهل مسئولى الصحة وشركة مياه الشرب.
وأضاف أن المحافظ أمر بتشكيل لجنة من مديرية الصحة لبحث الأزمة، وزعم تقرير اللجنة أن عدد الحالات المصابة لا يتعدى سبع حالات فقط، وأن عينات مياه الشرب سليمة، وأرجع التقرير سبب إصابة الأطفال بالفيروس إلى «تناولهم مأكولات غير نظيفة»، على حد قوله.
وفى قرية «الفنت» بمركز الفشن، جنوب المحافظة، تعالت صرخات الأهالي خوفًا من تفشى الأمراض، بسبب نواتج تطهير المصرف المشبعة بالمواد الصلبة والكيماوية، وبقايا الحيوانات النافقة. أما قرية«الجنادي» التابعة لمركز إهناسيا المدينة، فيؤكد مواطنوها أن ترعة القرية أصبحت مصدرًا للأمراض والأبئة التي تهدد أكثر من سبعة آلاف مواطن بالقرية.
وفى قرية «النويرة» بمركز إهناسيا، رصدت «فيتو» معاناة 1500 مواطن يعيشون بعزبة «زكريا» التابعة للقرية من الأضرار الناتجة عن الترعة التي تخترق العزبة، وتسببت في إصابة المئات من أطفالها بالأمراض والأوبئة نتيجة عدم تطهيرها، فضلًا عن غرق الكثير من أطفالها في مياهها الراكدة.
السويس..
الصرف وفيروس C معًا ضد المواطنين
وفى منطقة القناة، يعانى أبناء السويس من إصابة غير عادية بالفشل الكلوي، وأكدت دراسات مركز بحوث الأمراض المعدية بالسويس أن نسبة مرضى الفشل الكلوى بالمحافظة تخطت 24% من عدد السكان، وهى نسبة خطيرة جدًا، تجاوزت كل المحافظات.
وتشهد ترعة السويس المتواجدة بمنطقة الهويس بامتداد نهاية شارع الباسل، العديد من المخالفات التي تضر بصحة المواطنين، ويأتى على رأسها، تحويل مياه الصرف الحى إليها، واستخدام مياهها في رى الزراعات، ما تسبب في انتشار الإصابة بفيروس C الكبدي، والفشل الكلوي.
وأكد الدكتور محمد سلامة عضو نقابة الأطباء أن هناك 200 حالة مصابة بالفشل الكلوى بالمستشفى العام بالسويس وهو أكبر المستشفيات الحكومية بالمحافظة.
من جانبه، قال عبد الحميد كمال، عضو الأمانة العامة لحزب التجمع بالسويس، إنه عرض على اللواء العربى السروى محافظ السويس، عدة مقترحات منها إعادة تشكيل لجنة عليا لمياه الشرب للرقابة على المياه للمتابعة الدورية لمصادر التلوث الزراعية والصناعية والصحية.
وتشير الدراسات إلى أن انتشار الأمراض يعود إلى انهيار البنية التحتية بمياه الشرب والصرف الصحى بالمواقع السكنية، خصوصًا أحياء «الأربعين وفيصل والصباح»، مما أدى إلى انتشار الأوبئة والفيروسات وإصابة العديد من المواطنين بأمراض الصدر.
سوهاج..
آلاف المواطنين فريسة ل«المياه السوداء
وجدت قرى سوهاج نفسها واقعة بين أنياب الأمراض الوبائية بسبب تلوث مياه الشرب، وتعد قريتا الكشح بدار السلام وأولاد حمزة بالمنشأة نموذجًا صارخًا الانتشار الأمراض بين أبنائها ليتركهما المسئولون تواجهان «المرض والفقر» وحدهما.
وأثبتت الأبحاث والدراسات بهاتين القريتين أن تلوث مياه الشرب نشر الأمراض الخبيثة بين 14 ألف مواطن بها كانوا مصابين بفشل كلوى وتليف الكبد والسرطان وفيروسات متنوعة.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود عبد الصبور مدير مركز الأبحاث والدراسات بكلية الطب بجامعة سوهاج أنه تم إجراء أبحاث وكشوفات على المئات من المرضى المصابين بالسرطان والفشل الكلوى وتمت هذه الفحوصات على أعلى مستوى، وتبين من خلالها إصابة ما يقرب من 14 ألف مواطن بالفشل الكلوى والسرطان بسبب تلوث مياه الشرب وتوفى منذ عام 2010 حتى الآن نحو ألفى و650 مواطنًا بأمراض مختلفة.
في الوقت نفسه، قال «عصام الشريف - معلم من قرية أولاد حمزة التابعة المنشأة» إنه مصاب بفشل كلوى منذ عامين وأن زيادة نسب الأمراض بقريته يعود إلى زيادة نسب الحديد والمنجنيز ورواسب صفراء وعكار زائد في مياه الشرب، وتبين أن نسبة الأملاح في مياه الشرب تصل إلى 720% وهى نسبة كارثية ومياه الشرب يتحول لونها أحيانًا إلى «الأسود».
أسوان والأقصر..
الملاريا ترعب بوابة مصر الجنوبية
مع ضعف مستوى الخدمات الصحية وتراجع مستوى البنية التحتية بالصعيد، يعانى أبناء أسوان من انتقال مرض الملاريا لهم في ظل انتشار المقيمين السودانيين بمركز أدفو تحديدًا، وعلى رأسهم الهاربين إلى مصر بطرق غير مشروعة.
وأثبتت تقارير مديرية الصحة بأسوان أن عدد المصابين ب«الملاريا» وصل إلى نحو 26 مريضًا، مشيرًا إلى أنه بناءً عليه أخذت عينات من 670 شخصًا بمركز إدفو، وخاصة قرى «شرق إدفو والرديسية والعدوة وخور الزق» لأن شبح الموت يطاردهم بسبب الملاريا التي وصلت إليهم، وأصبح التخلص من مقاومة المرض أمرًا صعبًا لعدم وجود قيود على الهجرة غير الشرعية للسودانيين أو مداهمة أوكارهم التي ما زالت موجودة في الصحراء بالقرب من قرى إدفو.
ومن أبرز أسباب انتشار «الملاريا» بمركز أدفو عدم خضوع السودانيين الهاربين للحجر الصحى الذي يتعرض له أي مواطن سودانى يصل أسوان عبر الميناء وإجراء التحاليل اللازمة لهم للتأكد من خلوهم من المرض وفى حالة كان حاملًا للملاريا أو أي أمراض أخرى يمنع من دخول مصر.
ويتمركز في المناطق المحيطة بمركز أدفو المئات من السودانيين الذين دخلوا البلاد بطرق غير مشروعة للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية وبعضهم حامل لمرض الملاريا، ونقل المرض منهم بسبب آبار مياه جوفية ومستنقعات في منطقة العدوة بجوار مقام الشيخ مصطفى ناتجة من أعمال المحاجر وتركت دون ردم.
ويعتبر الناموس والباعوض أبرز الحشرات الناقلة للمرض، لكونها تنتشر حول مستنقعات المياه لتنقل الملاريا من المريض إلى المواطنين لأن أنواعًا معينة من الحشرات الناقلة للمرض تضع بيضها في المستنقعات وتتكاثر ثم تنتشر بالمنطقة، وهنا تبدأ مرحلة نقل المرض.
أصبح مرض الملاريا يهدد المراكز والمناطق المحيطة بمركز أدفو ومن أكثرهم عرضة لانتشار المرض به هو مركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر لقرب المسافة بينهما، فضلًا عن حالات الملاريا التي تدخل من ميناء السد العالى وتكتشف في الحجر الصحى ويتم تحويلها إلى مستشفى الحميات لتلقى العلاج اللازم وبعد شفائها تصبح الخطورة في انتكاسة المريض وتعاملها مع المواطنين.
الأزمة الكبرى أن الملاريا لم يعد متوقفًا أمام أبواب أسوان والأقصر فقط لكن رعب الأهالي امتد لمحافظات البحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء والجيزة مع مواصلة السودانيين والإثيوبيين والإريتريين رحلة السفر إلى القاهرة في حالة البقاء بمصر أو عن طريق حلايب وشلاتين ووادى العلاقى والبرامية الواقعة بين إدفو ومرسي علم في الصحراء الشرقية لدخول إسرائيل بطريقة غير مشروعة، وهم حاملون المرض.
الغربية..
السرطان والإهمال الحكومى «إيد واحدة»
تلوث مياه الشرب ورى الأراضى الزراعية بمياه الصرف الصحى بات سببًا واضحًا للجميع بأنه سبب الإصابة الأول بكثير من الأمراض، وتعد قرية مشلة التابعة لمركز كفر الزيات نموذجًا لكل ما سبق، خاصة أن 20 % من سكان القرية مصابون بمرض الفشل الكلوى في ظل تلوث المياه وسوء التغذية.
من جانبه، أكد «ياسر المسيرى - من أهالي قرية المشلة بالغريبة» ل«فيتو» أن الحكومة لا تعرف شيئًا عن مواطنى القرية الذين يعيشون دون كهرباء أو مياه شرب ولا صرف صحي، مضيفًا: «طالبنا عدة مرات بوحدة صحية تقدم العلاج لأبناء القرية التي فاق عددهم 20 ألف مواطن ولا نعرف كيف نواجه مشاكلنا الصحية وعلاج أبنائنا من مرض البلهاريسيا والفشل الكلوى والسرطان الذي ينهش أجساد الأطفال والكبار بسبب تلوث المياه ورى الفلاحين للأراضى الزراعية بمياه الصرف الصحي».
وأضاف المسيرى أن القرية سجلت خلال السنوات الثلاث الماضية إصابة 28 حالة بالسرطان منهم خمسة في شهرين، وشهدت القرية 3 وفيات من ال28 حالة منهم حالتان في 10 أيام، مشيرًا إلى أن أهالي القرية لجأوا إلى المياه الجوفية بدق طلمبات ارتوازية وبتحليل المياه تبين أنها مليئة بعناصر الحديد والرصاص والزنك والمنجنيز، وجميعها تقف وراء إصابة المواطنين بالفشل الكبدى والسرطان وأمراض أخرى مزمنة.
وأشار إلى أن هذه العناصر تم تسريبها للمياه الجوفية الموجودة بباطن القرية من خلال مصرف القرية والترنشات المحفورة أسفل المنازل، ويتم نقلها أسبوعيا بواسطة «سيارات الكسح» والتي بدورها تليقها في المصرف والذي يستخدمه الفلاحون في رى محاصليهم الزراعية، ما يتسبب في النهاية في كارثة صحية.
وأشار «السيد فروح - من أهالي القرية» أن تعداد سكان القرية نحو 20 ألف نسمة، ومع ذلك لا توجد محطة صرف صحى تنقل مخلفاتها من خلالها، مما يجعل الأهالي يلقونها في المصارف المجاورة وفيما بعد يستخدمون مياه هذه المصارف في رى محاصيلهم الزراعية وبالتالى تحدث للمحاصيل عملية «سرطنة» تصيب الإنسان عقب تناولها لها.
وطالب «فروح» المسئولين بالتحرك لإنقاذ القرية والبدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي، خصوصًا أن الأهالي تبرعوا لهيئة مياه الشرب والصرف الصحى بقطعة أرض من أجل المحطة، لكن للأسف لم يتم البدء فيها حتى الآن، مضيفًا أنه تم أخذ عينة مياه وتحليلها فتبين أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى وبها شوائب ومخالفات كيماوية تصيب بالفشل والسرطان وأمراض أخرى مزمنة.
كفر الشيخ..
73% من أبناء المحافظة محاصرون ب«فيروس سى»
ومن بين جميع المحافظات، حققت محافظة كفر الشيخ أعلى نسبة إصابة بمرض فيروسى «C & B» على مستوى الشرق الأوسط حتى وصلت نسبة الإصابة إلى 73% من أبناء المحافظة.
والآن يحمل أبناء قرى كاملة بكفر الشيخ «فيروسات كبدية» وأكثر من 40% من أبناء المحافظة تمكن المرض من أجسادهم حتى أنهى أكبادهم، فوصلت نسبة تدمير الكبد عندهم إلى أخطر مرحلة وهى «f4» والتي تعنى أن الكبد وصل لمرحة النهاية.
الدكتور أشرف الحايس، مسئول القوافل العلاجية المختصة بفيروسى «C & B»، أكد أن أهم أسباب انتشار المرضين بتلك القرى هو وجود البلهارسيا منذ سنوات، وعدم وجود توعية صحية، قائلا: «حلاق القرية سبب في تفشى المرض، لكونه يستخدم طرقًا بدائية في التعامل مع المرضى من خلال أدوات غير معقمة في الختان، وكذلك عيادات الأسنان، ويتم استخدام الأدوات في خلع الضروس والأسنان وإعطاء الحقن للمرضى بعيدًا عن التعقيم الأدوات التي يستخدمها لأكثر من شخص وينقل الأمراض».
وحذر من خطورة تلوث مياه الشرب والرى والاستحمام في مياه «الترع والمصارف» دون الوعى بخطورة المرض، مشيرًا إلى أنهم يحاولون مواجهة المرض من خلال عمل قوافل طبية مخصصة للكشف عن الأمراض الكبدية وإصدار قرارات علاج على نفقة الدولة لمن يتضح أنه حامل للمرض، ويتم تحويل الحالات الأخرى لمركز أبحاث الكبد.
وأوضح أن أكثر من 73% من أبناء كفر الشيخ يحملون المرض بدرجات متفاوتة فمنهم من يعيش بالتليف الكبدى ومنهم من يحمل مرض فيروسى سى وبى بمراحله.
وفى إحصائية صادرة عن حزب النور تبين أن قوافل الحزب الطبية وقعت الكشف الطبى على 3928 حالة مرضية في 44 قرية حاملين فيروس «سي» واكتشفت أن أكثر من 30% من المواطنين ببعض القرى كانوا مصابين بالمرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.