قال «لويس مورينو أوكامبو»، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، الأحد، إن لديه أدلة دامغة على أن «سيف الإسلام القذافي»، ابن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، شارك في هجمات منظمة على المدنيين والاستعانة بالمرتزقة. وصرح أوكامبو ل «رويترز» في بكين، حيث كان يحضر مؤتمرا أكاديميا، لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة، ونقلهم وأيضا الجوانب المالية التي كان يغطيها. ثم أوضح أوكامبو، إنه كان يعني أن لديه عددا من الشهود وليس واحدا فقط. ومضى يقول «لذلك فإن لدينا أدلة دامغة تعضد القضية، لكن بالطبع سيف ما زال بريئا – افتراضيا- وسيتعين علينا التوجه إلى المحكمة وسيتخذ القاضي قراره. واستطرد قائلا، إنه يعتزم التوجه إلى نيويورك لإطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء على عمل المحكمة في الشأن الليبي. هذا وقالت المحكمة الجنائية الدولية أمس، السبت، إن سيف الإسلام على إتصال بها عبر وسطاء بشأن احتمال استسلامه، لكن لديها معلومات أيضا على أن مرتزقة يحاولون نقله إلى بلد إفريقي صديق حيث يمكن تجنب الإعتقال. كما حذرت المحكمة سيف الإسلام أنها من الممكن أن تأمر بإعتراض أي طائرة تقله في الجو؛ إذا حاول الفرار جوا من مخبأه في الصحراء للوصول إلى ملاذ آمن ومضى أوكامبو يقول «تلقينا عبر وسيط غير رسمي بعض الأسئلة من سيف بشأن النظام القانوني فيما يبدو، ما الذي سيحدث له إذا مثل أمام القضاة، هل يمكن إعادته إلى ليبيا، ما الذي يحدث في حالة إدانته، ما الذي يحدث في حالة تبرئته». وتابع «لسنا في أي مفاوضات مع سيف، سيف القذافي هو الذي يقرر إذا كان سيسلم نفسه أم سيظل مختبئا أم سيحاول الفرار إلى بلد آخر». وأضاف، أن المحكمة لن تجبر سيف الإسلام على العودة إلى ليبيا؛ بشرط أن تكون هناك دول أخرى راغبة في استقباله إما بعد تبرئته من كل الإتهامات أو قضائه العقوبة. وتحدث أيضا عن لقائه بسيف الإسلام قبل عدة سنوات وإنه بدا مؤيدا لعمل المحكمة بما في ذلك جهود اعتقال البشير، ومحاكمته لدوره المزعوم في فظائع إرتكبت في منطقة دارفور، وأنة قبل الانتفاضة الشعبية في ليبيا كان يصور سيف الإسلام نفسه باعتباره مؤيدا مستنيرا للإصلاح في الداخل وفي أنحاء الوطن العربي. وقال أوكامبو موضحا «التقيت بسيف مرة في برلين في عشاء للقضاة، وذكر لي أنه سيؤيد أي جهود لتحقيق العدالة في دارفور، وفي واقع الأمر أدلى بخطب عامة أكثر من مرة يقترح فيها اعتقال الرئيس البشير، وكان يتصل بي ليقول لي إنه قال كذلك». ونهى كلاموة قائلا «ما من شئ يفاجئني، بعد كل هذه السنوات ليس هناك شئ يفاجئني».