وتثبت كرة القدم فى العالم أن خريطتها بدأت تتغير بمنحنى إيجابى نحو الأفضل. فبالأمس القريب كانت هناك منتخبات تحتكر البطولات والأداء القوى والحنكة والخبرة، وبمحسوبية كرة القدم كانت الحسبة والكفة تميل نحوها بغض النظر عن أى منتخبات أخرى. فى قارة آسيا بالتحديد الخريطة ما زالت تتغير باستمرار، فاحتكار اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية والصين أصبح يسقط أمام طموح فرق لم يكن لها تاريخ أو طابع. وسأتحدث هنا عن فريقين عربيين هما الأردن ولبنان. فعجلة التطور مع النشامى الأردن بدأت فى 2003 مع الجنرال العبقرى محمود الجوهرى الذى قاد الفريق إلى نتائج إيجابية فى أمم آسيا 2004، وخرج بشق الأنفس من اليابان، ليأتى بعده العراقى عدنان حمد الذى استكمل المسيرة بصورة رائعة، مستشهدا بالجوهرى عندما قال: تسلمت فريقا جاهزا، ولا أتعب إلا فى إدراة خصومى، لأن الجوهرى قوَّم السلوك والأداء بعناية قبلى. وحاليا الأردن تغرد فى صدارة مجموعتها متساوية مع العراق وبفارق كبير عن الصين، لتصعد إلى الأدوار النهائية المؤهلة لمونديال 2014. لبنان، حكاية شعب لم يكن يعرف سوى كرة السلة، وقليل من كرة القدم مع احتراف بعض لاعبيه فى ألمانيا والسعودية ومصر كرضا عنتر ومحمد قصاص وغدار. بوكير قام بعملية توحيد شعب لبنان على كرة القدم، فملعب كميل شمعون امتلأ عن بكرة أبيه، ولبنان تفوز على من؟! تقهر كوريا الجنوبية بهدفين مقابل هدف، فى ظل أداء متطور وهدوء أعصاب وحارس مرمى رجحوا كفة دولة أصبحت على بعد خطوة من المراحل النهائية. ودعونى هنا أتوقف عند اسمين، الجوهرى وبوكير، الجوهرى الذى حضر بعد مهمة الأردن إلى مصر، فسلمناه منصب المدير الفنى للاتحاد المصرى لكرة القدم، ولم يلبث فيه سوى/ عدة أشهر حتى رحل متهما المسؤولين بتهميشه وتحديد مهامه، فعاد إلى الأردن، وقاد التطوير من جديد. وبوكير، ضربناه بالشلوت واتهمناه بالفقر التكتيكى والكروى، فرد علينا بفريق لم يكن موجودا على الخريطة، بل يفوز على كوريا الجنوبية التى لو لاعبتنا لهزمتنا! كل هذه مؤشرات تدل على أن مناخ العمل والتطور الكروى غير موجود بالمرة فى مصر، لأننا نفتقد عامل الصبر الذى هو أساس نجاح أى منظومة، وهو ما يحسب للأردن ولبنان اللذين قدما الأداء والجهد، فاستحقا التحية، ولا عزاء لنا. ملحوظة: فى مقالى السابق ذكرت أن مدير قطاع الناشئين بفريق الحرس هو الكابتن جمال عبد الحميد، وهنا أصححها إنه هو الدكتور محسن النحريرى الذى أحييه على اختياراته، وأعتذر له إن كنت قد أخطأت.