ظهرت الخطة 100 مجددا على يد مدرعات الجيش فى أحداث ماسبيرو، كما ظهرت من قبل فى أحداث الثورة لدهس المصريين تحت عجلات مدرعات الأمن المركزى والسيارات الدبلوماسية وبالرصاص الحى. مشهد المدرعة العسكرية أمام ماسبيرو التى دهست المتظاهرين أعاد إلى المصريين مشاهد 28 يناير التى استخدمت فيها نفس الخطة. الخبير الأمنى، محمود قطرى، قال إن الجيش للأسف يعيد إنتاج نفس سلوكيات النظام السابق، فقد تم نشر القوات فى القاهرة مع ما يتوازى مع الخطة 100 الموضوعة من قبل وزارة الداخلية، ولا يزال إلى الآن رد فعل الجيش غير معروف، متوقعا أن يتحلى الجيش بأقصى وسائل ضبط النفس، لا سيما مع تزايد أعداد القتلى فى صفوفه. قطرى أضاف أن الوضع يؤكد أن الفاعل لتلك الأحداث أيادٍ خارجية، مؤكدا أن المخابرات الإسرائيلية تعبث بالداخل المصرى كما يحلو لها، مطالبا الجيش بعمل تحقيقات سريعة فى الأحداث، مضيفا «للأسف المجلس الأعلى لا يرى ما يحدث على الأرض، والتلكؤ والتباطؤ فى حل مشكلات دور العبادة أدى بنا إلى تلك الأحداث». أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الدكتور جمال زهران، وصف أحداث ماسبيرو الأخيرة بأنها إعادة إنتاج لمؤامرات النظام السابق، وأن سيناريو الخطة 100 التى اتبعته الداخلية يوم 28 يناير تكرر فى أحداث ماسبيرو، وكان الغرض منه إجهاض الثورة. زهران أشار إلى أن أصحاب المصلحة الحقيقة وراء تلك الأحداث هم القوى المضادة للثورة، لأنه ليس من مصلحة الثورة والثوار حدوث وقيعة مع القوات المسلحة وإسقاط هيبة الدولة، ولذلك فالثوار ليست لهم علاقة بما حدث، فما حدث أول من أمس «فتنة طائفية»، معتبرا أن الجوهر الأساسى لأحداث ماسبيرو يدل على أن هناك أشخاصا مدربين على العنف، وهم من أمن الدولة المنحل، فهم لا يزالون فى خدمة النظام السابق ورموزه، ومتحالفين مع رجال الأعمال الذين سرقوا ونهبوا مصر تحت مظلة الحزب الوطنى المنحل، ومتحالفين أيضا مع أجهزة أمنية، فهناك ترابط مصالح بينهم، يهدف إلى استمرار التوتر حتى تتحقق مصالحهم.