علمت ال«التحرير» أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعا غير رسمى مساء غد الجمعة برئاسة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم وبمشاركة وزراء خارجية مصر وعمان والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة العربية لتقييم الموقف على الساحة السورية والنظر في البدائل المطروحة للتعامل مع مسار الازمة. ويأتى هذا الاجتماع قبيل الاجتماع المستأنف غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بعد غد السبت لبحث آخر المستجدات على الساحة السورية في ضوء المبادرة العربية التي قبلت بها الحكومة السورية في الثاني من الشهر الجاري وما تلاها من تطورات. وقالت مصادر دبلوماسية عربية انه على الرغم من الأجواء غير الايجابية التي تحيط بالاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب إلا أن هناك بعض البدائل والاجراءات التي يمكن اللجوء إليها من أجل تنفيذ المبادرة العربية. وكشفت هذه المصادر أنه من بين هذه البدائل المطروحة تشكيل آلية عربية أو لجنة حكماء مهمتها التوجه فورا إلى دمشق للوقوف على تنفيذ بنود المبادرة العربية على الأرض وتقييم الوضع أولا بأول وموافاة اللجنة الوزارية المعنية بتقارير سريعة عن ذلك. وأوضحت هذه المصادر أنه من البدائل أيضا السعي العربي لدى القوى الاقليمية والدولية التي لها اهتمام وثقل في ما يتعلق بالأزمة السورية. واشارت إلى أن «وزراء الخارجية العرب يسعون إلى الحفاظ على سوريا الدولة والحفاظ على الأمن القومي العربي وفي نفس الوقت تحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والتغيير وتأكيد الخيار العربي لحل الازمة». تجدر الاشارة أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى أجرى اتصالات خلال الساعات القليلة الماضية مع أطراف دولية عديدة بشأن الأزمة السورية كان آخرها اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وأطلعه على تطورات الأوضاع في سوريا ونتائج لقاءاته واتصالاته مع قوى المعارضة السورية. كما تسلم العربي رسالة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركزت على الدعم الروسي للمبادرة العربية وضرورة إتاحة الفرصة للنظام السوري من أجل تنفيذها. كما التقى العربي مع ممثلين عن المعارضة السورية للوقوف على مطالبهم ليتسنى له طرحها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. وذكرت هذه المصادر أن العربى تلقى رسالة من رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون انتقد فيها الموقف العربي وقال فيها أنه كان يتعين عليه «الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام» السوري، في إشارة إلى استمرار العمليات الأمنية بعد موافقة دمشق على بنود الخطة العربية لإنهاء الأزمة. وأضاف المجلس الوطني السوري فى رسالته أن مبادرة جامعة الدول العربية وصلت إلى طريق «مسدود»، وطالب بحماية المدنيين بكل الوسائل وفقا للقانون الدولي، وشددت رسالة المجلس على أهمية «عدم منح النظام السوري أي مهلة إضافية»، مشيرة إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد «يسعى لتوظيفها من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل». ودعا المجلس في رسالته الجامعة العربية إلى تبني حزمة من الإجراءات في حق النظام السوري، على رأسها تجميد عضويته «في كافة المنظمات والهيئات التابعة للجامعة» بالموازاة مع فرض «الدول الأعضاء لعقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام». من جانبه قال رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم إنه يؤيد إرسال مراقبين لسوريا لتوثيق الهجمات على المدنيين، ولكنه يعارض التدخل الأجنبي في بلاده. وقال عبد العظيم الذى سبق أن تمكن من الدخول إلى مقر الجامعة العربية بالقاهرة بينما منع المعتصمون السوريين باقى أعضاء وفد معارضة الداخل من دخول مقر الامانة العامة للجامعة أنه طلب من الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى «توفير آليات لحماية الشعب السورى وإرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق أمام منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام لزيارة سوريا».