حينما تشعر الأم «قمر» بدنو أجلها تطلب من ابنها الكبير إحضار أشقائه الأربعة لتراهم، وهنا تبدأ رحلة الابن الصعبة فى لم شمل إخوته الذين ضاقوا ذرعا بوصايته عليهم، يجمعهم باللين أو القوة، ثم يتسربون من يديه، كلٌّ فى طريق ينسج لنفسه عالمه الخاص، منهم من يبحث عن روحه، ومنهم من يبحث عن المال، ومنهم من يبحث عن دفء عائلة، ومنهم من غرق فى غواية امرأة. يرصد فيلم «كف القمر» رحلة بحث الأبناء عن لقمة العيش، من أجلها أهملوا الأم وبيت العيلة وتركوهما نهبا للصوص الذين لم يتورعوا عن تحطيم أجزاء من جدران البيت لسرقته. داخل الدار أم مريضة أكلت الغرغرينا كف يدها، ولم يتبق لها سوى أبنائها الخمسة الذين نزحوا من الصعيد إلى القاهرة للعمل، كان الهدف توفير مال لإكمال بناء الدار، لكنهم نسوا الهدف وانغمسوا فى السعى وراء رغباتهم الشخصية، نحن أمام عمل ميلودرامى قاتم يلجأ كثيرا إلى الرمزية ويميل إلى الإسقاط على الواقع، التركيز الأكبر للفيلم على شخصية الأخ الأكبر (خالد صالح) الذى يرث رعاية أشقائه بجوار الثأر للأب الذى مات بعد سرقة كنز اكتشفه فى الجبل، وهى مهمة تصنع منه ديكتاتورا يفرض قوانينه الخاصة على إخوته، استسلموا له حتى تجبّر فهجروه. الفيلم أغلبه فلاش باك يروى الرحلة الأولى للأشقاء إلى القاهرة، هناك تركوا إدارة شؤون حياتهم لشقيقهم حتى أصبح يتحكم فيهم. فى أفلام خالد يوسف لمسات سياسية تشير إلى الماضى والحاضر، يلمح بها أحيانا رمزا عابرا، ثم يصرح بها أحيانا بمشاهد مباشرة، وفى فيلم «كف القمر» نحن أمام هذه الرموز مثل: قمر هى مصر الأم، والأبناء طوائفه المختلفة، والأخ الكبير هو الديكتاتور المتسلط، الدار المتهالكة التى ينهبها اللصوص هى الوطن الكبير الذى تم نهبه، الحوار يبتعد أحيانا عن الواقعية ويذهب إلى مناطق فلسفية وشاعرية، لا تتوافق مع الشخصيات البسيطة التى تتكلم، النهاية نفسها أهملت تتبع خيوط حياة كل منهم لتضع الحل أمام المشاهد، الكل يشارك الأخ الأصغر فى إعادة بناء الدار مرة أخرى.