[email protected] رغم دعوات الحوار والمصالحة التى انطلقت مؤخرا فإن ثمة يقين لدى كثيرين بأن الإخوان ماضون فى تنفيذ خطتهم الخاصة بتكميم الأفواه المعارضة، سواء بالملاحقات الأمينة أو بالتحقيقات فى بلاغات وهمية حول قلب نظام الحكم وخطف الرئيس، أو بتصفية كل المنابر الإعلامية، تليفزيونية وصحفية، التى تسمح بانتقاد حكمهم وممارساتهم الديكتاتورية. الإخوان لا يخفون ذلك.. بل يجاهرون به، ويدعون أن الاستقرار السياسى للبلاد لن يتحقق إلا بإخماد كل صوت معارض للأبد.. فهم يعتبرون كل معارضة إثم وكل معارض أكثر كفرا من كفار قريش.. أما كلامهم أحيانا عن الكتلة المحترمة من المعارضة فهو من باب إرضاء أمريكا التى تقول لهم إن الديمقراطية لا تقتصر على صناديق الانتخابات فقط، إنما يتعين أن يراعى الحكم حقوق المعارضة. سوف يتفرغ الإخوان لمعركتهم ضد الإعلام والصحافة بعد أن يفرغوا من معركتهم ضد القضاء.. وإذا طالت معركتهم بعض الوقت ضد القضاء من أجل السيطرة عليه وتطويعه لإرادتهم، فإنهم لن يتورعوا عن خوض معركتهم الجديدة ضد الإعلام جنبا إلى جنب مع معركتهم ضد القضاء.. بل إنهم بدأوا بالفعل منذ فترة مرحلة التمهيد النيرانى فى معركتهم ضد الإعلام والصحافة بحصار مدنية الإنتاج الإعلامى ووضع قوائم للإعلاميين والصحفيين الذين يستهدفون قطع ألسنتهم وقصف أقلامهم. لذلك.. صار الآن فرض عين على الإعلاميين والصحفيين حماية أنفسهم وصيانة حرياتهم والدفاع عن استقلالهم.. لقد فرض عليهم القتال وعليهم أن يخوضوه ببسالة وشجاعة. ليس أمام الإعلاميين والصحفيين سوى المقاومة، والمقاومة بقوة من أجل إنقاذ أنفسهم أولى وإنقاذ مجتمعهم ثانيا.. فإن نتيجة هذه المقاومة هى التى سوف تحدد مستقبل مصر لعقود عديدة قادمة.. فإذا نجح الإخوان فى فرض التبعية على كل مؤسسات الإعلام والصحافة، مثلما يحاولون الهيمنة على السلطة القضائية، فإن الحلم الديمقراطى المصرى سوف يضيع، بل كل أحلامنا الأخرى فى الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية سوف تضع وتتبدد أيضا.. أما إذا انهزم الإخوان فى حربهم ضد الإعلام والصحافة فإننا سوف نفتح الطريق واسعا أمام شعبنا لتحقيق ما يصبو إليه فى دولة عصرية ديمقراطية تحقق له الحياة الكريمة والعدل الاجتماعي. وهكذا.. ليس أمامنا سوى المقاومة والمقاومة القوية المستمرة.. ونحمد لله أن روح المقاومة ازدهرت بعد 52 يناير فى أرجاء البلاد كلها، وليس بين صفوف الإعلاميين والصحفيين وحدهم.. وهذا هو الضمان لعدم وقوع البلاد فى براثن استبداد جديد أشد بأسا، حتى ولو كان يتخفى بالدين. إن هذا للأسف مالا يدركه الإخوان.. فهم يتصورون أنهم قادرون بالبلطجة السياسية واستخدام القمع على قتل روح المقاومة لدى شعبنا، ولذلك يمضون بلا توقف لفرض هيمنتهم على المجتمع غير عابئين برفض لهم بزداد يوما بعد الآخر. لكنهم واهمون.. لن يقتلوا روح المقاومة فينا.. وهذه الروح هى التى ستنقذنا من استبدادهم