المواطن البحراوي يشعر كأنه "مشلول"، فهو يوميا يعانى من صعوبة التحرك والسير في الشوارع، وأصبح حلم الأهالي بمدينة دمنهور أن يروا- مجرد رؤية- شوارع مدينتهم التي تعج بالحفر وأكوام الأتربة وبقايا أعمال الحفر قد تم رصفها، وواصلوا البحث عن حل لمشكلاتهم ما بين المحافظ ورئيس شركة المياه دون أن يجدوا استجابة. وأصبحت العديد من المناطق الرئيسية بدمنهور في معزل عن العالم الخارجي، بعد أن قامت شبكة مياه البحيرة بالحفر في الشوارع بالمدينة وفتحها لإصلاح وصلات مواسير المياه ولم ترد الشيء إلى أصله، وتفقد محافظ البحيرة المهندس مختار الحملاوي الشوارع لمرات عديدة، ووجه تعليماته لشركة المياه بسرعة إنهاء الأعمال بشوارع المدينة واستكمال أعمال الرصف، إلا أن قرارات المحافظ تقع على الأرض دون استجابة من المهندس خالد حسين نصر- رئيس مجلس إدارة الشركة- الذي أصبح منعزلا داخل شركته بسبب انقلاب المهندسين والعاملين على إدارته وطلب رحيله. بعض مهندسي الشركة أكدوا ل«فيتو» أن رئيسهم فشل في الحصول على المستحقات المتراكمة لدى "القابضة"، مما أسفر عن عدم تنفيذ أي مشروعات وأصبحت المخازن خالية من قطع الغيار، لذا توقفت العديد من المشروعات، وقام المهندسون بطلب إجازة جماعية، وحاولت نقابة المهندسين بالبحيرة التدخل لإقناع المهندسين بالعدول عن الإجازة الجماعية في ظل هذه الظروف حفاظا على مرفق مياه الشرب. من جهتها حاولت جماعة الإخوان المسلمين استغلال الموقف من أجل تحقيق مكاسب انتخابية بالتدخل لحل المشكلة، وعقدت اجتماعات مع رئيس مجلس مدينة دمنهور العميد فتحي عبدالغني وممثلي شركة المياه، لكنها باءت بالفشل وحمَّل حزب الحرية والعدالة- الذراع السياسية لجماعة الإخوان- شركة المياه مسئولية التأخير عن تنفيذ أعمال الرصف. ولم تتوقف معاناة أهالي دمنهور عند هذا الحد، بل زاد الطين بلة سقوط الأمطار خلال الأيام الماضية، وامتلأت الشوارع بالمياه، وتقول بسمة الرصد- من سكان منطقة شارع الروضة–: إنه لا يوجد أماكن صالحة للسير في الشوارع التي تحيط بمنازلنا، والأمر أصبح كارثياً من كثرة الشوارع المدمرة لزيادة الحفر بها، وترفض المواصلات الدخول فيها، مما يجعل الأهالي يسيرون على أقدامهم لمسافات طويلة لنصل إلى منازلنا. أشارت بسمة إلى أن هناك أماكن حيوية بمدينة دمنهور تم حفرها وتركها دون إصلاح، مثل: منطقة دوران الاستاد حتى شارع مسجد التقوى، بالإضافة إلى شارع الروضة. ويصف خالد سعدون– من سكان منطقة المعهد الديني-الشوارع المتهالكة بالمنطقة أنها أصبحت كالمنطقة الصناعية فلا تصلح أن تكون منطقة سكنية بعد كثرة الحفر في الشوارع منذ 10 شهور، إلى الآن ولم يتم رصفها، مؤكدا أن هناك إهداراً للمال العام، حيث تم حفر بعض الشوارع ووُضِعت بها مواسير شركة مياه البحيرة وتم ردمها بمخلفات وردم مباني مما يعرضها للكسر من فترة لأخري وغرق الشوارع بالمياه.