كان للفتيات النصيب الأكبر من السحل والضرب، لم تفرق «بيادة» العساكر، بين شاب وفتاة، قرروا النزول إلى ميدان التحرير لإعلان رغبتهم فى إنهاء حكم العسكر، فكانت النتيجة هى اعتبار أن من فى الميدان واحد، لا فرق بين فتاة وشاب، هكذا تعامل الجيش بأحذيته، مع المتظاهرين. صورة الفتاة، التى عراها الجنود وسحلوها، أصبحت رمزا لبشاعة الحكم العسكرى، الفتاة رفضت إجراء حوار مع «التحرير» أو الإفصاح عن هويتها، وما زالت حالتها النفسية سيئة، والجريدة احترمت رغبتها فى الصمت، أو كشف هويتها، لكن الشاب الذى حاول إنقاذها من بين براثن الجنود، وأخذ هو علقة ساخنة فى سبيل ذلك يروى تفاصيل ما حدث. حسن شاهين، صحفى فى جريدة «البديل»، يقول، «كنت فى شارع قصر العينى، ووجدت جنود الجيش يقتربون منا بشكل قوى، ووجدت الفتاة سقطت على الأرض فى أثناء ركضنا فى اتجاه ميدان التحرير، حاولت سحبها، لكن محاولتى باءت بالفشل، وفوجئت بالجنود ينهالون علىِّ بالعصى ويسحلوننى فى الشارع، أما الفتاة فوجدت عددا آخر من الجنود يسحبونها، وبعدها فقدت الوعى، وأفقت فى المستشفى».. فتاة أخرى، تعرضت للضرب والسحل، لكن هذا كان صباح الجمعة، مع بداية الأحداث، وانتشرت صورتها والعسكرى يمسكها من شعرها. الفتاة تدعى غادة كمال، تعمل طبيبة صيدلانية وتروى ل«التحرير» تفاصيل ما حدث.. «كنت فى شارع قصر العينى، فوجئت بالعساكر يقتربون منى، وسقطت على الأرض إثر تعثر قدمى فى حجر، فقام العساكر بضربى بالهراوات والبيادات، وسبونى، وسحبونى لمجلس الشعب، وهناك فوجئت باعتقال بنات»، حسب روايتها.. وتضيف «رائد فى سلاح الصاعقة، يدعى حسام نور الدين، كان ملثما فى شارع مجلس الشعب، لكنه خلع لثامه داخل المجلس، سألنى عن الشباب فى الاعتصام، وقال لى «إنتى ثورجية» فرددت بالإيجاب، فصفعنى على وجهى، فقلت له «أنت مش راجل»، فصفعنى ثانية، وقال لى«إنتى الحفلة عليكى النهاردة، وهوريكى أنا راجل ولا لأ».. وتستكمل غادة «ظل الرائد حسام والجنود يسبوننا بأقذع الألفاظ، شتائم بالأم والأب، لم يحترموا فتاة أو شابا، وبعدها جاء أحد اللواءات وقال «الكل هيخرج ماتقلقوش»، وأتى بالطبيب زياد من المستشفى الميدانى، الذى قام بإخراج البنات والمصابين خارج معتقل مجلس الشعب». وتضيف غادة «فى أثناء خروجى من المجلس وجدت الرائد حسام يقول لى «أنا هخرجك من هنا، لكن هضربك بالنار برة».. عدد من المتبرعين، رصد مكافأة 10 آلاف جنيه»، لمن يتوصل إلى المجند الذى سحل غادة من رأسها، وغيره من الذين نزعوا رجولتهم ونخوتهم، وقبلوا على أنفسهم سحل الفتيات فى الشارع، وتعرية أجسادهن.