واحة سيوه هي إحدى واحات مصر بصحرائها الغربية، أهلها ينحدرون من قبائل الأمازيغ بالصحراء الكبرى في شمال أفريقيا، ولهم عادات وتقاليد مختلفة ومتفردة والتي تمثل ثراء لكل مجتمع، ما أن تصل إلى سيوه حتى تستشعر عبق التاريخ وجمال الطبيعة، حيث الحدائق الغناء وعيون المياه الرقراقة. وأول ما يلاحظه الزائر لسيوه هو كثرة المساجد في كل أرجائها، فأهل الواحة متدينون على سجيتهم وفطرتهم السمحة، ولشهر رمضان المعظم في سيوه طقوسًا جميلة، حيث يبدأ الاستعداد له من شهر شعبان، وتبدأ التجهيزات في إحضار المتطلبات للشهر الكريم، وأهم ما يميز سيوه قديمًا هو عدم الإسراف، فلم تكن الوجبات بها تنوع في الأصناف، وإنما كانت صنفًا أو صنفين. وكانت الأصناف تتكون من الأرز والعدس، أو الأرز والفول، والفتة، ولم تكن اللحمة أساسية في الوجبات، وكان يتم الإفطار على التمر بصوره المتعددة، حيث يعمل على ترطيب الجوف، ويساهم في تعويض السكريات التي يفقدها الجسم طول ساعات الصيام. وعرفت سيوه المسحراتي الذي كان يقوم بالعمل على إيقاظ الصائمين من خلال حمله للدف، ويقوم أصحاب المنازل من خلال الأطفال بمنحه قديمًا الخبز والشعير والقمح، كما كان يقوم بدور المسحراتي المنشدين في المساجد لإيقاظ الناس للسحور. أما عن الأطفال والصيام، فعندما يصوم الطفل لأول مره يقوم الأقارب والجيران بدعوته للإفطار معهم، كما تقوم السيدات بطهي الدجاج البلدي الذي يتم تربيته في المنزل، ويتم طهيها دون تقسيمها ويقومون بسلق البيض وعمل الرقاق الطري وتوضع الدجاجة في الرقاق بصينية وحولها البيض المسلوق، وتقوم إحدى السيدات بالتقسيم فتقوم بتقطيع الدجاجة، وبوضع كل قطعة لحم وبيضة داخل قطعة من الرقاق، وهكذا ويتم توزيعها على السيدات الحاضرات وعلى الأولاد أصحاب الصائم. كما يتم أعداد بعض المخبوزات والمأكولات للطفل الصائم، حتى يقوم بتوزيعها على المصلين بصلاة العيد، وحاليًا يقوم الطفل الذي يصوم لأول مره بتوزيع النقود.