قالت مصادر أمنية بشبه جزيرة سيناء أنه هناك استعدادات تتم حاليا داخل معبر طابا على الحدود الجنوبية بين مصر وإسرائيل لإتمام صفقة تبادل سجناء مصريين لدى إسرائيل بالجاسوس الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية إيلان جرابيل والمحتجز لدى مصر منذ يونيو الماضي. وستتم الصفقة بشكل سري حيث سيتم نقل ايلان من القاهرة إلى طابا عن تحت حراسة قوات مشتركة من الجيش والشرطة، فيما ينقل السجناء المصريون إلى معبر طابا بريا داخل حافلة إسرائيلية، حيث سيسلمون إلى السلطات المصرية. واستبعدت المصادر أن تتم عملية التبادل عبر معبر العوجة التجاري بوسط سيناء على الحدود بين مصر وإسرائيل والذي اعتادت إسرائيل إعادة الصبية المصريين المتسللين لإسرائيل من خلاله بسبب التوتر الأمني قرب المعبر حيث يقوم بدو مسلحون من أصحاب الأحكام الغيابية بقطع الطرق المؤدية إليه مطالبين بإسقاط الأحكام القضائية عنهم. وأضافت انه من غير المتوقع أيضا أن تتم عملية التسليم عبر معبر كرم أبو سالم الذي يقع في منطقة حدودية مثلثة بين مصر وإسرائيل لدواعي أمنية نظرا لوجود السجناء المصريين في سجون إسرائيلية بعيدة عن المنطقة إضافة إلى أن الجاسوس الإسرائيلي سينقل إلى تل أبيب ، وبالتالي فأن معبر طابا هو النقطة الأقرب للطرفين. وقالت مصادر أمنية أخرى أن رغبة مصر في أتمام الصفقة في سرية تامة يرجع أيضا إلى اعتزمها استجواب المفرج عنهم لفترة من الوقت ثم تسليمهم إلى ذويهم. ولم تفصح المصادر عما إذا كان «عودة ترابين» الجاسوس الإسرائيلي الذي ألقي القبض عليه عام 2000 بالعريش أثناء زيارته شقيقته ضمن الصفقة أم لا. وأستغرب محمود سعيد لطفي رئيس اللجنة المصرية لإطلاق سراح السجناء المصريين لدى إسرائيل موافقة السلطات المصرية على الصفقة بالشكل الذي إعلان عنه ، خاصة أن معظم السجناء المصريين لدي إسرائيل تم اختطافهم من داخل الأراضي المصرية نتيجة وقوع مسكنهم بالقرب من الحدود الإسرائيلية ، وسيرهم قرب الأسلاك الشائكة أمر طبيعي. وقال انه يتوقع أن تتم عملية التبادل خلال الساعات المقبلة ، وانه على اتصال دائم بوزارة الخارجية لمتابعة عمليات الإفراج عن السجناء. وكانت مصر تطالب بإطلاق سراح 81 مصريا محتجزين في السجون الإسرائيلية بينهم ثلاثة أطفال و عدد كبير من الذين يقضون أحكاما بالسجن، وعدد آخر من الذين ما زالوا قيد الاستجواب إلا أن مصر أعلنت يوم الاثنين بأنه سيتم إطلاق سراح 25 مصريا فقط.
واتهم رجال قبائل بشبه جزيرة سيناء الحكومة المصرية بالفشل في إدارة صفقة تبادل سجناء مصريين داخل سجون إسرائيل بالجاسوس الإسرائيلي بسبب ضعف عدد السجناء المصريين الذين سيتم إطلاق سراحهم والبالغ عددهم 25 سجينا بينهم ثلاثة أطفال من بين 87 سجينا مصريا متواجدين داخل السجون الإسرائيلية. وقال عدد من أهالي السجناء المصريين لدى إسرائيل أثناء تظاهرهم أمام مبنى مديرية أمن شمال سيناء يوم الاثنين بعد الإعلان المصري عن التوصل إلى الصفقة أن إسرائيل أفرجت عن أكثر منن ألف فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط ومصر تفشل في الضغط على إسرائيل من اجل الإفراج عن جميع السجناء . وطالبوا بأن يعامل أبنائهم معاملة الإسرائيليين داخل مصر حيث لم يتم تنفيذ عشرات الأحكام القضائية بالسجن ضد السياح الإسرائيليين الذين تم ضبطهم في قضايا مخدرات وحيازة أسلحة حيث يفرج عنهم بكفالة ويحاكمون غيابيا. وقال المتظاهرين أن إبقاء مصر على الجاسوس الإسرائيلي عود ترابين السجين في مصر منذ هو ورقة الضغط الوحيدة لمصر التي ستكون الأمل في التفاوض لإطلاق سراح بقية السجناء خاصة وان إسرائيل تطالب بالإفراج عنه منذ فترة. وأكدوا بأنهم سيصعدون من احتجاجاتهم بشكل كبير خلال الفترة المقبلة اذا لم تتضمن الصفقة أبناءهم. وتؤكد اللجنة المصرية لإطلاق سراح السجناء المصريين لدى إسرائيل إنه من بين هؤلاء السجناء 30 فقط حصلوا على أحكام قضائية بالسجن، والباقي بينهم عدد كبير رهن الاعتقال والآخرون أنهوا عقوبات بالسجن إلا أن إسرائيل ترفض الإفراج عنهم. وتقول أن إسرائيل اعتقلت المحتجزين المصريين بدعوى التسلل وأن معظمهم يعيشون قرب المناطق الحدودية مع إسرائيل، وأن عربات إسرائيلية كانت تنتهك الحدود وتلقي القبض عليهم، موضحا أن السجناء المصريين محتجزين في ستة سجون إسرائيلية من بينها عسقلان وكتسعيوت وحبرايم ونالافة. ويعتبر أقدم سجين مصري لدى إسرائيل هو مساعد البريكات وهو محتجز لدى إسرائيل منذ عام 2004. وطلبت اللجنة من الأممالمتحدة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للانتقال إلى أماكن احتجاز المصريين لدى إسرائيل والتحقيق في وقائع احتجازهم وأسباب الاحتجاز ولماذا لم تتم محاكمتهم وهل المحاكمات التي أجريت لعدد منهم كانت عادلة.