بدأت المسيحية بتبشير تلاميذ المسيح في أنحاء متفرقة بداية القرن الرابع حتى صار هناك 5 كراسي رئيسية، ثم حدثت انشقاقات بينهم.. و"التحرير" يستعرض خريطة الكنائس حول العالم تحتفل أغلب الكنائس بعيد الميلاد، في 25 ديسمبر من كل عام، بينما تحتفل بعضها في 7 يناير، حيث تختلف معظم الكنائس حول العالم في بعض الأمور اللاهوتية والطقسية، ورغم تحديد موعد عيد الميلاد في أول مجمع مسكوني بمدينة نيقية في 325م، ليكون يوم 25 ديسمبر من التقويم اليولياني «نسبة ليوليوس قيصر» الذي كان عيدا رومانيا، للاحتفال ب«ميثراس» الشمس، الموافق 29 من شهر كيهك من التقويم المصري القديم «القبطي»، إلا أنه بسبب خطأ في حساب مدة السنة بالتقويم اليولياني، صار فيما بعد موعدين لعيد الميلاد، وقبلها كانت الكنائس اختلفت وانشقت عن بعضها منذ مجمع خلقدونية 451م. شكل الكنيسة قبل الانقسامات بدأت المسيحية في الانتشار على يد تلاميذ السيد المسيح الأوائل، ومع الوقت تشكلت 5 كراسي رئيسية، أولها في أورشليم، حيث كان يعيش السيد المسيح ثم في الإسكندرية وروما وأنطاكية، وتأسس كرسي جديد في مدينة القسطنطينية «اسطنبول» اليوم، بعدما بناه الأمبراطور قسطنطين في بداية شكل الكنيسة قبل الانقسامات بدأت المسيحية في الانتشار على يد تلاميذ السيد المسيح الأوائل، ومع الوقت تشكلت 5 كراسي رئيسية، أولها في أورشليم، حيث كان يعيش السيد المسيح ثم في الإسكندرية وروما وأنطاكية، وتأسس كرسي جديد في مدينة القسطنطينية «اسطنبول» اليوم، بعدما بناه الأمبراطور قسطنطين في بداية القرن الرابع على شط مدينة بيزنطة القديمة ونقل العاصمة من روما في الغرب إلى المدينة الجديدة في الشرق الأوروبي. وقعت مجموعة من الأحداث نتج عنها ما عرف فيما بعد باسم «المجامع المسكونية»، وهو مجلس سجتمع فيه كل أساقفة الكنيسة في الأمبراطورية، لنظر الأمور التي تخص «المسيحية»، أولها مجمع نيقية في 325م، الذي حضره 318 أسقفا من كل انحاء الإمبراطورية، دعا له الأمبراطور قسطنطين بعدما اشتد الخلاف في الإسكندرية، بين أتباع القس أريوس الذي بدأ في تأويل لتعاليم لا تلقى القبول لدى عموم الأساقفة في الكنيسة. مع المجامع بدأ كل كرسي من الكراسي الخمسة الرئيسية يحصل على موضعه، فكانت روما لها المكانة باعتبارها كرسي عاصمة الإمبراطورية، والإسكندرية بسبب قوة مدرستها اللاهوتية والفلسفية، حيث ظهر دور الشاب أثناسيوس ابن تلك المدرسة والذي اصطحبه بابا الإسكندرية رقم 19 ألكسندروس، وتصدر الشاب الصغير مشهد المجمع، وساهم بقوة حجته في عزل أريوس وأفكاره. في ثاني المجامع بمدينة القسطنطينية 381م، بدأت بوادر الخلافات، حين طلب داماسوس، بابا روما من الأمبراطور الجديد ثيؤدسيوس حفيد قسطنطنين، بعقد مجمع في روما لمناقشة بدعة مقدونيوس، عام 379م، فوافق بعد عامين بعقد المجمع في القسطنطينية، فلم يذهب داماسوس وقطاع من الأساقفة التابعين له، فكان عدد الحضور 150 أسقفا هم نصف الحضور في نيقية. الانشقاقات الكبيرة في عام 451م، انشق كرسي الإسكندرية عن بقية الكراسي، بسبب خلاف بابا الإسكندرية ديسقورس مع لاون بابا روما وتبادلا إصدار الحرومات تجاه بعضهم، وصارت تعرف كنيسة الإسكندرية فيما بعد باسم «القبطية الأرثوذكسية»، وكملة أرثوذكسية تعني الطريق المستقيم، وأصبح يطلق عليها ومن يدور في فلكها من كنائس لقب «اللا خلقدونية»، أي التي لا تعترف بقرارات المجمع وأبرزها أن السيد المسيح له «طبيعتين»، بل يرون أن له «طبيعة واحدة»، وكل الكنائس التي تنادي بطبيعة وطبيعتين تقول إنه له «ناسوت ولاهوت». في 1054م كان الانشقاق الثاني بين الكنائس «الخلقدونية»، عندما انشق كرسي القسطنطينية عن كرسي روما وصارت تعرف القسطنطينية باسم «الروم الأرثوذكس»، وروما باسم «الكاثوليكية»، ومعنها «الجامعة». كنيسة روما الكاثوليكية، حدث بها انشقاقين فيما بعد بالقرن ال16، الأول بخروج حركة الإصلاح الديني في ألمانيا على يد الراهب مارتن لوثر، ونتج عنه المذهب البرتسستانتي، أي المحتجون، في عام 1529م، وظهر مصلحين آخرين مثل جون كالفن في سويسرا، وزوينجلي. الانشقاق التالي كان لكنيسة انجلترا في عهد الملك هنري الثاني، عام 1533م، والتي اتخذت طريقا وسط بين مارتن لوثر ومذهبه الجديد، والمظهر التقليدي للكنيسة الكاثوليكية في روما. التقسيمة المذهبية بعد هذه الانشقاقات صارت هناك تقسيمات عقائدية، وعرقية داخل الكنائس المسيحية، إلا أن هذه الكنائس يجمعها أمر واحد وهو الإيمان بقانون الإيما المسيحي الذي وضع في مجمع نيقة 325م. العقائدية يقصد بها ما هو مرتبط بالأمور اللاهوتية وتنقسم إلى كنائس تقليدية وكنائس غير تقليدية. كنائس تقليدية: الأرثوذكسية اللاخلقدونية، الأرثوذكسية الخلقدونية، الكاثوليكية كنائس غير تقليدية: الكنائس البرتستانتية، والكنيسة الإنجليكانية الأسقفية. العرقيات التابعة لكل كنيسة كل كنيسة سواء من الكنائس التقليدية أو غير التقليدية، لها عرق مؤسس لها، إلا أن كل واحدة منها صارت منتشرة في جميع دول العالم اليوم. 1- الأرثوذكسية (اللا خلقدونية) أساسها كنيسة الإسكندرية (الأقباط أو المصريين)، ومعها، كنيسة إثيوبيا، كنيسة أنطاكية (السريان)، كنيسة الهند، كنيسة إريتريا، كنيسة الأرمن. 2- الأرثوذكسية (الخلقدونية) أساسها كرسي القسطنطينية (استنبول بتركيا اليوم) وتعرف باسم كنيسة الروم الأرثوذكس، ومعها كنيسة روسيا وكنيسة اليونان. 3- الكنيسة الكاثوليكية مقرها الرئيسي روما، العرقية الأساسية المكونة لها (اللاتين) أي من هم من أصول أوربية ومعهم الكنائس في أمريكا الجنوبية، وانضمت لها عرقيات أخرى في المشرق مثل، بعض الأقباط في مصر، المارونيين في لبنان، بعد السريان في سوريا، بعض الأرمن في أرمينيا، الكلدانيين والأشوريين في العراق، الروم من الذين كانوا في القسطنطينية. 4- البرتستانتية هي المعادل المسيحي لانتشار الثقافة الفردية بعد الثورة الصناعية، بدأ انتشارها في غرب أوروبا بداية من ألمانيا وما حولها من بعض الدول، ومنتشرة في أغلب دول العالم، ليس لديها طقوس بعينها، وفي داخلها طوائف وكنائس مختلفة، في كل بلد بالعالم. 5- الأنجليكانية أساسها انجلترا لكنها، منتشرة أيضا حول العالم ولها أتباع في أمريكا، وكندا، ومصر، وجنوب إفريقيا، وغيرها من الدول، ورئيسها، هو رئيس أساقفة كانتربيري في انجلترا. الاحتفال بعيد الميلاد يحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، كل الكنائس الكاثوليكية حول العالم، وكنيسة اليونان الأرثوذكسية أحد فروع الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية (الروم)، والكنائس البرتستانتية حول العالم عدا مصر، والكنائس الأسقفية الإنجليكانية. أما يوم 7 يناير فتحتفل فيه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومعها كنائس السريان الأرثوذكس، وإثيوبيا وإريتريا، والهند، وكنيسة روسيا أحد فروع الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية (الروم)، ومعها كنائس جورجيا وأكرانيا الأرثوذكسية، والكنيسة البرتستانتية في مصر «القبطية الإنجيلية»، باعتبارها كنيسة مصرية محلية.