إسرائيل لا تضيع فرصة لإفساد فرحة الفلسطينيين، ففى الوقت الذى يبتهج فيه المسلمون فى كل أنحاء العالم بعيد الأضحى ويذبحون الأضاحى، قامت البلدية الإسرائيلية بالقدس بفرض غرامة مالية على كل فلسطينى بالمدينة يذبح أمام منزله. 48 ألف شيكل أى ما يعادل 60 ألف جنيه مصرى هو مقدار الغرامة التى سيدفعها أى فلسطينى بالقدس، إذا ما قام بذبح عجل أو خروف أو عنزة ما يدفعنا إلى التساؤل: ما الضرر الذى سيعود على تل أبيب من وراء ذبح الأضحية، الحجة كما قدمتها البلدية الإسرائيلية هى «الحفاظ على صحة الفلسطينيين ومنع انتشار الأمراض وأن يكون الذبح بإشراف الخدمات البيطرية الإسرائيلية». «ياسلام!» صيحة تعجب قد يرد بها كثيرون على هذا التبرير الذى تقدمه بلدية القدس، متسائلين منذ متى كان صحة بل حياة الفلسطينى عزيزة على إسرائيل؟! وبعيدا عن التبرير الإسرائيلى ينكشف السبب الرئيسى وراء ما تفعله تل أبيب وهو الاستفادة المادية، حيث تحاول بلدية القدس استغلال موسم العيد بتحويل جميع الأضاحى إلى مسلخ «عطروت» التابع لها لكى تستفيد ماديا. «الغضب» بالطبع كان رد فعل الفلسطينيين المقدسيين متهمين سلطات الاحتلال بالتضييق عليهم حتى فى الأعياد، خصوصا أنها منعتهم من جلب المواشى من الضفة الغربية ومصادرتها على المعابر التى تفصل القدس عن محيطها، ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن أحد المقدسيين قوله «لو كانت البلدية مهتمة بصحتنا كما تقول،كان من الأجدر بها أن تحافظ على نظافة الطرقات من القمامة المتراكمة وتوفير الخدمات التى تليق بنا كبشر». إفساد إسرائيل بهجة العيد لم يتوقف على غرامة الأضحية، بل بفرضها إجراءات أمنية مشددة على القدس استعدادا لصلاة العيد اليوم، ونصبها حواجز عسكرية على مداخلها الرئيسية، فى وقت حذر فيه محمد حسين المفتى العام للقدس، من نية إسرائيل هدم باب المغاربة المؤدى للمسجد الأقصى.