الذهب يتجاوز 2600 دولار محققًا مكاسب أسبوعية بدعم رهانات الفائدة    وزير الخارجية يؤكد لمبعوث أمريكى ضرورة إنهاء كافة مظاهر التواجد الأجنبى فى ليبيا    بسيناريو درامي.. حارس بلوزداد يتصدى لركلتي جزاء ويقود فريقه لمجموعات دوري الأبطال    محافظات لها النصيب الأكبر من الأمطار.. «الأرصاد» تُطلق تحذيرات ل 9 مدن في فصل الخريف    تسليم 78 طفلا تائها إلى ذويهم وإنقاذ 32 حالة من الغرق فى رأس البر    ماذا قال المخرج هاني لاشين عن أول أفلامه «خطوات فوق الماء» لعمر الشريف؟    مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن: الولايات المتحدة ليست متورطة في تفجيرات لبنان    نائبة وزيرة التضامن تشهد انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    وزير التربية والتعليم يتفقد 9 مدارس بأسيوط لمتابعة جاهزيتها    فيفا يعلن جدول ومواعيد بطولة كأس انتركونتيننتال بمشاركة الأهلي    حياة كريمة تدخل البهجة على أطفال 3 محافظات ب «شنط وأدوات مدرسية»| صور    درة للتطوير العقاري ومجموعة جاز الفندقية يعلنان عن شراكة استراتيجية لفندق فاخر جديد    بعد تصدرها الترند.. أول تعليق من الطرق الصوفية على الطريقة الكركرية    لافروف: روسيا تمتلك أسلحة ستكون لها «عواقب وخيمة» على رعاة أوكرانيا    إيطاليا تخصص 20 مليون يورو لمواجهة تداعيات الفيضانات بمنطقة إميليا رومانيا    مالك نانت ردًا على شائعات بيع النادي: لا أعرف أرنولد.. وكفاكم هراء    النقد العربي: البورصة المصرية الأكثر ارتفاعًا بين أسواق المال العربية خلال أغسطس    ما هو حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم؟.. فيديو    ما العضو المسئول عن خروج الصفراء من الدم؟.. حسام موافي يوضح    فيفا يعلن تفاصيل كأس العالم للأندية 2024 بمشاركة الأهلى والنهائى فى قطر    صبري فواز: الرقابة تتربى داخل كل إنسان ونتماشى مع ما يناسبنا    4 أبراج أقل حظا في شهر أكتوبر.. «الفلوس هتقصر معاهم»    وزير التعليم العالي يكرم رئيس جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر    مسؤول أممي: 16 مليونا في سوريا بحاجة للمساعدة.. ومعاناة الأطفال تتفاقم    الصحية النفسية والذهنية فى خريف العمر    قصائد دينية.. احتفالات «ثقافة الأقصر» بالمولد النبوي    خالد عبد الغفار: 100 يوم صحة قدمت 80 مليون خدمة مجانية خلال 50 يوما    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    الجيزة تحتفل بعيدها القومي    زيدانسك تضرب موعدا مع سرامكوفا في نصف نهائي تايلاند    طرح الإعلان التشويقي لفيلم "دراكو رع" تمهيدا لعرضه تجاريا    عودة جديدة لبرنامج الطروحات الحكومية من خلال شركتي مصر للألومنيوم وكيما وبنك الإسكندرية    "اعتذار عن اجتماع وغضب هؤلاء".. القصة الكاملة لانقسام مجلس الإسماعيلي بسبب طولان    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    واقف قلقان.. نجل الشيخ التيجاني يساند والده أمام النيابة خلال التحقيق معه (صور)    مصر للطيران تكشف حقيقة وجود حالات اختناق بين الركاب على رحلة القاهرة - نيوجيرسي    الكرملين يؤكد اهتمام أجهزة الأمن الروسية بالانفجارات في لبنان    بعد الموجة الحارة.. موعد انخفاض الحرارة وتحسن الأحوال الجوية    وزير الزراعة يبحث مع المديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية التعاون في مجال ترشيد المياه والاستثمار الزراعي    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    جمعية الخبراء: نؤيد وزير الاستثمار في إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة    خبير يكشف تفاصيل جديدة في تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية بلبنان    وزير الأوقاف يشهد احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي.. والشريف يهديه درع النقابة    "بداية".. قافلة طبية تفحص 526 مواطنًا بالمجان في الإسكندرية- صور    طريقة عمل بيتزا صحية بمكونات بسيطة واقتصادية    بتكلفة 7.5 مليون جنيه: افتتاح 3 مساجد بناصر وسمسطا وبني سويف بعد إحلالها وتجديدها    مبادرة «ابدأ».. نموذج وطني يعزز الصناعة ويخلق فرص عمل جديدة    ضبط شخصين قاما بغسل 80 مليون جنيه من تجارتهما في النقد الاجنبى    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    غرق موظف بترعة الإبراهيمية بالمنيا في ظروف غامضة    سوء معاملة والدته السبب.. طالب ينهي حياته شنقًا في بولاق الدكرور    الأنبا رافائيل: الألحان القبطية مرتبطة بجوانب روحية كثيرة للكنيسة الأرثوذكسية    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    استطلاع رأي: ترامب وهاريس متعادلان في الولايات المتأرجحة    معلق مباراة النصر والاتفاق في الدوري السعودي اليوم.. والقنوات الناقلة    قبل بدء الدراسة.. العودة لنظام كراسة الحصة والواجب في نظام التعليم الجديد    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى المشير
نشر في المصريون يوم 06 - 10 - 2011


ضوابط قبل الحوار
• بداية أرجو أن يسمح لي السيدالمشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى والسيد الفريق سامى عنان وبقية المجلس الموقر والمحترم أن أبدي إعجابي بهم وتقديري لمواهبهم ورشاقتهم وقدرتهم الفائقة على الصمت للتخلص من كثير من الموضوعات التى لا يرغبون في الحديث عنها وفي المواقف التى لا يريدها.
• فالحدث الأخير في مصر (مليونية 30 سبتمبر) حمل لي الشيء الكثير وفتح آفاقا تغري الإنسان بالحوار حول مطالب الشعب الثائر بعد ما يزيد عن 8 شهور من بداية الثورة.
• وفي حوار من هذا النوع الذي يتم بين من يحملون مسؤولية الدولة ويقفون على رأس السلطة ويملكون اتخاذ القرار وإصدار القانون، وبين مواطن من رعاياهم لا يملك إلا عقله ويراعه، يبحث بالأول عن الحقيقة وبالثاني يجليها ويوضحها ، حوار من هذا النوع لا بد أن تتوفر له أولا مساحة من الحرية تتيح لمن يملك القول أن يقول ، كما تتيح لرأس السلطة أن يستمع وأن يتأمل فيما يقال، فلا خير فيمن يعرف الحق ولا يقول، ولا خير فيمن يستهين بهذا الحق ولا يستمع إليه ، ولستم أنتم أيها السادة ولا أنا من هذين الفريقين .
• ثانيا: حوار من هذا النوع حول مطالب الشعب لابد أن تكون آثاره نافعة وثمرته مزيدا من الفهم وتوضيح الرؤى ، والحوار كما تعلمون سيادتكم أول مراحل الفهم .
• ثالثا : من المهم جدا بين الراعي والرعية أن يكون الطرفان على موجة واحدة لتسهل عملية الفهم، وتوحيد الموجة هنا يتطلب أن يقترب كل طرف من الآخر ، بمعنى أن يقترب الراعي من رعيته لتكون مواقفه صدى ونبضا حيا لأفكار أمته واحتياجاتها دون تفريق بين تيار وتيار ولو كان أحدها يوافق الهوى السياسي والآخر يعارضه .فهل تسمح لنا يا سيادة المشير ومعك المجلس العسكرى الموقر بأن نتحاور لنفهم وليقترب كل منا من الآخر؟
• صحيح أنني لن انتخبك إذا رشحت لمنصب الرئاسة، ولن أمنح صوتى لعسكرى مهما كانت كفاءته لكن ذلك لا يمنعني من الإعجاب بكم والتقدير لمواقفكم من الثورة وسماعكم لكل رأي حر حتى ولو لم يوافق الهوى السياسي، مما يجعلني أفخر بأن بلدي تحظى بقيادة مرحلية رائعة، اتفقت معهم أو اختلفت ذلك شأن آخر.
• تلك هي الضوابط قبل الحوار ،أردت أن تكون مدخلا لحسن النية والبحث عن المشترك بيننا كمواطنين مصريين يحبون بلدهم كل على طريقته . والآن اسمح لي يا سيادة المشير أن نتحاور لنفهم ولنقترب أكثر .
• سيادة المشير محمد حسين طنطاوى والسادة أعضاء المجلس العسكرى
• تحية لكم من كاتب يحبكم ويحترمكم وإن لم يتشرف برؤيتكم، رغم أننا جيران في المسكن مع سيادة المشير .
• سُمْعَتُكم الطيبة ونظافة أيدكم وشرفكم العسكرى كل ذلك يشجعنى أن أخاطبكم بروح الأخوة والمواطنة رغم الفارق الكبير اليوم بيننا ، فأنا مواطن لايملك إلا قلمه ويراعه، بينما أنتم قد آلت إليكم مقاليد مصر المحروسة بتاريخها وعراقة شعبها وفي مرحلة من أخطر مراحل تاريخها .
• كل الشعب أيها السادة وأنا منهم ذخر لكم وسندكم ورصيدكم الاستراتيجى، ويكنون لكم ولمجلسكم الموقر وقواتنا المسلحة كل التقدير والحب ، وبرغم عدم وضوح الرؤية وغموض الموقف في الفترة الماضية حول موعد الانتخابات وتحقيق طموحات شعبنا في نظام ديموقراطي، ورغم وعودكم التى قطعتموها للشعب بتسليم السلطة، إلا أن قلوبنا لا تطاوعنا أن نكرهكم بل تجبرنا أن نحبكم، فاحرصوا أرجوكم على هذا الرصيد.
• حديثى إليكم سيادة المشير ومن معك ليس عن الانتخابات وموعدها، فتلك رسائلها كثيرة وقد وصلتكم حتما وقررتم فيها قراركم .
• لكن حديثى حول التحامكم بالشعب وتلبيتكم لرغبته في تطهير الحياة السياسية ، هذا العمل يبعث برسالة صحية وصحيحة إلى الداخل والخارج مفادها :أن مصر تغيرت وأن عصور المهانة وارتهان الشعب رهينة لحماقة العدو وصلفه في مقابل رغبة الرئيس في البقاء أو توريث الحكم لواحد من أبنائه هذا الزمن قد ولى وراح
و ذهب كما ذهب الحمار بأم عمر.......... فلا رجعت ولا رجع الحمار
• الشارع المصرى الآن يا سيادة المشير دخل على الخط، وهذه فرصتكم لتتصرفوا بحضارة وحرية، وترفضوا كل ضغوط تمارس ضدكم كقيادة ومجلس عسكرى ، أو كشعب ووطن.
• أعرف أن لديكم من مصادر المعلومات والمعرفة الموثقة ما يغنيكم عن نصيحة مثلى ، لكن مثلكم يا سادة لا يستعلى على النقد والتوجيه، ولا يترفع عن السماع وإن كان القول معادا ومكررا ، ومثلى لا يسكت عن نصيحة من أحبهم ورأى في عنقه دينا لهم انطلاقا من أمور ثلاثة :
• الأول وهو أهمها : احتضانكم لثورة 25 يناير وموقفكم منها.
• الثانى أننا جيران في المسكن للرجل الأول في مجلسكم الموقر وهو السيد المشير ، وللجار حق إن أحسن ، وحقوق أخرى كثيرة ، وإن جار وأساء، ونحمد الله ونشهد أنكم حتى الآن ما أسأتم وما جرتم، ونعيذكم بالله من الإساءة والجور.
• والثالث أننى أعرف أنكم أبناء مصر أصلا وفروعا ومن ثم فبالقطع لا أملى عليكم، لكننى تعلمت من دينى أن الدين النصيحة، وأنها لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وولاة أمورهم، وأنتم منهم.
• الموطنون الذين خرجوا في 30 سبتمبر فعلوها من أجل مصر، ومن أجلها يا سيادة المشير حاربت أنت ومن معك.
• الذين فعلوها ، فعلوها غضبا من استمرار واستفزاز بقايا نظام طالما عبث وتعدى وتجاوز ومارس القتل ولم يرع في عربي أو مصرى إلا ولا ذمة.
• ربما حمل بعضهم بعض اللوحات المسيئة لشخصكم وربما كان هذا من من فلول الحزب الوطنى ، ليحدث القطيعة بيننا ، لكن الأغلبية بالقطع لا ينتمون إلا لمصر ، ربما استغلت فلول الحزب الوطنى ذلك الحدث العظيم لتخلق نوعا من الفوضى ، لكن ذلك لا يستدعى إعلان قانون الطوارئ لأننا با ستدعاء هذا القانون نكون قد عالجنا ذلك الخطأ بخطيئة، ومراد فلول الحزب الوطنى وبقايا النظام السابق أن تعود البلاد لما كانت عليه قبل الثورة ، وليس هنالك من الردة أبشع من هذا القانون.
• ربما كان أذناب الحزب الوطنى يريدون خلط كل الأوراق حتى تتأجل الانتخابات تحت حجة الحالة الأمنية، وهذا تماما ما ردده الرئيس المخلوع في خطاب التهديد حين خير الشعب بقبول الدنية ببقاء الاستبداد والطغيان ممثلا في شخصه ونظامه أو الفوضى وتقسيم البلاد لعلك تذكر ذلك جيدا يا سيادة المشير فذلك أمر لا ينسى وتأجيل الانتخابات وبقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن هى أغلى أمانيهم حتى لا تنعم مصر بحياة ديموقراطية صحيحة.
• الفعل الحضارى لمليونية 30 سبتمبر وإن خالفت الهوى الشخصي لبعضنا إلا انه يشكل بكل المعايير رسالة يعرف العالم المتحضر قيمتها وسيساعدكم هذا الفعل الذى يراه البعض عبئا ضاغطا فى مفاوضاتكم على الإصرار على استرداد حقوقنا التى غيبتها اتفاقية كامب ديفيد.
• الرسالة تغير من لغة الضغط ومفردات الغرور التى تعود عليها الآخرون في مفاوضاتهم مع القيادات المصرية وتجعل للمفاوض المصري في كل المجالات أرضية صلبة ينطلق منها دون خضوع لقيادات الكيان الإسرائيلى وغيره ،
• والرسالة تعنى أيضا أن مصر الثورة التى احتضنتموها والشعب شاكرلكم ومثمن لموقفكم مصر الثورة تشكل نقطة فاصلة في علاقات كانت مختلة وتفتقد أبسط احترام الحقوق بين دولتين.
• دعك يا سيدى من التلويح بقطع المعونات الأمريكية، فالعرب يقولون "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها " ومصر حرة بأبنائها وبكم ، ويمكنها أن تستغنى عن المليارات الثلاثة التى بها تُرْهَنُ إرادتنا
• صحيح أننا لسنا كأمريكا في القوة والتكنولوجيا والعتاد العسكرى، لكنهم يجب أن يفهموا أننا شركاء في الحق وإن لم نكن شركاء في القوة.
• المتهمون باقتحام " السفارة" لا يجوز أن يجرموا وإن أحرجونا دبلوماسيا، فالعدو حتى الآن لم يحاكم من قتلوا الأسرى المصريين ، بل كافأهم وولاهم وزارات ومواقع قيادية ، والعدو في كل لجان تحقيقه التى ارتكب فيها جنوده حماقات القتل العمد وبدم بارد ما أدان جنديا أبدا ، بل كان حريصا دائما على تبرئة جنوده "وهم مجرمون".
• روعة العمل وإن كان مدانا من الناحية الدبلوما سية إلا أنه أرسل برقية صحيحة المضمون أن مصر عادت لذاتها واستعادت نفسها، وأن المحروسة بعون الله، ثم بسواعد رجالها، لن تفرط في دماء أبنائها، ولن تسمح أن تذهب هباء تلك الدماء الطاهرة ، وأن من يحاول النيل منهم أو يتطاول عليهم سينال جزاءه، وعليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يقوده نزقه إلى حماقة .
• الرسالة تضمنت أيضا أن قيادة مصر حريصة على مصالحها وليست مفوضة بالتفريط أو التهاون مع من يستهينون بها أو يعتدون عليها كما كان يحدث من قبل ، وأن 80 مليونا يتحولون إلى إعصار ونار إذا حاول أحد أن يخدش كرامتها أو ينال من عزة أبنائها.
• الرسالة صحيحة يا سيدى في عنوانها ومضمونها، وإن احتوت بعض البنود الخطأ في العرف الدبلوماسى .
• أولاد البلد يا سيادة المشير لهم لغة أخرى ليست كلغة أصحاب الياقات المنشاة من أهل الدبلوماسية ، لغتهم فيها طعم الأنفة الحرة ، طعم العزة التى لا تهون ، طعم الكرامة التى تموت واقفة ولا تقبل الدنية والمهانة.
• لغتهم هى لغتك أنت يا سيادة المشير، لغة أبنائك ممن يرتدون البزات العسكرية ويعرفون قيمة الشرف وغلاوة الدماء حين تراق غدرا وبيد عدو وإن كان حليفا لكنزه الاستراتيجى الذى زال وغار.
• لغتهم يا سيادة المشير لغةُ مَنْ لا يفرط في الحقوق، لغةٌ لا تعرف إلا صون كرامة الوطن والموت فخرا وعزا على ثراه وحماية ترابه من أن يتدنس.
• لغةُ مَنْ يموت جوعا ولا يتناول طعاما من صنع عدوه، ويرتعد بردا ولا يستدفئ بحضن عدوه، ويلفظ بكرامة آخر أنفاس حياته ولا يركع لصنم.
• فرصتك يا سيدى لتدخل التاريخ ومعك أصحابك ورجالك من قواتنا المسلحة، لتؤكدوا للدنيا كلها أن جيش مصر هو جيش مصر ولم يكن، ولن يكون يوما جيش الحاكم مهما كان الفرعون.
• ولتعلم وأنت بالضرورة تعلم أن الذين خانوا مصر هم اليوم في قفص الاتهام وأن سيادتكم أحد الشهود في قضية العصر.
• الواقعة " اقتحام السفارة" لا نشجع على مثلها أبدا ، لكنها جاءت بعد اغتيال غادر لستة من شباب مصر على أرضهم وتحت سمائهم، والفاعل طليق لم يحاسب ، وقيادته لم تعتذر بشكل رسمى.
• أرجوك يا سيادة المشير لا تعكر علينا لحظة الشعور بالعزة ولا تعيدنا مرة آخرى لقانون الطوارئ، ولا تطلق وزيرا يتوعد ويصادر مصادر الأخبار وينتهك حرية المواطن في الحصول على معلومة حرة وصادقة وبعيدة عن فبركة الصحف والقنوات القومية ، فتلك لحظة غابت عنا سنوات وانتظرناها ثلاثة عقود عجاف .
• الشعب المصرى عن بكرة أبيه يقدر موقفكم ولكنه يشعر بالفخار والعز لأن بعض أبنائه ثأر من عدو قتل بعض أبنائه.
• أهل التخصص يا سيدى في علم الاجتماع البشرى ومعهم علماء الأجناس يعرفون أن هؤلاء القوم في إسرائيل لن يفهموا إلا هذه اللغة فسلهم إن شئت.
• وتجارب التاريخ الإنسانى والعسكرى أيضا وأنت بها خبير تؤكد أن أيديهم الآثمة لن تُغَلّ عن الجرائم إلا إذا أدركوا أن رد الفعل سيكون حادا وموجعا، وأن تجاوزاتهم لن تقف عند حد ما لم يدركوا أن من يتعاملون معه قادر على الرد وبشكل عاصف ، وأن ذراعهم التى يقولون عنها بأنها طويلة لن تكف عن الأذى إلا إذا أدرك أصحابها أن الطرف المقابل يستطيع قطعها إن تعدت أو تجاوزت.
• تأكد يا سيادة المشير أن هؤلاء الشباب الذين فعلوا ذلك سيدافع عنهم كل أحرار العالم ولو كانوا من فلول الحزب الوطنى ، وأن ساحات القضاء المصرى مدني أو عسكرى لن تتسع للحشود التى ستأتى إلى مصر من كل بلاد الدنيا لتدافع عن هؤلاء ، وسيذكر تاريخ الأمجاد أن أبناء المحروسة فعلوها غير مترددين ولا خائفين، وأن نصيبهم من الصبر على المهانة والسكوت على الظلم وضبط النفس قد استنفد، وأن ثمانين مليونا من المصريين بل مئات الملايين من العرب والمسلمين في كل البقاع يتمنون لو أنهم سبقوا إليها وفعلوها قبل غيرهم، وأنهم يغبطون هؤلاء على هذا الفعل الذى استرد الكرامة المسلوبة، وأيقظ من نوم الغرور والصلف ذلك العدو المتغطرس .
• لا تستبعد يا سيادة المشير أن قتل العدو لأبنائنا الستة كان بمثابة اختبار لقياس رد فعل مصر الثورة بعد غياب كنزهم المفقود لا رده الله ، فتجاربنا مع ذلك العدو تثبت كل يوم أن هذا ديدنه وتلك طبيعته، وأنه يتسلى بإراقة دماء الأبرياء ليغرس في حسه وضميره الميت شعوره بالتفوق أبدا، وأنه المنتصر أبدا، والقاهر أبدا ، وليؤكد للطرف الآخر قدرته دائما على الردع المروع.
• النفسية المعقدة والمركبة من كل نواقص الوجود لهؤلاء الناس تنبئ بذلك دائما وتجعلهم يقتاتون على دماء الشعوب بشكل مباشر أو عن طريق الفساد الاقتصادى والاجتماعى .
• صدقنى يا سيادة المشير ، هم أرادوا أن يختبروا مصر، وهل انهزمت داخليا بعد حروب المواد الزراعية المسرطنة والفساد السياسي والأخلاقى الذى أحدثه نظام الكنز الاستراتيجى وإخوة يوسف في قطاعات الشعب المختلفة ؟
• وهل لا يزال ذلك الشعب صلب الإرادة أم تراخت إرادته وفسدت قيادته ونام أبناؤه..؟
• أم أنهم لا زالوا أحياء يرفضون الدنية وأن الثورة أيقظت فيهم حب الوطن الذى هجرهم فهجروه، وغَيَّبَهم فغابوا عنه وكادوا أن يكرهوه .
• كان جس نبض خسيس، أرادوا به أن يقيسوا درجات الولاء للوطن شعبا وقيادة بعد الثورة الميمونة، وهل لا زالت إرادتهم تستعصى على الإغراء والإغواء ؟ أم أن كنزهم المفقود لا رده الله قد أدى مهمته في تقطيع الأواصر وفك اللحمة الحضارية للمصريين ولعب لعبته في نسيجهم الوطنى والاجتماعى فلم يعودوا يشعرون بكرامة ، وأن يومهم يتساوى مع أمسهم ولا فرق، وأنه يمكنهم أن يواصلوا سعيهم غير المشكور في صياغة مستقبلنا وعلى الطريقة التى يريدونها من النيل إلى الفرات والكل خدم لهم.؟
• تنبه يا سيدى وأنت نبيه وشريف واعلم أن هؤلاء لا يستطيعون العيش بين البشر إلا بحبل من الله وقد انقطع عنهم من كثرة خيانتهم وفسادهم ، وحبل من الناس وقد وهنت خيوطه وبلى نسيجه فهو واه وضعيف ، وتقطعه في لحظات الحسم أقدار الله، فلا يغرنك وعود الأمريكان لهم وعهود أوباما لزعمائهم، فتصرف وأنت حر ، وإياك أن تكبلك قيود السياسة وحسابات التوازنات الدولية المنحازة والعدالة العرجاء والعوراء في مجلس الأمن، تلك التى تسوى في جور واضح وانحياز مخل بين الضحية والقاتل، واعتبرت حصار المليون ونصف المليون من البشر المظلومين في غزة حصارا مشروعا .
• لا تخضع يا سيدى لحسابات المادة الرقمية فقط ، ففوق قدرة المخلوق قدرة الخالق الذى ما لجأ إليه مظلوم بضعف قواه إلا نصره وأيده ، فقدرته تقذف بحجارة من سجيل أعتى جيوش الظالمين فترديها، وترسل بالرياح العواصف فتدمر كل شئ بأمر ربها ، وتبعث بالطير الأبابيل على أعظم الجيوش عدة وعتادا فتدمره وتجعله حصيدا كأن لم يغن بالأمس.
• كن حرا ،وأنت كذلك، فمصر اليوم حرة بشعبها وبكم، ومصر بإيمانها لن تهزم أبدا، ومصر بهويتها الإسلامية لن تتراجع أبدا.
• ومصر بالإيمان واليقين الذى يملأ قلوب أبنائها ويتشبث بترابها لن تهون بعد اليوم .
• وتأكد يا سيادة المشير أن هؤلاء ليسوا أعداءنا فقط، وإنما هم أعداء كل الوجود ، وفي لحظة من أقدار الله المكنونة ستحاربهم السموات والأرض والبشر والشجر والحجر، وحتى من في المقابر،
• الفرصة الآن مواتية تماما يا سيادة المشير لثبت لهم أن مصر تغيرت، وأنها مقبلة على عهد من الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ، إعلنها يا سيادة المشير أن السلطة للشعب، وأنه هو الذي يختار نوابه ورئيسه وقيادته ، إعلنها وبلا تسويف أو خضوع للضغوط .
• قلها لشعبك وحدد موعد الانتخابات في بيان رسمى لتطمئن قلوب 80 مليونا ولتبقى قلوبهم مع قواتهم المسلحة وثقتهم فيها بغير حدود.
• السكوت الآن يا سيدى يولد ريبة ويعطى الآخرين فرص الضغط بالتأجيل وتحويل مسار الثورة والالتفاف حول إرادة الجماهير التى قالت كلمتها ولن تتراجع، إعلنها صراحة يا سيادة المشير .
• قلها لكل الدنيا أن مصر تغيرت ، وأن رياحها تجرى بما لا يشتهيه أعداؤها، فتصرف يا سيادة المشير..... وأنت حر.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
رئيس إذاعة القرآن الكريم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.