[email protected] كان من أهم انجازات ثورة 25 يناير نسف مشروع التوريث، واستئصال شأفته واقتلاعه من جذوره..ولعلنا نتذكر جيدا تلك السنوات الأخيرة من عهد الرئيس المخلوع ،والتى تميزت بظهور الآلاف من حركات الاحتجاج الاجتماعى، نظرا للمشكلات الحياتية التى كان يعانيها المواطن المصرى، كأزمة الخبز، والبطالة، وتدهور الأجور، والارتفاع الجنونى فى الاسعار، فضلا عن مشكلات التعليم والصحة والإسكان والنقل والمواصلات..إلخ، إضافة إلى السياسة القمعية التى انتهجها النظام مع الشعب فى المراكز وأقسام الشرطة، ناهينا عن تزوير إرادته فى الاستفتاءات والانتخابات العامة.. كان واضحا أن الوريث قادم على أكتاف ترسانة من الإجراءات الشاذة والقوانين الاستثنائية التى تكرس مزيدا من الاستبداد والفساد، وأيضا مزيدا من توسيع الهوة بين فئة قليلة تملك المال والسلطان والتشريع، وغالبية عظمى لا تملك شيئا، سوى الحسرة والحزن والوجع والألم..ظاهر الوريث فى ذلك داخليا، مخالب وأنياب الداخلية وقواها الخشنة، وخارجيا رضا الإدارة الأمريكية التى رأت فيه حرصه الشديد وانصياعه الكامل فى اتباع اجندة صندوق النقد والبنك الدوليين وما يستتبعهما من سياسات تكرس مزيدا من التبعية والدوران فى فلك الإدارة الأمريكية، ومن هنا كانت وقفتنا وآخرين من الوطنيين ضد التوريث. كان من أبرز أهداف الثورة تحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاولة استعادة الطبقة الوسطى التى تآكلت منذ عقود، ومعالجة الأوضاع المأساوية للطبقة المسحوقة التى تمثل الغالبية من شعب مصر من خلال إعادة النظر فى الخدمات المتدنية التى تقدم لهذه الطبقة فى التعليم والثقافة والصحة، فضلا عن تقويم العلاقة بين المالك والمستأجر، وتقريب الفجوة بين الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور..إلخ..وللأسف لم تتخذ أية خطوات إيجابية فى هذا الصدد منذ تنحية الرئيس المخلوع حتى الآن. ثمة مشكلة مزمنة تتفاقم يوما بعد يوم، ألا وهى مشكلة البطالة، تلك القنبلة الموقوتة التى تهدد مجتمعنا..إن علاج هذه المشكلة يكمن فى ضرورة إيجاد مشروع أو مشروعات قومية تستوعب تلك الأعداد الضخمة.. إن توفير السكن المناسب للشباب، فضلا عن السكن الآدمى للأسر الفقيرة، وما أكثرها، علاوة على حل مشكلة العشوائيات، تمثل كلها مطالب إنسانية ووطنية يجب ألا تتدخر الدولة وسعا فى سبيل إنجازها..وأعتقد أنه آن الأوان أن نيمم وجهنا شطر سيناء لتعميرها وتنميتها والاستفادة من مواردها، كما أن الخروج من دلتا النيل وهذا الوادى الضيق الممتد من جنوبالقاهرة حتى أسوان، واقتحام الصحراء وإقامة مجتمعات حضارية أصبح ضرورة ملحة، والله المستعان وعليه التكلان.