لا يمكن لأى عاقل أن يتخيل أن الجيش المصرى فعل ويفعل بالمواطنين ما جرى خلال الأيام الماضية ومنذ يوم الجمعة من ضرب وقتل وهتك عرض، لفض اعتصام مجلس الوزراء، لا يمكن أبدا أن يصدق عاقل أن قوات الجيش هى التى تقتل وتقذف بالطوب من أسطح البنايات الحكومية.. لا يمكن أن يصدق عاقل أن قوات الجيش تطلق الرصاص الحى على المتظاهرين والمعتصمين حتى لو ردوا عليهم بقذفهم بالطوب.. لا يمكن أبدا أن يقوم جندى مصرى بضرب امرأة أو فتاة.. بل إنه قام بسحلها وتعرية جسدها! لا يمكن أبدا أن يقتل الجندى فى الجيش المصرى مواطنه، الذى ربما كان جنديا، وشارك فى الخدمة وأكل من تعيين الجيش، ووقف الخدمة لساعات فى الليل وفى النهار على الحدود.. أو فى حراسة منشآته أو وحدته العسكرية، ولا يمكن أبدا أن يقتل شابا فى مقتبل عمره قد يطلب للتجنيد فى الأيام والأشهر القادمة.. فماذا سيقول له قادته وهو رأى بأم عينه كيف يفعل الجيش بمواطنيه.. مواطنوه إذن قاموا بثورة عظيمة ضد الاستبداد والطغيان والفساد.. لا يمكن أبدا أن يفعل الجيش ذلك.. وهو الذى يربى مجنديه على أن الجندية شرف، لكن ما يحدث ليس من الشرف بشىء.. لكن قد فعلوها. ضربوا عرض الحائط بشرف الجندية.. وأطلقوا جنودهم على المواطنين لضربهم وسحلهم وانتهاك أعراضهم وقتلهم.. ومن يقبضون عليهم يتهمونهم بأنهم وراء العنف وتدمير الممتلكات العامة.. وإلخ من اتهامات كانت جاهزة دائما من أجهزة النظام المخلوع.. لقد أساء كل ذلك إلى الجيش وسمعته.. وشرفه وبطولاته التى شارك فيها الشعب المصرى وأفراده، الذى يشكل من أبناء الشعب، وقد دفع أبناء الشعب من دمائهم فى خدمة هذا الجيش من أجل الدفاع عن تراب الوطن فى حروب ضد الأعداء والمحتلين.. وجعلوا صفحاته من نور.. فالجيش المصرى لم يكن أبدا مثل الجيش السورى الذى تسيطر عليه طائفة معينة، تدين بالولاء للأسد، أو كتائب القذافى أو مرتزقته، فهو جيش الشعب الذى يشكل من أبناء الشعب.. لكن فعلوها جنرالات المعاشات بالمجلس العسكرى.. ضربوا.. وأحرقوا.. وهتكوا الأعراض.. كانت فضيحتهم على الهواء مباشرة، لقد أرادوا أن يجهضوا الثورة. فعلوها فى ماسبيرو.. وأسقطوا شهداء.. فعلوها فى شارع محمد محمود وأسقطوا شهداء.. فعلوها فى شارع مجلس الشعب وشارع قصر العينى وأسقطوا شهداء.. وما زالوا يفعلونها فى شارع الشيخ ريحان.. وفى ميدان التحرير. بدا واضحا أنهم طمعوا فى السلطة بعد أن جاءت إليهم على دماء الشهداء فى ثورة عظيمة قام بها الشعب، وألهمت شعوب العالم بالثورة ضد الاستبداد والطغيان، وبعد أن وثق فيهم الشعب.. وادعوا أنهم حموا الثورة فما كان منهم إلا تشويه الثورة والثوار، والانقلاب على الثورة وإجهاضها، واتفقوا مع قوى سمحوا لها بالوجود، رغم مخالفاتهم القانونية، من أجل إبقائهم. يا أيها الذين فى المجلس العسكرى.. أسأتم إلى الجيش المصرى وعيب عليكم.