أهالي واحة سيوة لديهم طقوس وعادات تميزهم عن غيرهم أبرزها الاحتفال بالصبية الصائمين الجدد بين أهالي القرية.. وكذلك اللجوء إلى المساجد لسماع دروس الوعظ والإرشاد على بعد 830 كم من القاهرة، تقع واحة "سيوة"، الساحرة والغنية بالعديد من الثروات الطبيعية، والكنوز، وأيضا الطقوس والعادات والتقاليد التي يتبعها أهلها، والتي تميزهم عن غيرهم.. لذلك لم يكن مستغربا على الإطلاق أن تكون الواحة، محور اهتمام الأديب الكبير بهاء طاهر، ليكتب عنها روايته الخيالية "واحة الغروب"، المبنية على حدث واقعى بسيوة فى القرن التاسع عشر وباقى الأحداث خيالية، والتي تحولت إلى عمل درامي تم عرضه في رمضان، والتي تدور أحداثه في نهايات القرن التاسع عشر مع بداية الاحتلال البريطاني لمصر. ويشكل محور الأحداث في الرواية ضابط البوليس المصري محمود عبد الظاهر، الذي يتم إرساله إلى واحة سيوة كعقاب له بعد شك السلطات في تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي، ويصطحب الضابط معه زوجته الأيرلندية كاثرين الشغوفة بالآثار التي تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا في عالم ويشكل محور الأحداث في الرواية ضابط البوليس المصري محمود عبد الظاهر، الذي يتم إرساله إلى واحة سيوة كعقاب له بعد شك السلطات في تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي، ويصطحب الضابط معه زوجته الأيرلندية كاثرين الشغوفة بالآثار التي تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا في عالم جديد شديد الثراء يمزج بين الماضي والحاضر، ويقدم تجربة للعلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنساني والحضاري. طقوس أهالي سيوة في رمضان لأهل واحة سيوة، طبيعة خاصة في ممارسة طقوسهم خلال المناسبات والأعياد والاحتفالات تختلف عن الجميع بحكم النشأة والعادات والتقاليد التي تربوا عليها، وهو ما يظهر جليا في استعدادهم لاستقبال شهر رمضان الكريم، والذي يعتبر أشبه بمناسبة خاصة لدى سكان الواحة. في البداية يقول محمد عمران جيري، الباحث في التراث السيوي ومن قبيلة أغورمي بسيوة، أن واحة سيوة يوجد بها أكثر من 11 قبيلة، تتكون كل قبيلة من شيخ القبيلة ومجلس العقلاء وأفراد القبيلة ويوجد بها "البراح" ويقصد به »المتحدث الرسمي«، منوها أنه رغم تعدد القبائل إلا أن المجتمع السيوي مجتمع مترابط ونسيج واحد وتربطه قيم وعادات وتقاليد، لافتا أن هناك 35 ألف نسمة تقطن سيوة حاليا. يكمل الرجل الثلاثيني، المجتمع السيوي خليط بين الأمازيغ والبدو، والثقافة أقرب إلى الثقافة الأمازيغية، مشيرا إلى أن هناك طقوسا للمواطن السيوي في شهر رمضان الكريم تختلف عن الأيام العادية. التمور والألبان وحشيش الليمون يضيف جيري ل"التحرير"، أن أهل الواحة حريصون طوال الوقت على آداء الصلاة، وفي شهر رمضان الكريم يتناولون التمور أو الألبان مع الإفطار،ثم يذهب أهل الواحة لتأدية الصلاة في المساجد، ثم العودة لتناول الوجبة الرئيسية والتي تتنوع ما بين الدواجن أو اللحوم، منوها أنه نادرا ما يلجأ المواطن السيوي إلى اللحوم، ويتناول مشروبات يتم زراعتها في سيوة مثل التمور والعرقسوس والكركادية وعشب يسمى "حشيش الليمون"، مشيرا إلى أن وجبة الملوخية تعد أحد أشهر الوجبات الرئيسية في شهر رمضان الكريم. الطرق الصوفية يضيف الباحث في التراث السيوي، أن أهالي واحة سيوة يغلب عليهم الوازع الديني، لارتباطهم بطريقتين في التصوف وهما الطريقة المدنية الشاذلية للشيخ ظافر المدنى والطريقه السنوسية، وهما طريقتان يعتمد أهلهما على الكثير من الذكر وتلاوة القرآن والتواد والتراحم بين أهل كل من الطريقتين، مشددا أن المواطن السيوي شخص يمتاز بالحياء والأدب الشديد، ولا يتلفظ بألفاظ خارجة، ولا يوجد مفطر في رمضان، ولا يوجد أغاني أو صخب أو ضوضاء، بل يلجأ المواطن السيوي إلى حفظ القرآن الكريم والابتهالات وسماع الدروس في المساجد، كما يتجمع أهالي الواحة في كثير من الأحيان ليلا لشرب الشاي برفقة بعضهم البعض، قائلا "مفيش حاجة اسمها مقاهي في الواحة ولكن أجواء روحانية تناسب الشهر الكريم". يكمل،"قديما، كان أهل سيوة يتجمعون فيما بينهم في ليلة القدر، في المساجد ودار المناسبات للمشاركة في الإفطار وحضور دروس الوعظ والإرشاد عن ليلة القدر وفضلها". "قديما وقبل انتشار وسائل الإعلام كان أهالي الواحة يعلمون بحلول شهر رمضان من خلال ارسال إشارة إلى قسم الشرطة، والذي يبلغ بدوره أهالي الواحة، لتبدأ طقوس الشهر الكريم"، بحسب عمران جيري الاحتفاء بالصبية الصائمين الجدد يواصل الرجل الثلاثيني حديثه، من الطقوس الرمضانية بسيوة، الاحتفاء بالصبية الذين نجحوا فى الصيام هذا العام للمرة الأولى، ويعد هذا عيداً لدى الصبية الصائمين الجدد كنوع من التحفيز والتشجيع لهم، ولا يتسحرون أيضاً لكثرة العزومات من الأهل والأقارب بالفرحة بالصائم الجديد فى العائلة، كما يتم منح الصائم الجديد من صبية الواحة نقوداً توزع من الخال والعم والأشقاء على الصبية الذين يصومون لأول مرة، لافتا إلى أن الطفل الصائم للمرة الأولى يتكالب عليه أهله وجيرانه من أجل استضافته لتشجيعه، وكان الجميع يتنافس لتجهيز وجبات له، وكنوع أيضا من التشجيع كان يتم تجهيز سلة من المخبوزات له أثناء عيد الفطر ومنحها للصائمين الجدد ومن استطاعوا استكمال شهر رمضان الكريم، أثناء الصلاة المسحراتي ويقول المهندس يوسف جيري مدير مركز سيوة لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي، أحد أبناء نفس القبيلة، إن أهالى سيوة متدينون بالفطرة، لذا يتعاملون مع شهر رمضان بإجلال وورع. يضيف يوسف ل"التحرير"،أن المسحراتي كان يعد من أبرز طقوس رمضان في سيوة، حيث كان يطوف بين أبناء الواحة ويصيح بأعلى صوته لكي يستيقظوا من نومهم لتناول السحور، وكان يأخذ قطع خبز مقابل ذلك، ولكن بدأ ذلك الأمر يندثر تدريجيا منذ منتصف التسعينيات حتى تلاشى نهائيا، كما أن بعض أهالي سيوة مازالوا يحتفظون بطقوس رمضانية خاصة، مثل تجمع الأهالي مع بعضهم البعض لتناول الإفطار، مشيرا إلى أن أهالي سيوة يفطرون على التمر ثم يذهبون إلى صلاة المغرب فى المسجد ثم يعودون لتناول باقي وجبات الإفطار وتعد واحة سيوة منبع البلح والتمور، حيث يتم تشكيل العديد من الأصناف هناك، منها «التمور والعجوة والدبس،والبلح المغطى بالشوكولاتة، والعلف، وآخرهم هو الخل»، ومن أهم الأكلات الملوخية السيوى والأرز بأصنافه والمكرونة واللحوم. طقوس أهالي الجارة ويضيف، بعض أهالي الواحة مازالوا يحتفظون بعادات وتقاليد سابقة، مثل أهالي منطقة الجارة التابعة لسيوة، وهي منطقة تبعد عن سيوة نحو 120 كيلو مترا، وعدد سكانها محدود وتوجد في حيز جغرافي محدد، وهو ما يجعلهم يحافظون على العادات والتقاليد التي ورثوها في الثمانينات، مثل طقوس الأفراح والمناسبات والأعياد.