فيما انتظمت حركة إقلاع وهبوط الرحلات بمطار القاهرة بعد انهاء المراقبين الجويين للإضراب الذى تسبب فى احتجاز اكثر من ثلاثة الآف راكب فى صالات السفر بمطار القاهرة منذ عصر الاربعاء تظاهر اليوم عشرات الركاب بسبب استمرار إحتجازهم داخل المطار وعدم وجود أماكن على الرحلات المغادرة ، وقام الركاب بتنظيم أنفسهم فى مجموعات، قامت كل مجموعه بجمع أسماء وبيانات سفر كل راكب لمقاضاة سلطات الطيران المصرية ، وتحلق الركاب فى حلقات امام صالات المطاعم والكافيتريات وداخل استراحة الجناح المخصصة لركاب درجة رجال الأعمال بمبنى الركاب 3 والمخصص لسفر وصول رحلات الشركة الوطنية مصر للطيران وشركات لوفتهانزا والسويسرية وشركات تحالف ستار والتى تشهد أكبر تكدس للركاب لأن مصر للطيران تنقل اكثر من نصف الحركة الجوية بمطار القاهرة وتعد أشد الشركات المتضررة من إضراب المراقبين. وسادت روح الثوره بين الركاب فتزعم بعضهم إستطلاع مقترحات الركاب للتعامل مع الأزمة والتصويت الفورى على كل مقترح والتى تركزت فى سحب الحقائب وعدم السفر احتجاجا على احتجازهم دون ان يظهر مسئولون لتوضيح ما يحدث بينما طالب البعض بالخروج فى مسيرة من المطار الى مجلس الوزراء للمطالبه بتشكيل لجنة تحقيق فى ما حدث ومحاسبة المسئول عن مهزلة الإضراب. الاجتماعات المتناثرة انتهت إلى جمع البيانات وتوقيع نحو 120 راكب على ثلاث مذكرات للشكوى لرفعها لرئيس الوزراء للتحقيق في أحداث الاضراب والمطالبة بتعويضات للمتضررين من عدم السفر فى مواعيدهم لكن محام تزعم المطالبة بمقاضاة الحكومة وقال ان إنهاء الاضراب بدون تحديد المسئول عن الازمة ومحاسبته يعد تلاعبا بالمال العام لان شركات الطيران ستقاضى الحكومة وتحصل على تعويضات من أموال الشعب، وخطب فى الركاب فى مشهد فريد بأن التعويضات يجب ان يدفعها المسئول عن الازمة وليس الشعب. ولايبدو ان هذه الاجتماعات ستخمد سريعا رغم إنتظام الرحلات حيث اكد رئيس الشركة الوطنيه مصر للطيران حسين مسعود ان إنتهاء تداعيات أزمة تكدس الركاب لن يكون قبل ثلاثة أيام من بدء فك الاضراب الذى دخل حيز التنفيذ فى السادسة مساء الخميس واشار انه يتوقع نقل كل الركاب العالقين مع نهاية الأحد وذلك بسبب اضطراب جداول عمل الطيارين وإحتجاز طائرات خارج القاهرة وقال ان لديه اكثر من عشرين طاقم طيارين وضيافة تجاوزت ساعات احتجازهم خارج القاهرة الساعات المسموح بها وفقا لقانون الطيران ولا يسمح بعملهم اي ساعات اضافية لسلامة الطيران ما يشكل مشكلة أخرى تعوق فاعلية التحرك اضافة لوجود مئات الركاب فى المطارات الدولية كان مفترض ان تنقلهم الشركة والى القاهرة وظلوا عالقين في الخارج. ووفقا لمسعود فإن الشركة تناور بطرازاتها المختلفة لنقل الركاب المتكدسين فى القاهرة وفى المحطات الدولية بالخارج واشار الى إتصالات مكثفة بين سلطات الطيران المصرية ونظيرتها فى النقاط التى بها تكدس لتعديل الطرازات بشكل إستثنائى لنقل الركاب العالقين. واضاف ان الخسائر بعضها مباشر برد قيمة تذاكر ونقل الركاب من المحافظات الى القاهرة وبعضها غير مباشر بقيمة ايرادات كان من المفترض تحصيلها ولم يحدث مع انخفاض المبيعات وإلغاء الحجوزات مع إستمرار مصاريف الصيانة والخدمات التى قدمت للطائرات بالمطارات البديله. على الجانب الآخر إرتبكت الحركة فى صالات الوصول لإستقبال الرحلات التى ظلت معلقة فى المطارات الخارجية بعد ان قررت بعض الشركات الأجنبيه تعليق رحلاتها لحين فتح المطار بشكل طبيعى بينما تتابع وصول عشرات الرحلات التى كانت قد سبق تحويلها للهبوط فى مطارات أخري بعد ان منع المراقبون هبوط الطائرات القادمة من الرحلات الدولية فى القاهرة وتحويلها الى مطارات الإسكندرية وشرم الشيخ والاقصر واسيوط والتى أدت الى تشرد المئات من الركاب بين المحافظات واضطرت شركات الطيران لحجز ركابها فى فنادق بشرم الشيخ والأقصر بينما قامت شركات أخرى بنقل الركاب من اسيوط والاسكندرية بالحافلات. وكان وزير الطيران المدنى لطفى كمال فى تصريحات للتحرير أكد ان الاضراب انتهى دون الإستجابة لزيادات مالية للمراقبين فيما قدر الخسائر الأوليه للشركة الوطنيه وحدها عن اول يوم بثلاثة ملايين دولار.