اقتربت لحظة إسدال الستار على ملف التحقيقات التي يقودها روبرت مولر بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، وذلك بعد تسليم تقريره النهائي للمدعي العام رسم المحامي الخاص روبرت مولر ملامح النهاية في القضية الشائكة والمثيرة للجدل الخاصة بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي أتت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد عامين تقريبا من التحري والاستجوابات. وسلم مولر تحقيقه لوزارة العدل والمدعي العام وليام بار، والذي من المقرر أن يقيم مدى أهمية المعلومات التي جمعها المحامي الخاص طيلة العامين الماضيين، كما سيقوم بإطلاع الكونجرس عليها؛ للبت بشكل رئيسي في القرار النهائي بشأن الأزمة الممتدة منذ منتصف عام 2016. وعلى مدى ثلاثة أعوام تقريبا، لم تفارق اتهامات التقارب المثير للشك بين ترامب والروس، أذهان محققي مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، ومن بعدهم روبرت مولر، الذي استطاع الكشف عن العديد من التفاصيل الخاصة بعلاقة الرئيس الأمريكي بمسؤولي موسكو. ماذا يُخبئ روبرت مولر للرئيس الأمريكي في 2019؟ وأكد العديد من وسائل وعلى مدى ثلاثة أعوام تقريبا، لم تفارق اتهامات التقارب المثير للشك بين ترامب والروس، أذهان محققي مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، ومن بعدهم روبرت مولر، الذي استطاع الكشف عن العديد من التفاصيل الخاصة بعلاقة الرئيس الأمريكي بمسؤولي موسكو. ماذا يُخبئ روبرت مولر للرئيس الأمريكي في 2019؟ وأكد العديد من وسائل الإعلام الدولية، ومنها شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أن تقرير مولر النهائي، الذي تم تسليمه منذ ساعات قليلة للمدعي العام في الولاياتالمتحدة، لم يتضمن أي اتهامات جديدة ضد ترامب أو عائلته أو مستشاريه الذين عملوا في البيت الأبيض أو كانوا من قائدي حملته الانتخابية في 2016. وعلى الرغم من أن قائمة الاتهامات التي أعدها مولر لم تتضمن جديدا، فإن ما استعرضته وسائل الإعلام الدولية على مدى العامين الماضيين من اتهامات مختلفة ضد ترامب، قد يكون كافيًا لإدانة الرئيس الأمريكي أو على الأقل إحراج موقفه السياسي بما لا يخدم مصالحه في الفوز بولاية رئاسية جديدة في الاستحقاق الديمقراطي عام 2020. الاتهامات التي بدأت شرارتها الأولى في يوليو عام 2016، حينما أخبر جورو بابادوبولوس، مستشار حملة ترامب في ذلك الوقت، دبلوماسيا أستراليا بتدخل الروس في الانتخابات، وهو الأمر الذي تسرب إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية، الذي أبلغ بتفاصيل اختراق بريد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الإلكتروني في ذلك الوقت. وبطبيعة الحال دعمت تحريات الاستخبارات المركزية CIA تلك المزاعم، عندما اكتشف مسؤولوها اختراق الروس رسائل جون بوديستا، رئيس حملة كيلنتون، لتبدأ سلسلة لم تُغلق حتى الآن من الاتهامات الموجهة لترامب وحملته الانتخابية. لماذا طلب ترامب من وزير العدل تقديم استقالته؟ ومع تولي روبرت مولر مهام التحقيقات حول التدخل الروسي في مايو 2017، بدأ الاعتماد على تكتيك جديد يضمن تحويل العديد من الأشخاص الذين كانوا قريبين من ترامب إلى شهود إدانة بعد الاعتراف بمخالفاتهم القانونية، وهو الأمر الذي اتبعه مع مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، والذي اعترف بتضليل FBI في ما يتعلق بمعلوماته عن التدخل الروسي، والتواصل مع سفير موسكو في واشنطن خلال منتصف عام 2016. الأسلوب نفسه استخدمه مولر في التعامل مع مايكل كوهين، وهو المحامي الشخصي السابق لترامب، حينما اعترف بتواصل عائلة الرئيس مع الروس بشأن مشروعات تجارية بموسكو، كما كشف عن لعبه دور الوساطة بين مؤسسة ترامب التجارية وموسكو، بل والحصول على تمويل من بنك VTB الروسي، الذي كان ضمن قائمة الكيانات المشمولة بعقوبات واشنطن التي أقرها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. لم تتوقف إسهامات كوهين عند ذلك الحد، بل امتدت لتكشف عن تفاصيل كاملة لمحادثات الرئيس الأمريكي مع الروس خلال الفترة التي سبقت خوضه السباق الرئاسي، وهو الأساس الذي أقام عليه روبرت مولر تقريره النهائي، حسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز. وخلال العام الماضي، أصبح واضحًا أن مولر يملك ما يمكن الاستناد إليه في إدانة ترامب، وهو ما ساعده في توجيه اتهامات التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ل13 مواطنًا و3 كيانات روسية، فضلا عن اتهامه 12 عضوا من وحدة التجسس الروسية GRU بالتدخل في الانتخابات. وحاول مولر لمس العديد من التفاصيل التي أشار إليها مكتب التحقيقات الفيدرالية، وأهمها ضلوع شبكة فيسبوك كأداة رئيسية في أيدي الروس للتأثير فى مجريات الانتخابات في 2016، وهو الأمر الذي دفعه لمطالبة المنصة التكنولوجية بالحصول على معلومات دقيقة عن الحملات الإعلانية الروسية.