جاء حاملا كفنه فوق يده سعيا لإنهاء خصومته مع عائلة أخرى بسبب تورط نجله في جريمة قتل أثناء مشاجرة بينه وبين صديقه تطورت إلى استخدام الأسلحة البيضاء وسقوط قتيل. تصفيق حاد عند دخول أنور والد القاتل إلى السرادق الضخم الذي أقامته جمعية أبناء الصعيد وجمعية الصعايدة بالإسماعيلية وحضره نحو ألف مواطن على الأقل وسط حراسة أمنية مشددة بحضور قيادات أمنية وشعبية بالمحافظة ورجال الدين المسيحي والمسلم. خلال جلسة الصلح التي عقدت اليوم تقدم والد القاتل حاملا كفنه ومقدمه إلى والد القتيل، مطالبا منه العفو والغفران على ما ارتكبه نجله من جرم، مؤكدا أن ابنه أمام القضاء لإصدار الحكم عليه . ووسط تصفيق الحضور قام والد القتيل باحتضان والد القاتل معربا عن عفوه لأجل الله ثم طالب رجال الدين الإسلامي من الأقباط الصلاة والمسلمين الحاضرين قراءة الفاتحة على نجاح الصلح. وعلى الرغم من أن العائلتين قبطتين ويعيشان في مدينة القنطرة غرب شمالي محافظة الإسماعيلية، إلا أن عدد كبير من المسلمين بالمنطقة تمكنوا من إنجاح الصلح بين الطرفين. القمص ساويرس بكنيسة ماري جرجس أعرب عن سعادته لقيام المسلمين من أبناء المدينة ببذل الجهد للصلح بين عائلتين من الأقباط واعتبر ذلك تعبيرا عن تلاحم الشعب المصري وترابطه . أما الشيخ حماد عصران أحد القائمين على عملية الصلح، أكد أن وقف نزيف الدم بين العائلتين كان الهدف ليسود الأمن والأمان داخل المدينة وأن كون العائلتين أقباط كان له الأثر في التأكيد على التلاحم بين شقي الأمة . في نهاية الجلسة، وقف الطرفان عند بوابة السرادق لتلقي العزاء في الفقيد، مؤكدين على إنهاء الخصومة الثأرية بينهما بشكل كامل.