نجاح الإخوان المسلمين لم يكن غريبا، هذا ما وصفت به صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية المؤشرات التى ترجح تقدم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية. لكنها أشارت إلى المفاجأة الكبرى هى صعود الحركة السلفية التى وصفتها ب«المحافظة المتشددة»، والتى يمثلها حزب النور، لأن مواقفهم الدينية أكثر تشددا من حزب الحرية والعدالة، الذى وصفته ب«أقوى قوى سياسية شعبية فى مصر حاليا». وصفت الصحيفة الأمريكية الانتخابات بأنها ضربة كبيرة للقوى العلمانية، خصوصا إذا ما تم التحالف المتوقع بين الإخوان والسلفيين لتكوين كتلة إسلامية متجانسة. وأشارت «كريستيان ساينس مونيتور» إلى أن هناك خطرا بالغا فى الانتقال الكامل للديمقراطية إذا ما تحولت القوى العلمانية إلى الجيش، وطلبت مساندته وتوفير الحماية لهم إذا ما كانوا اكتشفوا أن الإخوان والقوى الإسلامية تهمشهم فى صناعة مستقبل مصر، خصوصا أنه ظهر للعيان أنهم غير قادرين على منافستهم فى الانتخابات بسبب التنظيم الكبير للإخوان والقوى الإسلامية، إلا أن الصحيفة أضافت أيضا رغم تلك المخاوف ما زال للأحزاب العلمانية أو الليبرالية فرصة أخرى لإثبات وجودها فى المجتمع المصرى، مشيرة إلى أنه بمجرد كتابة الدستور وانتخاب رئيس مدنى سيتم على الأرجح انتخابات برلمانية جديدة، مما يمنح تلك الأحزاب فرصة لتنظيم صفوفها وتصبح لها قوة متماسكة قادرة على منافسة القوى الإسلامية، لكن الصحيفة الأمريكية فى ختام تقريرها أشارت إلى أنه إذا كانت مصر والأحزاب الليبرالية تريد أن يكون هناك ديمقراطية حقيقية، فيجب عليها أن تعترف أن الإسلام بات قوة سياسية فعالة فى الواقع السياسى المصرى.