الضحية تشاجر مع ابنته قبل الواقعة وسدد لها عدة طعنات وسكب على نفسه البنزين وأشعل النار.. وصديقه: «محدش هيقول عليه وحش كان مسجل خطر بدرجة إنسان ومات وسره معاه» ممرات وحارات ضيقة تنم عن ضيق ذات يد قاطنيها، سيارات قديمة، مطبات طرق، أرصفة متهالكة، وبيوت سقفها مصنوع بألواح خشبية كلها متشابهة على امتداد الطريق، يعيش سكانها تحت سماء ملبدة بالغيوم.. تسمع ضجيجا خافتا، في الخلف أناس يراقبونك من بين فراغات الستائر وصبية تقف على ناصية الشارع، ثمة خطب أو سر يصعب فهمه في منطقة العزبة بروض الفرج. «خالد عاطف» صاحب ال49 عاما، المعروف لدى سكان المنطقة ب«شقاوة»، حيث التصق اللقب به منذ صغره والغالبية منهم لا يعرف حتى اسمه الحقيقي، متزوج ولديه من الأبناء خمسة، ويعمل في ورشة صغيرة لتنظيف السيارات لتوفير نفقات أسرته. يوم الواقعة نشبت مشاجرة بينه وبين ابنته صاحبة ال18 عاما سرعان ما تطورت حتى اعتدى عليها بسلاح أبيض وسدد لها عدة طعنات خرجت للشارع تصرخ وتستنجد بالمارة، وبعدها عثر عليه جثة متفحمة بعدما أشعل النار في جسده. الأجواء كانت تبدو عادية في شارع مستشفى اليوم الواحد صباح الأربعاء الماضي، حتى سمع طفل صغير من يوم الواقعة نشبت مشاجرة بينه وبين ابنته صاحبة ال18 عاما سرعان ما تطورت حتى اعتدى عليها بسلاح أبيض وسدد لها عدة طعنات خرجت للشارع تصرخ وتستنجد بالمارة، وبعدها عثر عليه جثة متفحمة بعدما أشعل النار في جسده. الأجواء كانت تبدو عادية في شارع مستشفى اليوم الواحد صباح الأربعاء الماضي، حتى سمع طفل صغير من أبناء الجيران صوت بكاء وصراخ ابنة «خالد» الكبرى مصابة بعدة طعنات وفي حالة إعياء شديدة، بعدها صعد الجيران لشقة والدها أعلى السطح ليعثروا على جثته متفحمة بعدما سكب على نفسه البنزين وفشلوا في إنقاذه. «التحرير» كانت هناك ورصدت شهادة جيران وأصدقاء «شقاوة»، لكشف ملابسات الواقعة، حيث ارتسم الحزن على وجوه الجيران في العزبة الفقيرة. إبراهيم.م، صاحب محل لبيع زيوت السيارات وأحد جيران الضحية، قال بنبرة لا تخلو من الحزن «كان لسه معايا من يومين وعدى على المحل وسلم عليَّ كأنه بيودعني»، وتابع: «عم شقاوة الله يرحمه كان طيب وجدع ماكنش بيسيب واجب هنا في المنطقة، ولما كان يشوف خناقة بين حد يتدخل علطول ويحل المشكلة ويصلح الطرفين.. بس أنا ماعرفش عمل كده ليه السر عند الله». انتحار عامل شنقًا داخل مسجد في المنوفية شاب من أهالي المنطقة يحكى عما دار يوم الواقعة: «شقاوة ساكن في الشارع اللي بعدنا علطول في الدور الأخير فوق السطوح، ويوم الأربعاء حصلت مشكلة بينه وبين بنته ضربها بمطواة أو سكين وبعدها دخل غرفته وسكب على جسده البنزين وولع في نفسه النار وماحدش من الجيران عرف ينقذه، سمعت إن كان فيه خلافات أسرية بس ماحدش عارف السبب.. إحنا كلنا زعلانين عليه لأنه كان كويس وفي حاله». «مغسلة العربيات اللي بيسترزق منها جنب المحل بتاعي علطول وكان راجل كويس ماشوفتش منه حاجة وحشة، وزعلت لما عرفت اللي حصله»، كلمات قالها «أحمد» صاحب محل بقالة، مضيفا: «هو ساكن بعيد شوية وماعرفش عمل ليه كده في نفسه، دي حاجة يعلمها ربنا بصراحة ماكنتش قريب منه لدرجة إنه يحكيلي عن مشاكله، بس اللي أعرفه إنه كان بييجي يشتغل في المغسلة طول النهار يكسب له كام جنيه يروح بيهم لعياله». «مافيش حد هيقولك شقاوة وحش أبدا، لأن الناس كلها هنا بتحبه وتحترمه، وزعلت علي اللي حصله، بالرغم من إنه كان مسجل خطر زمان لأن مشاكله كانت عبارة عن خناقات، بس لا كان بيسرق ولا بلطجي، كان عنده عزة نفس شديدة وإنسانية. شقاوة كان فعلا مسجل خطر بس بدرجة إنسان» بهذه الكلمات يروي «أحمد» صديق المجني عليه بعضا من حكاوي الشقي الطيب. وأضاف الصديق: «هما سموه زمان أيام الشقاوة والخناقات لما كان صغير في السن، بس شهادة لله كان قلبه أبيض وطيب، وأحيانا الألقاب مش بتعبر عن شخصية صاحبها.. هو كان بيشتغل في مغسلة بتاعة عربيات وعنده توك توك بيساعد معاه في مصاريف بيته وولاده الخمسة». «ماظهرتش عليه تصرفات غريبة قبل وفاته وآخر مرة شوفته قبل الحادثة بيومين تقريبا وهو من النوع اللي مش بيحب يحكي كتير ويفضفض لو فيه مشكلة زعلته.. الناس بتاخد فكرة غلط عن المسجلين خطر، بس شهادة لله في أيامه الأخيرة كنت باشوفه دايما بيصوم ويصلي، وكان يحب يساعد الناس وكلهم هنا زعلانين عليه وماحدش عارف هو عمل كده ليه في نفسه، هو مات وسره معاه»، هكذا اختتم صديق «شقاوة» الحديث. كان مأمور قسم شرطة روض الفرج قد تلقى بلاغا من الأهالي يفيد بقيام صاحب مغسلة سيارات بالانتحار بعدما قام بإشعال النيران في جسده، بسبب خلافات مع ابنته التي تبلغ من العمر 18 سنة. «ضربوه بالنار».. مقتل مهندس زراعي داخل موقف دمنهور