لعب داعش على وتر "أزمات الأقليات المسلمة" بآسيا في إطار "من يحمي المسلمين من بطش أعدائهم".. وبدأ تجنيد عناصر جديدة أسهمت في تمدد التنظيمات بشكل يسير وسريع في آن معا تفجيرات مروعة ومشاهد دامية، كانت الملامح الأبرز في سلسلة الهجمات التي استهدفت سريلانكا وأثارت فزع العالم، حيث أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 شخص ونحو 500 مصاب، وخلفت العديد من التساؤلات خصوصا بعد تبنى داعش هذه الأعمال الإرهابية، كيف وصل التنظيم الإرهابي لآسيا؟ وهل هي قبلته الجديدة؟ فوفقا للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية تمثل منطقة جنوب شرق آسيا ثاني أعلى منطقة لانتشار توجهات تدعيم المتطرفين، وزاد انتشار مثل تلك الآراء بعد عام 2007، وتشير الأبحاث إلى أن ضعف داعش في سوريا والعراق في الفترة الأخيرة جعل التنظيم يوجه قبلته نحو قارة آسيا. ثلاثي الرعب في جنوب شرق آسيا أحد أهم أسباب تزايد الإرهاب في آسيا هو استغلال الجماعات الإرهابية، الخلافات بين الدول الثلاث: الفلبين، وإندونيسيا، وماليزيا، حول مسائل سياسية تتعلق بالسيادة والحدود الجغرافية، الأمر الذي سهل المهمة لتنقل المسلحين بين الدول الثلاث، خاصة أن جماعات إسلامية تنشط في المناطق الحدودية، ثلاثي الرعب في جنوب شرق آسيا أحد أهم أسباب تزايد الإرهاب في آسيا هو استغلال الجماعات الإرهابية، الخلافات بين الدول الثلاث: الفلبين، وإندونيسيا، وماليزيا، حول مسائل سياسية تتعلق بالسيادة والحدود الجغرافية، الأمر الذي سهل المهمة لتنقل المسلحين بين الدول الثلاث، خاصة أن جماعات إسلامية تنشط في المناطق الحدودية، مستغلة غياب التنسيق الأمني، وفقا لبحث أعده مركز سمت للدراسات بعنوان " الإرهاب ينبت في آسيا". واعتمدت التنظيمات الإرهابية في انتشارها بآسيا على عدد من الشخصيات التي عُرفت في أوساط الجماعات الإسلامية بأنها مرجعية حركية ولها شعبية كبيرة بين الأوساط الإرهابية، من بينهم "بحرون نعيم" الذي أسهم في تمدد التنظيم بشكل ملحوظ في إندونيسيا، و"محمد علي تامباكو"، و"عثمان باسط عثمان" في الفلبين، وهما من أكثر العناصر الإرهابية المتخصصة في صنع القنابل، فضلا عن اعتماده على مقاتلين عائدين من سوريا والعراق قدروا بعشرات الآلاف. أهداف داعش في آسيا بعد هزيمة داعش العسكرية في الشرق الأوسط، عبر بعض من عناصر التنظيم، لمناطق صراع جديدة، ليركز على أهداف بعينها، أبرزها تمثلت في 25% من الأعمال الإرهابية والنصيب الأكبر استهداف الجيش، و20% استهداف الشرطة، و20% الأعمال التجارية، و15% استهداف مدنيين، و10% الأماكن الدينية، و10% أخرى وفقاً للمركز العالمي لمكافحة التطرف. تشير دراسة بعنوان "الإرهاب يتجه شرقاً"، إلى أن اتجاه داعش لجنوب شرق آسيا هو تحول في استراتيجيته، وتحول أهدافه من إقليمية لعالمية، مع تخوف عدة تقارير أوروبية من تزايد عدد العمليات الإرهابية في العالم الفترة المقبلة. وأهم أسباب تحول داعش لآسيا، هو إثبات وجوده بعد الهزائم التي تلقاها في معقله، ورغبة في توسيع نفوذه بالخارج، للتأكيد على احتفاظه بقوته ونفوذه، وذلك رأيناه بعدما طل علينا البغدادي في ظهور نادر له يهدد بقوة التنظيم، كما يعد الانتقام من هزائمه أحد أهم الأسباب لزيادة هجماته الإرهابية في معاقله الجديدة، وأيضا كسب ثقة المزيد من الأنصار في آسيا ومبايعة الجماعات المتطرفة، حيث بايعت داعش حتى الآن 22 جماعة إرهابية في جنوب شرق آسيا. آسيا الوسطى والفراغ الأمني يعد الفراغ الأمني في دولة أفغانستان أحد أهم الأسباب التي أدت لزيادة عدد المقاتلين في المنظمات الإرهابية خصوصا في آسيا الوسطى، وتظهر ملامح ومؤشرات انتشار الإرهاب في منطقة آسيا الوسطى وفقاً لبحث بعنوان "تصاعد مخاطر الإرهاب في دول آسيا الوسطى"، من خلال ثلاثة مستويات، مرتبطة بخريطة أبرز التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة، حيث تعتبر "حركة أوزبكستان الإسلامية" واحدة من أبرز التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في منطقة آسيا الوسطى، حيث يمتد نفوذها في وادي فرغانة الذي تتقاسمه كل من أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، واتساع نطاق الهجمات الإرهابية من قِبل العناصر التي تعتنق أفكار تلك التنظيمات، وكذلك التدابير التي اتخذتها دولها للحد من التمدد الإرهابي. لماذا سيزيد الإرهاب في آسيا؟ تشير الدراسات إلى أن الضعف الأمني والثغرات الحدودية سهلت مهمة داعش في آسيا، وأهم أسباب تزايد قوته في جنوب شرق آسيا؛ هو استثماره النزاعات المسلحة بين الجماعات الإرهابية والحكومات.. لذلك سيكون سهلا على داعش تقديم نفسها كزعيم للمجموعات الإرهابية المتفرقة هناك، كما استغل تنظيم داعش الفقر وحول مبالغ مالية للتنظيمات الإرهابية لتوزيعها على الفقراء لاكتساب دعمهم، كما أن الفراغات الأمنية الحدودية بين دول جنوب شرق آسيا تسهم في حرية التنقل لهم. ولعب داعش على وتر "أزمات الأقليات المسلمة" بدول آسيا، وتدخل في إطار "من يحمي المسلمين من بطش أعدائهم"، حيث بدأ تجنيد عناصر جديدة، أسهمت في تمدد التنظيمات بشكل يسير وسريع في آن معًا وفقاً لمركز سمت للدراسات.