«دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الجيش المصرى إلى سرعة تسليم السلطة إلى المدنيين، تفتح الأبواب أمام كثير من المخاطر».. كان هذا تعليق صحيفة «نيويورك تايمز» على اتخاذ الإدارة الأمريكية صف الشارع المصرى، فى الوقت الذى تتخبط فيه الإدارة لتحقيق التوازن الصحيح ما بين الديمقراطية والاستقرار. وأضافت أن هذه الدعوة الأمريكية توتر العلاقات الوطيدة مع الجيش المصرى الذى عمل لما يزيد على 30 عاما حاميا لاتفاقية كامب ديفيد. وإنه عندما تخلت الإدارة عن مبارك هذا العام، كانت تسعى إلى تولى الجيش قيادة للانتقال إلى الديمقراطية والاستمرار فى المحافظة على الاتفاقية. بيان أوباما تضمن تحذيرا واضحا، يظهر من خلاله أن إدارته ستستمر فى دعم الجيش المصرى فقط إذا دعم الجيش تحولا ديمقراطيا حقيقيا. والبيان، بحسب ما نقلته الصحيفة عن خبراء سياسة أجانب، يشكل تحولا فى كيفية تعامل الولاياتالمتحدة مع المنطقة العربية سريعة التغيير، وأنه تصعيد للضغط الدولى على اللواءات، خصوصا أن الجيش المصرى يعد أقوى المؤسسات فى مصر. كما يعتقدون أن هذه الاستراتيجية قد تواجه رد فعل عنيفا فى مصر إذا تم تفسيرها على أنها تدخل من الولاياتالمتحدة، التى لا تتمتع بشعبية كبيرة فى مصر لدعمها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى الشؤون الداخلية. كما نقلت عن السفير الأمريكى السابق لدى إسرائيل ورئيس السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز، مارتن إس إنديك، «ما نفعله الآن، أننا نقول للجيش، إذا اعتقدتم أنكم ستحتفظون بالسلطة العسكرية، فلن ندعمكم»، واصفا موقف الإدارة الأمريكية بالمحفوف بالمخاطر، لأن معظم المستفدين منه من الشعب، الذين ليس بالضرورة لديهم أفضل المصالح التى يحتاجها الأمريكيون ويفكرون بها. «نيويورك تايمز» تابعت، نقلا عن أحد كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية، الذى تحدث فى حالة من السرية، أن تعيين كمال الجنزورى، قرار ليس ذا قيمة، وأضاف «نحن نريد التأكد من أن يكون رئيس الوزراء الجديد متوافقا مع أهدافنا لنقل السلطة». فالإدارة تريد مدنيا يتولى سلطة وزارة الداخلية والشرطة على وجه العموم وقضايا مهمة مثل التخطيط للانتخابات. وأضافت أن الغموض يخيم على ما إذا كانت الحكومة المدنية الجديدة ستتمسك بالمعاهدة كما كان يفعل الجيش المصرى، وعزت هذا السبب إلى تحرك الولاياتالمتحدة بحرص شديد فى ما يتعلق بالشأن المصرى. ونقلت عن روب مالى، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مجموعة الأزمات الدولية، أن مصر مختلفة عن بقية الدول العربية المضطربة فى الشرق الأوسط، فمصر تفوقها جميعا، بحجمها وسكانها ودورها التاريخى، وبالنسبة إلى أمريكا بسبب اتفاقية السلام بينها وبين إسرائيل.