كما كان متوقعا، استحوذ مئات الآلاف من المنتمين إلى «الإخوان» والجماعات السلفية، أمس، على ميدان التحرير باستثناءات قليلة. وفود الإسلاميين بدأ فى وقت متأخر منذ مساء الخميس، إذ قضى بضعة آلاف منهم الليلة فى الميدان، استعدادا للتظاهر فى اليوم التالى، لكن الميدان شهد أيضا وجود حركة «6 أبريل» وعدد من نشطاء «فيسبوك»، ونشطاء اليسار المصرى لكن جمعة أمس لم تكن كجمعة «قندهار» فى نهاية يوليو الماضى. الإسلاميون يتعلمون بسرعة، فجمعة «حماية الثورة»، أمس، التى أطلقتها قوى سياسية معظمها إسلامية، غيرت من أسلوب مظاهر وجودها فى محاولة للتخفى وراء إجماع شعبى بدلا من الظهور وحدها فى الواجهة، إذ غابت أعلام السعودية، بينما ظهرت أعلام الإخوان الخضراء، وعلم جديد لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لهم، واجتمع السلفيون والإخوان تقريبا للمرة الأولى تحت راية واحدة «لا لوثيقة السلمى، ولا لحكم العسكر»، بل وغنوا أيضا النشيد الوطنى. إسلاميو أمس، اختفت شعاراتهم الإسلامية العنيفة واستبدلوها بعبارات وطنية، منها «قول اتكلم.. السلطة لازم تتسلم.. يالا يا مصرى قولها قوية.. مش عايزينها عسكرية»، «لا مبادئ دستورية.. عاوزين بلد فيها حرية» و«يا ابن الثورة اهتف قول.. حكم العسكر مش هيطول»، ولافتات مكتوبا عليها «ماتفرضش عليا دستور.. أنا مش طرطور»، بينما اهتمت منصة المرشح الرئاسى المحتمل حازم أبو إسماعيل بالالحاح عبر اللافتات بموعد إبريل 2012 لإجراء الانتخابات الرئاسية. منصة حزب النور كانت وحدها قد شذت عن القاعدة، إذ رفع بعض أنصارها لافتة دينية مكتوبا عليها لفظ الشهادة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ولافتات أخرى لونها أسود تنتمى إلى جماعة الجهاد، ووزع بعض المرشحين المستقلين من تيارات إسلامية دعايتهم الانتخابية.