مات الضمير بداخلهم، فتحكم فيهم الطمع والجشع.. أرادوا تحقيق الثراء السريع، فاحترفوا تجارة الموت.. لجأوا إلى مقالب القمامة وأخرجوا منها بقايا الأطعمة والعصائر الفاسدة، وأعادوا تعبئتها وباعوها للفقراء فى الأحياء الشعبية.. استعانوا بعشرات البلطجية والمسجلين خطر لحمايتهم، فكونوا إمبراطورية ضخمة لا يمكن اختراقها.. لكن محقق «فيتو» ومن خلال مغامرة مثيرة.. استطاع اختراق تلك الإمبراطورية، ورصد بالكلمة والصورة خطوات صناعة الأغذية الفاسدة من مخلفات الفنادق بداية من عمليات جمعها من مقالب القمامة، مرورا بتصنيعها وإعادة تعبئتها، وحتى وصولها إلى الغلابة والفقراء من المصريين فى الأسواق الشعبية.. تفاصيل المغامرة تحملها السطور التالية.. فى البداية.. كان لابد من مرافق لنا نستطيع من خلاله اقتحام مقلب القمامة فى صحراء «شق الثعبان» بمنطقة دار السلام، وهو المقلب الذى اختاره بعض الفنادق الكبرى لإلقاء مخلفات المواد الغذائية فيه.. وبعد فترة من البحث توصلنا لمرافق من المنطقة ولكنه اشترط ذكر اسمه خوفا من بطش بلطجية المقلب، ومافيا تجارة الأغذية الفاسدة.. فى ساعة مبكرة من الصباح التقينا فى دار السلام ومنه انطلقنا إلى شق الثعبان، وفى منطقة جبلية متطرفة وجدنا المقلب أو «الكنز» كما يلقبه البعض.. مقلب قمامة.. و3 بلطجية قلت لمرافقي « ما حكاية هذا المقلب؟».. فقال: «فى التاسعة من صباح كل يوم.. تحضر سيارة نقل كبيرة محملة ببقايا جميع أنواع الأغذية والحلويات والعصائر تفوح منها روائح كريهة للغاية لتلقيها هنا.. بعد دقائق من تفريغ الحمولة يأتى رجل فى حوالى الخمسين من عمره يدعى المعلم «سماكة» وبصحبته فتاتان تبدأن فى فرز المقلب بدقة ليتعرف المعلم على نوعية وحجم المواد الغذائية الموجودة ومن ثم يحدد الأسعار للتجار.. تواصل الفتاتان عملهما بتقسيم الأغذية حسب النوع، بحيث توضع الحلويات من بقايا التورتة والجاتوه مع بعضها، وكذلك الحال مع العصائر بجميع أنواعها والكاتشب والمايونيز والطحينة، والجبنة والتونة.. تنتهى أعمال الفرز هذه مع أذان الظهر تقريبا، وفى حوالى الواحدة يأتى التاجر الذى سيشترى المقلب ويعاين البضاعة ثم يدفع السعر المتفق عليه للمعلم سماكة، ويضع المواد الغذائية على عربة كارو يجرها حمار، وينقلها إلى مكان آخر تجرى فيه عملية إعادة التعبئة والتغليف.. سألت مرافقى: «هل يحتكر سماكة المقلب أم هناك آخرون يشاركونه فيه؟».. أجاب: « بالطبع لا.. هناك ثلاثة أشخاص يتقاسمون السيطرة على المقلب على مدار أيام الأسبوع.. ففى يومى السبت والثلاثاء يكون المقلب من نصيب شخص يدعى «تونسى»، وهو مسجل خطر تم ضبطه فى العديد من قضايا السرقة بالإكراه وتعاطى المخدرات وحيازة أسلحة بدون ترخيص، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات.. ويومى الاثنين والأربعاء يكون المسيطر على المقلب هو «حمودة» المعروف بالبلطجة وفرض الإتاوات وسرقة المارة بالإكراه بطريق الأوتوستراد.. أما فى أيام الأحد والخميس والجمعة، فيكون المقلب من نصيب المعلم «سماكة» وهو أشهر فتوات المنطقة، ولا يجرؤ اى شخص آخر على الاقتراب من المقلب أو محاولة مشاركتهم فى هذا العمل خوفا من بطشهم وتجبرهم. «لهاليبو ودوسة».. وصناعة الموت قلت لمرافقى: «هذا ما يحدث بالقرب من جبل شق التعبان.. فماذا عن المرحلة التالية وهى إعادة تعبئة وتغليف تلك المأكولات؟».. قال: « هذه العملية يقوم بها أشخاص آخرون فى مناطق أخرى.. أشهرهم المعلمة «لهاليبو» التى تحتكر تجارة هذا النوع من الأغذية منذ أكثر من عشر سنوات فى عزبة «النصر»، و« ترب اليهود» بمنطقة البساتين.. تشترى المقلب كاملا أيام الخميس والجمعة والأحد من المعلم سماكة بمبلغ لا يتجاوز المائة جنيه وتنقل بقايا الطعام إلى منزلها، وبمساعدة مجموعة من السيدات والفتيات تقومن بتفريغها فى آنية كبيرة.. فمثلا تضع بقايا الكاتشب كلها فى إناء واحد وتتولى بعض الفتيات مهمة غسل الزجاجات الفارغة، ثم تبدأ عملية إعادة التعبئة يدويا، ونفس الأمر يتكرر مع المايونيز والطحينة والعصائر بجميع أنواعها.. أما بقايا التورتة وقطع الجاتوه، فيتولى فريق آخر من النساء مهمة إعادة تهذيبها وتغليفها فى أوراق مزركشة ولامعة، وفى بعض الأحيان يتم الاكتفاء بالتهذيب فقط دون التغليف.. وبالنسبة لبقايا الزبادى واللبن والجبنة والتونة، فيتم نقلها إلى مصانع صغيرة تحت بير السلم ويعاد تصنيعها وتعبئتها فى عبوات أخرى.».. استطرد الرجل موضحا: « لهاليبو ليست الوحيدة التى تقوم بهذا النشاط، فهناك أخريات يعملن فى ذات المجال منهن «سنية.م» الشهيرة ب«دوسة»، ويشاركها زوجها فى العمل وتتخذ من منطقة دار السلام مسرحا لمزاولة نشاطها.. وهى ورثت المهنة عن والديها، وتدرب أطفالها الصغار عليها ليرثوها من بعدها، وتكلفهم ببيع العصير الفاسد لطلاب المدارس وتجارتها تزدهر يوما بعد يوم.. وهناك رجال ونساء كثيرون يقومون بنفس العمل فى مناطق أخرى وبذات الطريقة». المأكولات الفاسدة.. في أسواق الغلابة «نأتي إلى مرحلة مهمة وهى مرحلة التوزيع فى الأسواق.. كيف تتم؟».. هكذا سألت مرافقى.. فأجاب: « بعد انتهاء عمليات التعبئة والتغليف.. تبدأ مجموعة من الأطفال خصوصا الفتيات فى عرض المنتجات على الأرصفة وفى الشوارع الضيقة المزدحمة بالمارة.. وبعض البضائع يتم نقلها إلى الأسواق فى المناطق الشعبية والعشوائية وبيعها إما لتاجر جملة أو قطاعى من خلال عرضها على فرش صغير فى أسواق قريبة من المنطقة وأخرى بعيدة عنها ومن هذه الأسواق سوق الأحد فى منطقة بيجام بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وسوق الثلاثاء بالمرج، والجمعة فى منشأة ناصر، بالإضافة للأسواق المنتشرة فى منطقة دار السلام، وفى محافظة الجيزة تنتشر هذه المنتجات فى أسواق منطقة إمبابة.. الأغرب من ذلك أن بعض الفنادق الصغيرة تتفق أحيانا مع المعلمة لهاليبو وزميلاتها، على توريد كميات كبيرة من تلك الأغذية الفاسدة لتقديمها للنزلاء على أنها طازجة».. قاطعته متسائلا عن الأسعار، فأوضح: « بالطبع هى أسعار زهيدة للغاية لإغراء الزبائن.. فمثلا زجاجة الكاتشب لا يزيد سعرها على جنيه ونصف الجنيه، وزجاجة المايونيز بجنيهين فقط.. وعلبة العصير أيا كان نوعها بجنيه واحد.. وعبوة الجبنة او التونة تتراوح بين نصف جنيه وجنيهين.. أما التورتة كبيرة الحجم فلا يزيد سعرها على العشرة جنيهات.. وقطعة الجاتوه بجنيه واحد، وقد يزيد السعر أو ينقص قليلا حسب إقبال الزبائن على المنتجات.. وبالطبع يقبل الغلابة من سكان العشوائيات على الشراء دون أن يدركوا أنهم يأكلون سموما قد تقتلهم أو على الأقل تصيبهم بأخطر الأمراض.. وقد أصيب بالفعل طفل يدعى محمد سعيد بحالة تسمم حادة بعد تناوله علبة عصير موز باللبن من منتجات المعلمة لهاليبو، وتم نقله للمستشفى وأجريت له عملية غسيل معدة سريعة، ورفضت والدته تحرير محضر بالواقعة واكتفت بمنع طفلها من شراء هذه المنتجات مرة أخرى».. فى نهاية اليوم وبعد هذه الجولة المرهقة، عاد محقق «فيتو» وقد امتلأت نفسه همَا وغمَا، وقال فى نفسه: « ألهذا الحد وصل الطمع والجشع ببعض البشر؟.. ألهذا الحد تجاهلت الحكومة بسطاء المصريين وتركتهم فريسة لتجار الغذاء الفاسد؟.. فتش فى ذهنه عن سبب واحد يجعل دولة تتجاهل أبناءها بهذا الشكل فلم يجد.. فطوى أوراقه. مات الضمير بداخلهم، فتحكم فيهم الطمع والجشع.. أرادوا تحقيق الثراء السريع، فاحترفوا تجارة الموت.. لجأوا إلى مقالب القمامة وأخرجوا منها بقايا الأطعمة والعصائر الفاسدة، وأعادوا تعبئتها وباعوها للفقراء فى الأحياء الشعبية.. استعانوا بعشرات البلطجية والمسجلين خطر لحمايتهم، فكونوا إمبراطورية ضخمة لا يمكن اختراقها.. لكن محقق «فيتو» ومن خلال مغامرة مثيرة.. استطاع اختراق تلك الإمبراطورية، ورصد بالكلمة والصورة خطوات صناعة الأغذية الفاسدة من مخلفات الفنادق بداية من عمليات جمعها من مقالب القمامة، مرورا بتصنيعها وإعادة تعبئتها، وحتى وصولها إلى الغلابة والفقراء من المصريين فى الأسواق الشعبية.. تفاصيل المغامرة تحملها السطور التالية.. فى البداية.. كان لابد من مرافق لنا نستطيع من خلاله اقتحام مقلب القمامة فى صحراء «شق الثعبان» بمنطقة دار السلام، وهو المقلب الذى اختاره بعض الفنادق الكبرى لإلقاء مخلفات المواد الغذائية فيه.. وبعد فترة من البحث توصلنا لمرافق من المنطقة ولكنه اشترط ذكر اسمه خوفا من بطش بلطجية المقلب، ومافيا تجارة الأغذية الفاسدة.. فى ساعة مبكرة من الصباح التقينا فى دار السلام ومنه انطلقنا إلى شق الثعبان، وفى منطقة جبلية متطرفة وجدنا المقلب أو «الكنز» كما يلقبه البعض.. مقلب قمامة.. و3 بلطجية قلت لمرافقي « ما حكاية هذا المقلب؟».. فقال: «فى التاسعة من صباح كل يوم.. تحضر سيارة نقل كبيرة محملة ببقايا جميع أنواع الأغذية والحلويات والعصائر تفوح منها روائح كريهة للغاية لتلقيها هنا.. بعد دقائق من تفريغ الحمولة يأتى رجل فى حوالى الخمسين من عمره يدعى المعلم «سماكة» وبصحبته فتاتان تبدأن فى فرز المقلب بدقة ليتعرف المعلم على نوعية وحجم المواد الغذائية الموجودة ومن ثم يحدد الأسعار للتجار.. تواصل الفتاتان عملهما بتقسيم الأغذية حسب النوع، بحيث توضع الحلويات من بقايا التورتة والجاتوه مع بعضها، وكذلك الحال مع العصائر بجميع أنواعها والكاتشب والمايونيز والطحينة، والجبنة والتونة.. تنتهى أعمال الفرز هذه مع أذان الظهر تقريبا، وفى حوالى الواحدة يأتى التاجر الذى سيشترى المقلب ويعاين البضاعة ثم يدفع السعر المتفق عليه للمعلم سماكة، ويضع المواد الغذائية على عربة كارو يجرها حمار، وينقلها إلى مكان آخر تجرى فيه عملية إعادة التعبئة والتغليف.. سألت مرافقى: «هل يحتكر سماكة المقلب أم هناك آخرون يشاركونه فيه؟».. أجاب: « بالطبع لا.. هناك ثلاثة أشخاص يتقاسمون السيطرة على المقلب على مدار أيام الأسبوع.. ففى يومى السبت والثلاثاء يكون المقلب من نصيب شخص يدعى «تونسى»، وهو مسجل خطر تم ضبطه فى العديد من قضايا السرقة بالإكراه وتعاطى المخدرات وحيازة أسلحة بدون ترخيص، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات.. ويومى الاثنين والأربعاء يكون المسيطر على المقلب هو «حمودة» المعروف بالبلطجة وفرض الإتاوات وسرقة المارة بالإكراه بطريق الأوتوستراد.. أما فى أيام الأحد والخميس والجمعة، فيكون المقلب من نصيب المعلم «سماكة» وهو أشهر فتوات المنطقة، ولا يجرؤ اى شخص آخر على الاقتراب من المقلب أو محاولة مشاركتهم فى هذا العمل خوفا من بطشهم وتجبرهم. «لهاليبو ودوسة».. وصناعة الموت قلت لمرافقى: «هذا ما يحدث بالقرب من جبل شق التعبان.. فماذا عن المرحلة التالية وهى إعادة تعبئة وتغليف تلك المأكولات؟».. قال: « هذه العملية يقوم بها أشخاص آخرون فى مناطق أخرى.. أشهرهم المعلمة «لهاليبو» التى تحتكر تجارة هذا النوع من الأغذية منذ أكثر من عشر سنوات فى عزبة «النصر»، و« ترب اليهود» بمنطقة البساتين.. تشترى المقلب كاملا أيام الخميس والجمعة والأحد من المعلم سماكة بمبلغ لا يتجاوز المائة جنيه وتنقل بقايا الطعام إلى منزلها، وبمساعدة مجموعة من السيدات والفتيات تقومن بتفريغها فى آنية كبيرة.. فمثلا تضع بقايا الكاتشب كلها فى إناء واحد وتتولى بعض الفتيات مهمة غسل الزجاجات الفارغة، ثم تبدأ عملية إعادة التعبئة يدويا، ونفس الأمر يتكرر مع المايونيز والطحينة والعصائر بجميع أنواعها.. أما بقايا التورتة وقطع الجاتوه، فيتولى فريق آخر من النساء مهمة إعادة تهذيبها وتغليفها فى أوراق مزركشة ولامعة، وفى بعض الأحيان يتم الاكتفاء بالتهذيب فقط دون التغليف.. وبالنسبة لبقايا الزبادى واللبن والجبنة والتونة، فيتم نقلها إلى مصانع صغيرة تحت بير السلم ويعاد تصنيعها وتعبئتها فى عبوات أخرى.».. استطرد الرجل موضحا: « لهاليبو ليست الوحيدة التى تقوم بهذا النشاط، فهناك أخريات يعملن فى ذات المجال منهن «سنية.م» الشهيرة ب«دوسة»، ويشاركها زوجها فى العمل وتتخذ من منطقة دار السلام مسرحا لمزاولة نشاطها.. وهى ورثت المهنة عن والديها، وتدرب أطفالها الصغار عليها ليرثوها من بعدها، وتكلفهم ببيع العصير الفاسد لطلاب المدارس وتجارتها تزدهر يوما بعد يوم.. وهناك رجال ونساء كثيرون يقومون بنفس العمل فى مناطق أخرى وبذات الطريقة». المأكولات الفاسدة.. في أسواق الغلابة «نأتي إلى مرحلة مهمة وهى مرحلة التوزيع فى الأسواق.. كيف تتم؟».. هكذا سألت مرافقى.. فأجاب: « بعد انتهاء عمليات التعبئة والتغليف.. تبدأ مجموعة من الأطفال خصوصا الفتيات فى عرض المنتجات على الأرصفة وفى الشوارع الضيقة المزدحمة بالمارة.. وبعض البضائع يتم نقلها إلى الأسواق فى المناطق الشعبية والعشوائية وبيعها إما لتاجر جملة أو قطاعى من خلال عرضها على فرش صغير فى أسواق قريبة من المنطقة وأخرى بعيدة عنها ومن هذه الأسواق سوق الأحد فى منطقة بيجام بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وسوق الثلاثاء بالمرج، والجمعة فى منشأة ناصر، بالإضافة للأسواق المنتشرة فى منطقة دار السلام، وفى محافظة الجيزة تنتشر هذه المنتجات فى أسواق منطقة إمبابة.. الأغرب من ذلك أن بعض الفنادق الصغيرة تتفق أحيانا مع المعلمة لهاليبو وزميلاتها، على توريد كميات كبيرة من تلك الأغذية الفاسدة لتقديمها للنزلاء على أنها طازجة».. قاطعته متسائلا عن الأسعار، فأوضح: « بالطبع هى أسعار زهيدة للغاية لإغراء الزبائن.. فمثلا زجاجة الكاتشب لا يزيد سعرها على جنيه ونصف الجنيه، وزجاجة المايونيز بجنيهين فقط.. وعلبة العصير أيا كان نوعها بجنيه واحد.. وعبوة الجبنة او التونة تتراوح بين نصف جنيه وجنيهين.. أما التورتة كبيرة الحجم فلا يزيد سعرها على العشرة جنيهات.. وقطعة الجاتوه بجنيه واحد، وقد يزيد السعر أو ينقص قليلا حسب إقبال الزبائن على المنتجات.. وبالطبع يقبل الغلابة من سكان العشوائيات على الشراء دون أن يدركوا أنهم يأكلون سموما قد تقتلهم أو على الأقل تصيبهم بأخطر الأمراض.. وقد أصيب بالفعل طفل يدعى محمد سعيد بحالة تسمم حادة بعد تناوله علبة عصير موز باللبن من منتجات المعلمة لهاليبو، وتم نقله للمستشفى وأجريت له عملية غسيل معدة سريعة، ورفضت والدته تحرير محضر بالواقعة واكتفت بمنع طفلها من شراء هذه المنتجات مرة أخرى».. فى نهاية اليوم وبعد هذه الجولة المرهقة، عاد محقق «فيتو» وقد امتلأت نفسه همَا وغمَا، وقال فى نفسه: « ألهذا الحد وصل الطمع والجشع ببعض البشر؟.. ألهذا الحد تجاهلت الحكومة بسطاء المصريين وتركتهم فريسة لتجار الغذاء الفاسد؟.. فتش فى ذهنه عن سبب واحد يجعل دولة تتجاهل أبناءها بهذا الشكل فلم يجد.. فطوى أوراقه.