رئيس وزراء الهند يبحث مع "أولاند" القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك

وقعت الهند مع فرنسا اليوم، الخميس، على أربع اتفاقيات من بينها برنامج لتعزيز التبادل الثقافى وخطاب للنوايا لدعم التعاون فى مجال التعليم والتعليم العالى وبيان للنوايا حول التعاون فى مجال الفضاء وبيان مشترك لمتابعة التعاون فى مجال السكك الحديدية والنقل والصيد.
وقال رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج - فى تصريح له عقب مباحثاته مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، الذى يزور الهند حاليا، - "إن مباحثاته اليوم مع أولاند تناولت عددا من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتقدم الذى أحرز فى مشروع جايتابور للطاقة النووية، مؤكدا التزام الهند بتنفيذ مبكر لهذا المشروع فور الانتهاء من المفاوضات التجارية والفنية.
وعبر سينج عن رضائه من التقدم فى التعاون فى مجال الدفاع الذى من المتوقع أن يشهد بلوغه إلى مستوى جديد، مشيرا إلى الانتهاء من المفاوضات حول صفقة لشراء صواريخ أرض جو قصيرة المدى وأنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب وتقاسم المعلومات الاستخبارية.
وأفاد سينج بأن فرنسا شريك قديم فى برنامج الفضاء وقد أطلقت المركبة الفضائية المائة فى سبتمبر الماضى ومن المتوقع أن تقوم منظمة الأبحاث الفضائية الهندية بإطلاق القمر الصناعى "إس إيه أر إيه إل" من قبل وكالة الفضاء الوطنية الفرنسية .. مشيرا إلى أن المباحثات تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية.
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إن العلاقات بين بلاده والهند تاريخية ومتميزة لأن كلا البلدين دعما بعضهما البعض منذ الحصول على الاستقلال، مؤكدا أن فرنسا والهند لا يتشاركان فى التعاون الاقتصادى والسياسى فقط ولكن أيضا فى القيم مثل الديمقراطية.
وقال إن كلا البلدين التزمتا بالاستقلالية فى اتخاذ قراراتهما وقد تبنت الهند فى الماضى حركة عدم الانحياز .. مشيرا إلى أن زيارته الأولى لفرنسا تستهدف إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأفاد أولاند بأن مباحثاته اليوم تناولت صفقة طائرات رافال والتى ليست الأولى من نوعها حيث كانت هناك صفقات أخرى لطائرات ميراج والصواريخ ومعدات عسكرية .. موضحا أن التعاون بين الجانبين يقوم على أساس الثقة والشراكة وأن باريس ملتزمة فى التعاون فى مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية ونقل التكنولوجيا بدون مخاطرة لأن فرنسا تعلم نوايا الهند وهى حماية نفسها.
ونوه إلى أن فيما يتعلق بالتعاون الثنائى فى مجال الفضاء .. تسهم فرنسا فى إطلاق الأقمار الصناعية، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون فى مجال التعليم والتعليم العالى والعمل على زيادة الدارسين الهنود فى فرنسا الذين يصل عددهم 3 ألاف الآن، فضلا عن دعم التعاون بين الجامعات الفرنسية والهندية.
كما أن فرنسا مستعدة للتعاون فى احتفالات الهند بمئوية السينما من خلال عرض أفلامها فى عدة مهرجانات من بينها مهرجان كان السينمائى لنشر الأفلام الهندية ذات الجودة.
وذكر أولاند أن فرنسا تولى اهتماما بالاستثمارات المشتركة حيث يوجد 750 شركة فرنسية عاملة فى الهند التى توفر 250 ألف فرصة عمل .. مطالبا الشركات الهندية بزيادة استثمارتها فى فرنسا.
وأوضح أن المباحثات اليوم تناولت الوضع السياسى فى العالم ودعم الحرية والاحتباس الحرارى.
وأعرب عن سعادته بعضوية الهند فى مجموعة العشرين بهدف دعم النمو الاقتصادى خاصة أن الثقة فى الاقتصاد الأوروبى عادت ولكن تستعيد النمو الاقتصادى، مشيرا إلى التحديات العالمية مثل الإرهاب والتهريب والقرصنة فى المحيط الهندى .. وأن فرنسا تقدر دعم الهند فى تدخلها فى مالى من أجل استعادة وحدة أراضيها.
وعلى صعيد أخر، اتفق الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج على دعم الجهود التى تستهدف هزيمة الإرهاب فى مالى ووحدة أراضيها وإعادة سيادتها وحكومة ديمقراطية فى مالى والإسهام بقوة فى إعادة الإعمار والتنمية المستدامة فى البلاد.
وأكدا استقلال البلدين والتزامهما نحو التعددية والسعى نحو تحقيق السلام فى العالم طبقا لميثاق الأمم المتحدة، كما أكدا الحاجة إلى إصلاح الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن الدولى ليكون أكثر تمثيلا .. وتعبر فرنسا عن دعمها لحصول الهند على عضوية دائمة فى هذا المجلس بأقرب وقت ممكن.
وشددا على التزام البلدين بدعم التعاون فى المجال العسكرى الذى يعد ركيزة فى الشراكة الاستراتيجية وترحيبهما بالمناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين.
وأعربت الهند وفرنسا عن رغبتهما فى دعم التعاون فى التكنولوجيا والمشروعات العسكرية خاصة مشروع الغواصة "سكوربين" وتطوير طائرات ميراج 2000 والتأكيد على الالتزام بالاستمرار فى التعاون لمكافحة القرصنة فى خليج عدن ومناطق أخرى.
ولفت الطرفان إلى أنهما يدركا أن الإرهاب يشكل التهديد الأساسى لأمن واستقرار أفغانستان وأن هناك حاجة إلى التعاون وتعزيز الجهود لمواجهة هذا الخطر وتفكيك شبكات الإرهاب وأنهما اتفقا على دعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة التى ستعقد فى عام 2014 وعام 2015 مطالبين باكستان بالالتزام بجلب المتورطين فى الهجمات الإرهابية على مومباى للعدالة.