رفض جبهة الإنقاذ للتحاور مع مرسى وبديع والشاطر دفع الاخير الى الاستعانة بكبار مشايخ مجلس شورى العلماء، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، لتنفيذ ما فشل فيه الدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. بالفعل فتح خيرت الشاطر -نائب المرشد العام للجماعة- قناة اتصال مع الشيخ محمد حسان، اسفرت عن مبادرة لم الشمل، واجتماع حسان وآخرين مع حمدين صباحى وعمرو موسى والسيد البدوى وآخرين. الشاطر لجأ الى حسان ورفاقه بعد رفض الدعوة السلفية الحوار او التحالف مع الاخوان، او تحسين صورة الجماعة بتنفيذ تلك المبادرة، وذلك على خلفية الدور المشبوه الذى لعبته الجماعة فى تفجير ازمة استقالات حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، والذى طالما استغله الاخوان لتحقيق مصالحهم قبل انتهاء شهر العسل. مبادرة لم الشمل, هدف الشاطر منها لتبييض وجه الاخوان، وتهدئة الشارع قبل 25 يناير المقبل، وجس نبض القوى المدنية، والوصول لنقاط اتفاق تجعله يمر بسلام , وذلك باستغلال مشايخ الهيئة لطرح المبادرة واستكمال فعالياتها، والإيحاء للناس بأن الرئيس محمد مرسى لا يرفض الحوار، الشاطر -وليس الدافع الوطنى او الصدفة البحتة- هو الذى حرك الشيخ محمد حسان، وجعله يحضر فى برنامج عمرو الليثى لطرح مبادرة لم الشمل، بعد غيابه عن السياسة منذ مبادرة جمع التبرعات لرفض المعونة الامريكية, وهو ما يؤكد ان نشأة الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح بعد ثورة يناير تمت فى اطار لعبة التباديل والتوافيق الاخوانية، لضمان توافر بديل يمكن استغلاله وقت الحاجة , كما انه يوحى بأن تلك الهيئة احد أذرع الجماعة. الهدف الآخر للشاطر وهو إحداث انقسام فى جبهة الانقاذ ظهرت بوادره بالفعل , فقد رفض اعضاؤها اللقاء من الاساس، بالتزامن مع تأكيد الشيخ حسان على اتفاقه مع كبار قيادات الجبهة،على جلسة ثانية، لوضع ضوابط الحوار الوطنى وتفعيله , وقد يتسع الخلاف داخل الجبهة مستقبلا، ليكون الشاطر قد حقق بذراع الجماعة ما رفضت تنفيذه الدعوة السلفية. حلقة الوصل بين الجماعة والهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح ،يمكن استشرافها من شواهد واقعية، منها ان وزير الاوقاف الحالى الدكتور طلعت عفيفى احد علمائها البالغ عددهم 119 عالما, ومن بين علمائها اخوان مسلمون «تيار الحمائم », ولعبت دورا مهما فى دعم الرئيس مرسى فى الانتخابات الرئاسية , المواقف السياسية للهيئة الشرعية قليلة للغاية، ولكن يوجد منها مواقف لها دلالات خاصة على صعيد علاقتها بجماعة الاخوان المسلمين , منها انها طالبت الجماعة بترشيح خيرت الشاطر للرئاسة فى شهر مارس 2012 , وامتنعت عن تأييد الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح فى سبيل ايصال الشاطر لكرسى الحكم، وبعد قبول الطعن ضد الشاطر وقفت الهيئة بقوة خلف الدكتور محمد مرسى. والمتابع لمحاكاة الهيئة الشرعية للمشهد السياسى المصرى وتطوراته فى الفترة الماضية يلحظ تماثلا بين مواقفها ومواقف جماعة الاخوان المسلمين , فهى تطالب باختيار شيخ الازهر والمفتى بالانتخاب، وهو نفس مطلب الجماعة , وطالبت فى 17 فيراير 2011 المجلس العسكرى السابق بتنقية القوانين المخالفة لمبادئ الشريعة , وهو ما يعكس حرص الاخوان على الإبقاء على المادة 219 فى الدستور الجديد , وطالبت بإقالة النائب العام السابق عبد المجيد محمود , وقد فعل مرسى ذلك فى التوقيت المناسب. الخطير فى تلك العلاقة هو ان الاخوان يريدون ان تكون هذه الهيئة بديلا للازهر، فيما يتعلق بالمرجعية, و يعمل الاخوان على تصعيدهم فى مناصب مهمة كلما سنحت لهم الفرصة، ولكن تظل الدعوة السلفية وزراعها السياسى حزب النور السلفى عائقا كبيرا امام هذا الحلم الاخوانى .