تعاني محافظة الدقهلية من تفشي الامراض الوبائية وعلي رأسها الفشل الكبدي والكلوي حيث جاءت الاحصائيات مؤكدة ارتفاع أعداد المصابين علي مستوي القري والمدن ولا تزال مشكلة إلقاء مياه الصرف بجميع أنواعه زراعي وصحي وصناعي علي المجاري المائية في نهر النيل وفروعه بالمحافظة هي المتهم الاول لإصابة المواطنين بتلك الامراض وذلك رغم التحذيرات المتكررة من هذا الوضع المأساوي غير الإنساني. ويوضح الدكتور محمد عبدالوهاب- أستاذ أمراض الكبد والباطنة بمركز الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة ورئيس فريق زراعة الكبد- أنه تم حتي الآن إجراء أكثر من230 حالة زراعة كبد وأنه لو حظ خلال السنوات العشر الأخيرة تضاعف نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين المواطنين وأن نحو77% من هذه الإصابات تحدث في المناطق الريفية, حيث تزيد معدلات استخدام أبناء الريف للمياه الملوثة في حين تصل النسبة إلي32% بين سكان الحضر وأن الإصابة بسرطان الكبد تصل إلي4.7% وهي أعلي معدلات الإصابة علي مستوي العالم. واضاف عبد الوهاب: يتوافد لمركز الجهاز الهضمي بالمنصورة العديد من المصابين بأمراض مختلفة في الكبد, وهؤلاء قد يزيد عددهم علي مليون مريض, معظمهم لا يكتشفون إصابتهم بهذه الأمراض إلا عند إجراء الفحوصات المخبرية الخاصة بالكبد, موضحا أن أمراض الكبد من الأمراض الصامتة التي لا تظهر أعراضها إلا في مراحل متقدمة, مشيرا إلي أن من أكثر هذه الأمراض شيوعا: تشحم الكبد بسبب البدانة وعدم تنظيم السكر وارتفاع الكوليسترول, لافتا إلي أن عدد المصابين بتليف الكبد غير معروف حتي الآن, بيد أنه عدد كبير يعكس مدي انتشار أمراض الكبد في هذا الجزء الجغرافي من العالم. وأضاف أن السبب الرئيسي لتليف الكبد هو البدانة أو السمنة, إذ تتفوق علي الفيروسات في هذا الجانب كمسبب للمرض, ذاكرا أنه تم اكتشاف أنواع عديدة من الأدوية, التي تتحكم في نسبة انتشار الفيروسات أو القضاء عليها بالكلية, وذلك خلال العقدين الأخيرين, مؤكدا علي أن البدانة في مجتمعنا ستكون السبب الرئيس لتشحم الكبد خلال العقود القادمة, ناصحا من كان لدية تشحم في الكبد مع ارتفاع في نسبة إنزيمات الكبد بالاستشارة الطبية دون تأخير; لكونه معرضا لحدوث تليف بالكبد علي المدي الطويل. وأشار إلي أنه توجد حاجة ماسة لإجراء الاف حالاتزراعة كبد خاصة في منطقة الدلتا شهريا مشيرا إلي وجود أكثر من(100) مرض تصيب الكبد عند الكبار, ومن أكثرها شيوعا: الفيروسات الكبدية, والأمراض الوراثية, وتشحم الكبد, إلي جانب الأمراض المناعية, وكذلك السموم, ومنها: الأعشاب الطبيعية والعقاقير الطبية, لافتا إلي أن العقاقير الطبية تتضمن العديد من انواع الأدوية إذ إنها تؤثر في الكبد. وقال عبد الوهاب إن الفشل الكبدي ينقسم إلي فئتين, وهما: الحاد والمزمن, ذاكرا أنه في حال حدوث الفشل الكبدي الحاد, فإن كبد المريض يكون في حالة طبيعية ثم يصاب بمشكلة أو مرض يؤدي إلي فشل حاد وتدهور سريع في وظائفه, كما أن ذلك قد ينتج عنه في بعض الحالات غيبوبة تحدث بشكل تدريجي, وتشكل في هذه الحالة خطرا كبيرا علي حياة المريض, إلا إذا أجريت له عملية زراعة الكبد, مرجعا حدوث هذا النوع من الفشل الكبدي إلي التسممات الدوائية والالتهابات الفيروسية. ويقول الدكتور زيدان شهاب الدين استاذ بالمركز البحوث: أصبحت هذه المشكلة كارثية بسبب الأضرار التي تلحقها بصحة المواطنين نتيجة إصابتهم بأخطر الأمراض مثل السرطان والفشل الكبدي والكلوي خاصة أن معظم القري تفتقر إلي وجود مشروعات لمعالجة مياه الصرف الصحي, ويتم إلقاء هذه المياه في المجاري المائية المختلفة ويقوم بعض المزارعين باستخدامها في ري محاصيلهم الحقلية, عندما تغيب مياه الري النيلية خاصة في نهايات الترع, مما يصيب المزارعين ومستهلكي هذه المحاصيل بالأمراض الخطيرة, وأصبحت منظومة معالجة مياه الصرف الصحي بالمحافظة تتصدر أولويات أهالي الدقهلية, كما باتت تحتاج إلي سرعة تدخل كبار المسئولين بالدولة قبل أن تستفحل أكثر من ذلك.