شيخ الأزهر يجدد دفاعه عن الفكر الأشعري ويصفه بأنه علاج لأمراض وعلل أصابت الفكر الدينى.. الصوفية: نحن جزء لا يتجزأ من الأشاعرة.. والسلفية: مخالف لنا.. والشيعة: لا يكفروننا جدد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دفاعه عن المذهب الأشعرى الذى يتبناه الأزهر منذ القدم، وذلك عبر مقال له تحت عنوان: "الأزهر وتجديد الفكر الدينى"، مؤكدا أن الأزهر وجد فيه "الفكر الأشعرى" العلاج لأمراض وعلل أصابت الفكر الدينى، وبرر الطيب بأن تمسك الأزهر وعلمائه بالمذهب الأشعرى يفسح المجال لكل المذاهب الكلامية الأخرى. مشددًا على أن الأزهر لا يتبناه تعصبًا لمذهب ولا لإمام من الأئمة، ولكن لأن هذا المذهب لم يكن أمراً مخترعاً أو محدثا فى الدين. وأمام دفاع شيخ الأزهر عن المذهب الأشعرى وتمسك المؤسسة به على مر العقود الماضية، يستعرض "التحرير" خلال هذه السطور، موقف الفرق الإسلامية الأخرى كالسلفية والصوفية والشيعة من الفكر الأشعرى، خاصة أن الأزهر يروج هذا المذهب فى سائر الأقطار المسلمة، باعتباره المظلة الأم للدين الإسلامى ليس فى مصر فحسب بل فى وأمام دفاع شيخ الأزهر عن المذهب الأشعرى وتمسك المؤسسة به على مر العقود الماضية، يستعرض "التحرير" خلال هذه السطور، موقف الفرق الإسلامية الأخرى كالسلفية والصوفية والشيعة من الفكر الأشعرى، خاصة أن الأزهر يروج هذا المذهب فى سائر الأقطار المسلمة، باعتباره المظلة الأم للدين الإسلامى ليس فى مصر فحسب بل فى ربوع العالم العربى والإسلامى. الأشاعرة ليسوا مذهبا فقهيا «الأشاعرة ليسوا مذهبا فقهيا»، هكذا تراه الصوفية، مؤكدين على لسان أحد أئمة وخطباء الصوفية الشيخ أيمن فاروق، بأنهم ليسوا مذهبا ولكنهم يقررون عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما أنهم امتداد لطائفة من أعلام أهل السنة الذين خلفوا الأئمة الأوائل كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل في تصديهم للانحرافات العقدية. وأضاف أحد أبناء الطريقة العزمية، إحدى الطرق الصوفية ل"التحرير"، أنه من أهم هذه المسائل تنزيه الله تعالى وتأويل الصفات التى توهم التشبيه والتجسيم وكذلك الدفاع عن الكثير من القضايا كزيارة الأضرحة والتوسل بالأنبياء والأولياء. وحول علاقة الصوفية بالفكر الأشعرى، علق فاروق قائلا: لم يكن الصوفية مجرد تابعين للأشاعرة بل إن علم التصوف من العلوم التى نهل منها الأشاعرة؛ فقد ذكر أبو المظفر الإسفراييني في كتابه (التبصير في الدين) فصلاً بعنوان: "من فصول المفاخر لأهل الإسلام، وبيان فضائل أهل السنة والجماعة، وبيان ما اختصوا به من مفاخرهم" فذكر منها: التصوف فقال: "وسادسها علم التصوف، والإشارات، وما لهم فيها من الدقائق، والحقائق". الصوفية جزء لا يتجزأ من الأشاعرة وأكد أيمن أن الصوفية ساروا على نفس المنهج بل وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من المنهج الأشعرى، فقد جمع ابن عساكر في كتابه (تبيين كذب المفتري) أعداداً كبيرة من العلماء الأشاعرة قسمها إلى خمس طبقات وترجم لهم باستفاضة، وكل طبقة عبارة عن قرن، فذكر من القرن الرابع الهجرى وحتى القرن العاشر الهجرى وكل طبقة لا تخلو من أئمة التصوف المعروفين ومنهم أبو علي الدقاق. وأبو ذر الهروي، وابن دقيق العيد، والعز بن عبد السلام، وأبو القاسم القشيري، وأبو حامد الغزالي وغيرهم كثير. وتابع: أما بخصوص المسائل التى طرأت على المسلمين فكان للأشاعرة الصوفية دورهم فى الرد عليها، فعلى سبيل المثال حين أنكر ابن تيمية مشروعية زيارة روضة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ألف السبكي كتابه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام)، وكذلك ابن حجر الهيتمي ألف كتابه: (الجوهر المنظم في زيارة النبي المعظم)، وكذلك أحمد دحلان وهو شافعي المذهب، أشعري العقيدة، ألف كتابه: (الدرر السنية في الرد على الوهابية)، والنبهاني، وهو شافعي المذهب، شاذلي الطريقة، أشعري العقيدة، ألف كتابه (شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق)، ونص فيه على أن الأشعرية والماتريدية مذهبان لأهل السنة. خلاف بين السلفية والأشاعرة التلاحم الكبير بين الصوفية والأشاعرة لم يكن على نفس الوتيرة مع السلفية، فأكد الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، أن الأشاعرة فرقة تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، وقد نُقل أنه رجع إلى قول أهل السنة في آخر حياته. "الأشعرية" نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، هي مدرسة إسلامية سنية، اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي. وشدد عبد الحميد ل "التحرير"، على أن المتأخرين من الأشاعرة لا يلتزمون مذهب أبي الحسن الأشعري، بل خلطوا مذهبهم بكثير من أصول الجهمية والمعتزلة، بل والفلاسفة أيضا؛ وخالفوا الأشعري في كثير من أقواله، فهم ينفون صفة الاستواء لله والعلو والنزول واليد والعين والقدم والكلام، وهذه الصفات كلها يخالفون فيها الأشعري نفسه، ولا يصح أن يُنسب إلى مذهب الأشاعرة إلا من التزم منهجهم في العقيدة، أما من وافقهم في بعض المسائل دون بعض فلا يُنسب إليهم. نقاط الخلاف وعن أوجه الخلاف بين السلفية والأشاعرة، قال: "ومن أصول الأشاعرة المخالفة لمنهج السلف الصالح: مصدر التلقي عندهم هو العقل، فقد صرح أئمتهم بتقديم المعقول على المنقول، بينما قدّم السلف المنقول على المعقول، والإيمان عند الأشاعرة هو التصديق، واختلفوا في النطق بالشهادتين، بينما الإيمان عند السلف: قول واعتقاد وعمل". وتابع: "واشتغل الأشاعرة بتأويل نصوص الإيمان خاصة ما يتعلق بإثبات زيادته ونقصانه، وعطلوا آيات الصفات ولم يثبتوا سوى سبع صفات، والاختلاف طويل وعميق بين أهل السنة والأشاعرة، والأشاعرة مخالفون لإمامهم الأشعري الذي ينتسبون إليه، وخير دليل على ذلك كتابه الإبانة". فيما وصف شيخ الأزهر الفكر الأشعرى بأنه يعد انعكاساً صادقاً أميناً لما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعوهم، وأن الأشعرى، رحمه الله، لم يخترع مذهباً جديدا كمذهب الاعتزال أو المذاهب الأخرى التى يسهل على الباحث أن يعثر فيه على أنظار ودقائق تصطدم اصطداما صريحا بنصوص الكتاب والسنة، مشددا على أن ما فعله الأشعرى هو صياغة مذهب عقدى ينصر فيه القرآن والسنة بدلالات العقول، وببيان أن نصوص الوحى تستقيم على طريق العقل. لا يكفرنا وعن موقف الشيعة من الأشاعرة، قال الطاهر الهاشمى، القيادى الشيعى فى حديثه ل"التحرير"، أن الاشاعرة هم مذهب كلامي (عقائدي) من مذاهب أهل السنة والجماعة بل هم السواد الأعظم منهم أخذوا المنحى العقلي في الاستدلال الكلامي بالإضافة إلى الاستدلال بالكتاب ومتواتر السنة واعتمدوا في مباحثهم على تنزيه الله تعالى، فلم يخوضوا في التشبيه والتجسيم والتمثيل كما وقع فيه غيرهم. وأوضح الهاشمى: "المدرسة الأشعرية فيها العديد من الآراء، وهذا لانفتاحهم في علوم المعقولات والمنطق والمدارس الأشعرية القائمة اليوم هي أكثر المذاهب قوة ورصانة عند أهل السنة والجماعة وعلى رأسها الأزهر الشريف حاليا وجامعة القرويين حاليا وجامعة الزيتونة". وعن تكفير الشيعة، علق الهاشمى قائلا: "المذهب الأشعري لا يكفر أحدا من أهل القبلة إطلاقا وعندهم الكافر هو الملحد أو ما أنكر ما هو من الدين بالضرورة أو من كان على غير ملة الإسلام".