فى دولة العسكر لا مكان للقانون، فى دولة المجلس العسكرى لا مكان إلا لصوت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، بوعزيزى أحداث مجلس الوزراء، عبودى إبراهيم عبودى، ظهر فى فيديو على موقع «فيسبوك»، ليروى أحداث ليلة مأساوية، فجرت الأحداث. لم يطلب عبودى شيئا غريبا، من الضابط الذى سحله، فقط طلب منه إبراز هويته، وما يثبت أنه ضابط بالفعل، بعد أن ترددت أنباء عن أن السيارة التى يركبها تختطف المعتصمين أمام مجلس الوزراء، لكن كانت نتيجة سؤاله التعذيب والسحل من قبل الشرطة العسكرية، على حد قوله. عبودى، عضو رابطة «ألتراس أهلاوى»، الذى ظهر فى الفيديو، وقد تورم وجهه وأغلقت عيناه من الضرب المبرّح، قال إنه توجه إلى سيارة تردد أنها تختطف المعتصمين، وطالب الموجود فيها بإبراز بطاقة هويته أو رخصتها، شارحا له أن الناس تردد أن هذه السيارة تختطف المعتصمين، لكن من فى السيارة قال له «أنا ضابط»، لكن أمام إصرار عبودى، قال له الضابط «ماشى». عبودى الذى قال إن الضابط والمجندين اعتدوا عليه بالضرب ساعة كاملة، لأنهم «ظلمة»، فوجئ بعد كلمة الضابط ب«كتيبتى عساكر من مجلس الشعب»، مما أدى إلى فرار جميع الموجودين بالمكان فيما عداه، حسب قوله، وحينها أكمل الضابط جملته قائلا «أيوه أنا اللى باخطف المعتصمين، وضربنى على رأسى وماحستشى بحاجة إلا وأنا فى المستشفى»، معلقا على ما حدث معه قائلا «اتصل بكتيبة وضربونى، علشان همّا ظلَمة». أحد أصدقاء عبودى صدق على روايته بقوله «كنا موجودين فى مكان الاعتصام ورحنا نجيب طلبات للمعتصمين، فقابلنا أصحابنا اللى قالوا لنا على عربيات بتخطف المواطنين، ولما وصلنا للسيارة طلب عبودى هوية الضابط، اللى اتصل فلقينا كتيبتين، وحاولنا نتكلم مع الضابط رفع علينا سلاحه، وبقينا لوحدنا، وضرب عبودى بالمسدس على رأسه، ليحتجزنا المجندون بعدها، وسرعان ما أطلقوا سراحى، لكن عبودى خرج بعد ساعة». عبودى، هو شرارة أحداث مجلس الوزراء، وأحد المعتصمين الذين أصروا على البقاء أمام مبنى المجلس عقب الإعلان عن تكليف الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى، وذلك لمنعه من دخول المبنى وممارسة مهام عمله، اعتراضا على اختياره.