أعد الملف: هبه صبيح – كارم الدياسطى هل تهزم البلطجة المدينة التى هزمت جيوش الاحتلال؟ بورسعيد، المدينة المقاومة التى واجهت كل جيوش الاحتلال الأجنبى فى كل العصور، وقاومته بضراوة، لا تقوى الآن على مواجهة حفنة من البلطجية، أطلقوا فى شوارعها وحواريها، ليعيثوا فى الأرض فسادا ورعبا لمواطنين «عزل»، أصبحوا يمكثون فى البيوت خوفا من تعرض البلطجية لهم ولأبنائهم ولزوجاتهم، الأمر الذى فاق كل الاحتمال. المدينة التى كان يكرهها الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، تشهد هذه الفترة أحداث قتل وسلب ونهب وخطف، لعل أشهرها ما حدث مع الشاب أيمن شوقى شقيق لاعب النادى الأهلى، محمد شوقى، وابن عمته. الخاطفون كانوا قد طلبوا فدية أربعة ملايين جنيه، تم تخفيضها بعد أيام إلى مليون واحد. أصابع الاتهام أشارت فى الفترة الأخيرة إلى مجموعة من التجار فاحشى الثراء، ساعدوا فى تهديد أمن المحافظة، مستغلين الظروف التى تمر بها البلاد منذ ثورة يناير، واستعانوا بعصابات من المسجلين، والهاربين من أحكام، من قرى الشبول والمطرية، والمطاريد من مدن قريبة، لحماية البضائع المهربة بطريقة غير شرعية. أداء الشرطة بعد الثورة، مثير للجدل وللريبة فى آن واحد. هناك اتهامات لها بالتقاعس غير المبرر فى أداء واجبها، بينما تقول مصادر أمنية فى المدينة إن الجيش بعدما انتشر فى المدينة ليساعد فى حفظ الأمن، رفع هو الآخر يده عن الخارجين عن القانون. هل حقا أصاب الإحباط رجال الشرطة، لعدم استطاعتهم مواجهة البلطجية أم أنهم لم يواجهوا فى الأساس؟. مرور الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية فى المدينة دون حدوث بلطجة يلقى باللائمة على رجال الشرطة، ويشير إلى أن فى استطاعتهم تحجيم هذه الأحداث. روايات الأهالى تناقض تماما الروايات الرسمية، التى تذكر أن بلاغات الخطف والبلطجة، يتم السيطرة عليها من خلال خطة أمنية محكمة، بالتنسيق بين الجيش والشرطة. تحالف غامض بين تجار أثرياء وسلفيين وهاربين من إعدام يقف وراء أعمال البلطجة والعنف والتهريب مسجلو خطر يحملون «جرينوف» ويستقلون سيارات جيب يحولون بورسعيد إلى شيكاغو لم تعد العودة إلى بيتك، بعد انتهاء يوم عمل، أو عقب قضاء مهمة، أو زيارة ما، مضمونة فى بورسعيد. المدينة الباسلة استحضرت هذه الأيام روح الشوارع الخلفية فى نيويورك وسان فرانسيسكو، التى طالما سجلتها أفلام هوليود الشهيرة، بتصاعد موجات الاحتجاز والخطف، وحوادث البلطجة والقتل، فى ظل انفلات، أو إن شئنا الدقة، غياب أمنى غير مبرر، منذ ثورة 25 يناير. تراث تهريب البضائع، من المنافذ الجمركية، فى بورسعيد، أو التاريخ الطويل لسرقة حاويات البضائع على طريقى بورسعيد-دمياط، وبورسعيد-الإسماعيلية، اللذين كانا النافذة الأضخم لزيادة معدلات جرائم الخطف، وأعمال العنف والبلطجة، بينما تشير أصابع الاتهام إلى بعض كبار التجار، من المحسوبين على التيارات السلفية، ممن يستعينون بالبلطجية ومسجلى الخطر والهاربين من أحكام، يصل بعضها إلى الإعدام، لتهريب بضائعهم. التجار، يستعينون بأولئك الأشقياء، من قرى الشبول والمطرية وعوف والقابوطى، وكذا من المناصرة والمحلة الكبرى ودمياط، لحماية تهريب البضائع عبر اللنشات، فى بحيرة المنزلة، وعلى طريقى الرسوة والجميل، بينما يمدونهم بالأموال وأحدث الأسلحة ك«الجرينوف»، والسيارات الجيب لتأمين عملياتهم الخارجة عن القانون. المثير أن التجار، من أصحاب الثروات الفاحشة، مجهولة المصدر، الذين يستعينون بالبلطجية، معروفون بالاسم فى بورسعيد، مثل حمود.د، وعلاء.م، وعلاء.ش، ومحمد.م، وسعد.ر، وهم يستعينون ببلطجية معروفين أيضا مثل، محمد.غ، وشهرته الدوكش، والعربى.ك، ومحمود.ر، ومحمود.ح، وعلاء.ج، بينما كشف مصدر مسؤول فى مديرية أمن بورسعيد، أن نحو 50 تاجرا فى بورسعيد، كانوا قبل سنوات معدمين «لا يجدون شربة الماء، فى المحافظات التى جاؤوا منها، لكنهم تحولوا إلى أثرياء وذاقوا طعم المال، ثراء فاحشا، وبعد أن ذاقوا طعم المال، باتت الجريمة فى دمائهم». الغريب أن عددا من سلفيى بورسعيد، تدخلوا وتحالفوا مع هؤلاء التجار، مثل الشيخ حافظ.ع، والشيخ محمد.س، وهو قيادى فى حزب إسلامى، كان قد أصيب قبل أيام بطلق نارى بسبب خلاف نشب بينه وبين التجار المهربين، على تقسيم غنائم تهريب 120 كرتونة ملابس جاهزة خارج بورسعيد، بينما أولئك الشيوخ أفتوا بجواز التهريب من المنطقة الحرة، بدعوى أن «جمع أموال الجمارك والضرائب، التى تتحصل عليها الدولة حرام شرعا ويحل لهم التهرب منها». مصدر أمنى مسؤول فى الشرطة، قال إن قوات الجيش رفعت أيديها عن هؤلاء التجار والسلفيين والمجرمين، تاركين الشرطة تتصرف وحدها معهم، رغم أن إمكانياتها ضعيفة، بينما يلفت مصدر أمنى آخر إلى أن الضباط بعد الثورة، باتوا حريصين على عدم مهاجمة المجرمين، إلا بتصريح من الداخلية، حتى لا تتم محاسبتهم مثل زملائهم بتهمة قتل المجرمين، باعتبارهم ثوارا. وأمام تصاعد أعمال البلطجة، المحمية من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، انتشرت الأيام القليلة الماضية، حوادث الخطف فى بورسعيد، والتى كان آخرها خطف شقيق لاعب النادى الأهلى محمد شوقى، ويدعى، أيمن شوقى، 22 عاما، إضافة إلى ابن عمته كريم بكير، 22 عاما، على يد مسلحين فى بورسعيد، فى منطقة الرحاب بحى الضواحى، ومطالبة أهله بدفع فدية قدرها 4 ملايين جنيه، قبل أن يتم تخفيض المبلغ إلى مليون جنيه، بعد تواصل الخاطفين مع والد المختطف. تم تحرير محضر بالواقعة، برقم 270089، إدارى شرطة الضواحى، وأسفرت جهود البحث، عن العثور على سيارة المختطفين، بينما لم يتضح بعد ما إذا كان دافع الحادثة، طلب الفدية، أم على خلفية نزاع مع آخرين على أرض فى قرية الجرابعة، غربى بورسعيد. وهناك حادثة اختفاء سلمى.س.ع، 24 سنة، عندما كانت تنتظر خطيبها محمد.ا.ف.ع، 28 سنة، فى سيارته فى شارع صلاح سالم، فى أثناء توجهه إلى سوق البازار لشراء «شكولاتة». الشائعات تصاعدت عقب الحادثة بأن الفتاة اختطفت على يد مسلحين، كانوا يستقلون سيارة تاكسى وموتوسيكلا، قبل أن يتم نقلها إلى سيارة أخرى، بينما فشل خطيبها فى اللحاق بهم أو إنقاذها. وتصاعدت الأمور فى ساعات قليلة، وتدخل الجيش وقيادات الشرطة، وعدد من أعضاء مجلس الشعب أو مرشحيه، ومنهم النائب الإخوانى، أكرم الشاعر، إضافة إلى مجموعة من المشايخ والدعاة، قبل أن يتم تمشيط كل البؤر الإجرامية، فى المدينة، ولكن من دون جدوى، وفى النهاية تم العثور على الفتاة، لدى صديقة لها فى مدينة السادس من أكتوبر، بعد أن هربت لإجبارها على الزواج، يشخص لا تريده، بينما هى تحب شخصا آخر. لكن حالات خطف الفتيات، ظهرت بصورة واضحة عقب ثورة 25 يناير، كما تلقت مديرية أمن بورسعيد، فى الفترة الأخيرة، 5 بلاغات عن اختفاء فتيات، تبين بالتحريات، أنها خلافات أسرية أو أزمات عاطفية. ومن الحوادث الشهيرة، فى بورسعيد مؤخرا، اختطاف شيخ الصيادين حسن أبو شلبى، على يد أربعة مسلحين ملثمين وطلب تعويض قدره مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، مما دفع أسرته إلى قطع الطريق الدائرى المؤدى إلى دمياط، بينما لم تنته الأزمة إلا بعد دفعهم 300 ألف جنيه، مقابل إطلاق سراحه. كما دفع أهل تاجر السمك يوسف المرسى، قبل شهرين فدية قدرها مليون و200 ألف جنيه لمسلحين، قاموا باختطافه، لإيمانهم بأن الشرطة، لن تقوى على مساعدتهم، وأنها لم تعد فى خدمة الشعب، أما تاجر الرخام فاروق الكيلانى، فقد مات كمدا بعد عودته إلى أهله بساعات من اختطافه، على أيدى مسلحين ليس بسبب خطفه ولكن بسبب دفع مبلغ 200 ألف جنيه فدية. كما تعرضت سيدتان للإصابة، ورجل للخطف، إضافة إلى سرقة سيارتهم، بالقرب من منطقة الديبة على طريق بورسعيد-دمياط، فى حين مثل اختفاء رئيس قسم حركة النقل الداخلى فى شركة «الفيل للخدمات البحرية» عادل البدويهى، خلال رحلته من بورسعيد إلى مطار القاهرة، لغزا محيرا، قبل أن يتم العثور عليه مصابا بطلق نارى، بالقرب من بحيرة المنزلة. الأطفال كان لهم نصيب من حوادث الخطف فى بورسعيد، كما حدث مع الطفل يوسف مجدى الخولى، 6 سنوات، نجل تاجر شهير، فى المدينة، حيث طلب خاطفوه فدية 250 ألف جنيه، لكن الشرطة تمكنت من إطلاق سراحه بعد معركة بالرصاص الحى مع الخاطفين. عبد الله دفع فدية 40 ألف جنيه لتحرير ابنه ثم طالب بفدية مماثلة لتحرير خاطفه العين بالعين والخطف بالخطف.. قانون عبد الله على سعد، الخاص، طبقه مع خاطفى نجله، واختطف من خطفه، وطلب فدية مماثلة للفدية التى دفعها لاسترداد ابنه. المواطن الدقهلاوى اختطف أمس، بمساعدة شخصين آخرين، الشاب خالد عبد الستار، 22 عاما، من منزله بمدينة المنزلة ظهر الخميس الماضى، وطالب بفدية 40 ألف جنيه. التحريات أكدت أن المتهم عبد الله على سعد، كان ابنه عيد تعرض للاختطاف، فى مطلع شهر أكتوبر الماضى، عندما كان يرعى الغنم بجوار إحدى الترع، قرب قرية تمى الأمديد، على يد خالد عبد الستار، وظل حبيسا عند خاطفيه حتى دفع والده فدية 40 ألف جنيه لتحريره، ولكن الأب لم ينس ثأره، ولا ماله، فترصد خاطف نجله، حتى سنحت له الفرصة، وعلم أن الجانى وحده داخل منزله. عملية الخطف، حسب التحريات، تمت بهدوء حيث استعان الأب باثنين من جيرانه، ودخلوا المنزل عنوة، حيث كمموا الخاطف، ووضعوه فى سيارة، وانطلقوا به إلى بورسعيد، وهناك اتصل بوالد المخطوف، وطلب فدية 40 ألف جنيه، فقام والد خالد على الفور بإبلاغ الشرطة. مباحث المنزلة شكلت فريق بحث وتحريات بمساعدة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الدقهلية، برئاسة العميد سعيد عمارة، وتوصلت إلى الشخصين اللذين ساعدا فى الخطف، وهما صبحى على حسن ونجله رمضان، وتبين أنهما جاران لخالد، وتربطهما بعبد الله علاقة نسب. المتهمان اعترفا بالخطف، وأكدا أن المجنى عليه موجود لدى عبد الله سعد فى منزله، فى شارع عزام ببورسعيد، وأن الجريمة تمت بدافع الانتقام، فقامت المباحث الجنائية بالدقهلية بإبلاغ مديرية أمن بورسعيد، التى ألقت القبض على المتهم. وتحرر المحضر رقم 12241 جنايات بورسعيد، وإحالته للنيابة، التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. مدير أمن بورسعيد:لا تصدقوا الشائعات بهيئة وملامح واثقة، رغم الفزع الذى يضرب بورسعيد، شأنه شأن كل المسؤولين الأمنيين فى العالم بعد الحوادث الكبيرة، يخرج علينا اللواء سامى الروبى، مدير أمن بورسعيد، ليطمئن المواطنين «لا تصدقوا الشائعات خطف البنات. كلها خلافات أسرية وعاطفية. وكل بلاغات الخطف والبلطجة وغيرها تتم السيطرة عليها من خلال خطة أمنية محكمة، ويتم نشر حملات أمنية ومرورية فى جميع أنحاء المحافظة طوال اليوم بالتنسيق مع القوات المسلحة». لا يصدق المواطنون المرعوبون من التصاعد الخطير لأحداث الخطف والعنف كلام المسؤول الأمنى، لكنه يواصل «جميع الضباط والأمناء والأفراد الذين يسهرون على أمن المواطن البورسعيدى من خلال عملهم المتواصل داخل أقسام الشرطة، التى تؤدى دورا مهما فى فرض السيطرة الأمنية وإعادة الانضباط إلى الشارع، وكذلك رجال مديرية أمن بورسعيد العاملين على تأمين المنشآت». خطف الفتيات هو الصداع المزمن. اللواء الروبى يقول إن ما بلغه مجرد بلاغ خطف فتاة من جانب خطيبها، واتضح أنه كاذب، «لكنه أثار البلبلة»، مؤكدا أنه لا يوجد أى محضر محرر أو بلاغ للنيابة العامة يفيد باختطاف سيدة أو فتاة، وأن جهود إدارة البحث استطاعت أن تحل اللغز خلال 24 ساعة لإعادة الهدوء إلى الشارع البورسعيدى. البورسعيدية: انتخابات إيه ودراسة إيه؟.. الأمن أولا شوارع بورسعيد شبه خالية فى المساء. شائعات خطف الفتيات والتجار والأطفال والقتل منتشرة فى المحافظة، كانتشار النار فى الهشيم. استغاثات إلى المجلس العسكرى، ووزير الداخلية، الذى لم يعرف اسمه بعد، ومدير أمن بورسعيد، اللواء سامى الروبى، بسبب ما تشهده المحافظة من حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمنى، وانتشار عصابات منظمة من البلطجية، يحملون أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، وزجاجات مولوتوف، لترويع المواطنين الآمنين، حيث يقتحمون المساكن الجديدة ويعترضون المارة. البعض قام بتوزيع بيانات فى الشوارع ووسائل الإعلام، بعنوان «نداء إلى كل مصرى.. أنقذونى»، وطالب البيان بحماية الأم والأخت والابنة، بعدم الصمت لحماية أعراضهن، داعيا إلى ضرورة أن تدافع المرأة عن نفسها بماء حارق برشاش فى العينين أو حمل سلاح أبيض. بينما دعا عدد من أولياء الأمور إلى تأجيل الدراسة بجميع المراحل التعليمية وزيادة أعداد قوات الجيش والمركبات بأنواعها وانتشارها بجميع أحياء المدينة مع وجود قوات مكثفة من الشرطة سواء بزى رسمى أو مدنى لحماية المواطنين فى أثناء ممارسة أعمالهم. بيان آخر تم تداوله على موقع «فيسبوك» دعا إلى مقاطعة انتخابات الإعادة فى المرحلة الأولى لمجلس الشعب حتى يحترم الأمن المواطنين، وينشر لهم وسائل حمايتهم، وأضاف البيان أن أفراد الشرطة يحمون أسرهم ويستخدمون سيارات الشرطة فى الطلبات المنزلية، وإيصال أولادهم وسط حماية أمنية، لكن المواطن البسيط يتعرض للخطر ليلا ونهارا. وقد أكد طارق بكير خال لاعب النادى الأهلى، محمد شوقى، والذى تم اختطاف أخيه وابن عمته، أنه أطلق سيارات تجوب شوارع المدينة تطالب بمقاطعة انتخابات الإعادة حتى عودة المخطوفين. كما طالب قيادات اللجنة الشعبية بشارع محمد على بعودة اللجان الشعبية مجددا إلى المناطق خصوصا بعد ظاهرة انسحاب أفراد الشرطة بشكل متواصل من الشارع البورسعيدى، خصوصاً فى إشارات المرور مما يتسبب فى ازدياد نسبة المشاحنات بين المواطنين. أما اللجان الشعبية ببورفؤاد فقد نشطت من جديد من خلال حملات مكثفة بمعاونة الشرطة والجيش. ولأن بورفؤاد حى صغير يمكن محاصرته بمداخله المحدودة من خلال المعديات فإن السيطرة عليه أسهل بكثير من حى كبير مثل حى الزهور، الذى يعد معقل البلطجية والمجرمين، وهو من أكثر أحياء المحافظة معاناة، ولا يمكن لأى شاب غير مسلح أن يسير ليلا فى الشارع، إلا ويصطدم به بائعو المخدرات والبلطجية، وقطاع الطرق، ولا يختلف عنه حى الضواحى، وبعض المناطق فى أحياء العرب والمناخ. هدى محمود، وهى سيدة تعمل فى مكتب ملاحة فترتين، تقول إنها اضطرت إلى حمل كل الأسلحة المتاحة داخل حقيبتها.. مطواة وبخاخ حارق وماء نار وصاعق كهربائى. وذلك لحماية نفسها وهى فى طريقها إلى العمل، خصوصا وأن المارة لا يساعدون أحدا الآن، هكذا قالت. أما فاتن عبادة، وهى ربة منزل، ولديها ثلاثة أطفال، فتقول إنها اضطرت أيضا وعقب الثورة إلى عدم الخروج إلى الشارع وحيدة، بل تخرج بصحبة زوجها وأولادها، خوفا من تعرضهم لأعمال بلطجة، بعد شائعات انتشار خطف الأطفال والتجار والفتيات. بينما يؤكد التاجر جاسر جلال، أن الشرطة تعرف جيدا المجرمين ومعاقلهم، وهى تتركهم خوفا من الانتقام، أو لانعدام الضمير عند الكثير منهم. عاطف وهبة، وهو بواب بإحدى عمارات حى العرب البورسعيدى الشهير، يحكى أن الحى يتعرض لسرقة السيارات والمنازل والمحال، بصورة يومية، وأن الحماية الشعبية أو حتى الغلق بالأبواب الحديدية، لن يجدى ولن يفيد، لأن السارق، أصبح يمتلك أسلحة متطورة، ولا يكتفى بالسلاح الأبيض المعتاد. وهبة يؤكد أن البلطجية يحصلون على كل شىء نتيجة خوف الناس منهم. فاطمة كامل، وهى عاملة فى مصنع ملابس بالاستثمار، تحكى عن تجربتها، فتقول، «لقد تعرض لى بلطجية وأنا قادمة من العمل ليلا وسرقوا شنطتى وبها مرتب الشهر وصدمونى بموتوسيكل كانوا يركبونه ولم يستطع القسم القبض عليهم ولا حتى استعادوا أموالى». كان الآلاف من الشعب البورسعيدى والحاكم العسكرى اللواء عادل الغضبان ببورسعيد والشرطة والجيش وشيوخ السلفيين ومرشحان لعضوية مجلس الشعب، وهما الإخوانى الدكتور أكرم الشاعر، والوفدى محمد جاد، قد خرجوا منذ أيام بصحبة ثلاث مدرعات إلى بؤرة البلطجة، عزبة أبو عوف فى المحافظة، للبحث عن فتاة تم اختطافها من خطيبها بشارع صلاح سالم، والقيام بحملات متعددة فى أوكار الجريمة وتفتيش كل السيارات وغلق جميع منافذ المحافظة فور الخطف للتأكد من عدم خروج الخاطفين منها، ولكن تبين فى النهاية أن الفتاة هربت من خطيبها إلى القاهرة. هذه الشائعة لا تنفى حوادث الخطف المنتشرة فى المدينة، حيث تم اختطاف خمسة تجار، وطفل عمره 6 سنوات. تخفيض فدية شقيق محمد شوقى إلى مليون جنيه فى وقت تواصل فيه المباحث الجنائية جهودها، بالتعاون مع الجيش، للبحث عن أيمن شوقى شقيق لاعب النادى الأهلى محمد شوقى، تلقى والد المختطف اتصالا هاتفيا من شخص يدّعى أنه أحد خاطفى نجله يطمئنه على سلامة أيمن ويخبره بتخفيض الفدية المطلوبة مقابل إطلاق سراحه إلى مليون جنيه. المباحث الجنائية فى بورسعيد تلقت أيضا معلومات تفيد بأن المسلحين الذين يحتجزون أيمن شوقى، 22 سنة، فى منطقة الملاحات فى بحيرة المنزلة، التى تعتبر منطقة محصنة يصعب دخولها، فضلا عن وجود أسلحة نارية وآلية متطورة مع عدد من الخارجين على القانون الذين يتركزون بالمنطقة. كانت عملية اختطاف أيمن قد تمت يوم الجمعة الماضى، وهو يقود سيارته البيضاء، ومعه ابن عمته كريم بكير، 22 سنة، على أيدى مسلحين مجهولين فى بورسعيد، يستقلون سيارة سوداء، بلا لوحات معدنية، بعد أن وقفوا السيارة فى منطقة الرحاب، بحى الضواحى، وأمروهما بالنزول، ثم نقلوهما إلى سيارة أخرى، ثم اتصلوا بوالد أيمن وطالبوه بفدية قدرها 4 ملايين جنيه، مقابل إطلاق سراحه وتم تحرير المحضر رقم 270089 إدارى شرطة الضواحى بالواقعة. عصام بكير، خال اللاعب محمد شوقى دعا القوى السياسية وأهل بورسعيد إلى مقاطعة انتخابات الإعادة، بسبب تردى الأحوال الأمنية فى المحافظة، وأعلن أنه أطلق سيارات تجوب شوارع المدينة تطالب بمقاطعة الانتخابات حتى عودة المختطفين، كما طالب بعودة اللجان الشعبية مجددا للعمل، بعد انتشار ظاهرة الاختطاف. ائتلاف الشرطة فى بورسعيد حذر من تصاعد مخاوف المواطنين بسبب تزايد حالات الاختطاف، وقال بيان للائتلاف إن البحث جارٍ عن المختطفين، منذ 72 ساعة، دون انقطاع.