عدة عائلات فنية كان لها تأثير بالغ في الساحة بمصر على مدى تاريخ السينما المصرية.. بالطبع من بينهم "آل عرفة".. الأب المخرج سعد عرفة ونجلاه الشقيقان شريف وعمرو عرفة بعد ما يزيد على 12 عامًا قضاها المخرج والمؤلف سعد عرفة (ولد في 1 إبريل 1923 - توفي في 1 يوليو 1998) كملاحظ سيناريو ومساعد مخرج منذ نهاية الأربعينيات، في أعمال سينمائية منها: "حب وجنون، هدى، المليونير، شاطئ الغرام، حبيب قلبي، المنتصر، جعلوني مجرمًا، معجزة السماء"، منحته شركة أفلام الشمس (أ. جبور)، فرصته كمخرج للمرة الأولى، من خلال فيلم "لقاء في الغروب" (1960) من تأليفه وبطولة رشدي أباظة ومريم فخر الدين وعدلي كاسب، وبعدها انطلقت مسيرته التي تجاوزت ال30 عملًا إخراجيًا، بينها 13 شارك في كتابتها، و4 من إنتاجه. وقدم سعد عرفة مشوارًا سينمائيًا مميزًا طوال 3 عقود، ومن أشهر أفلامه: "إجازة صيف، غرباء، رحلة العمر، ليلة واحدة، اعترافات امرأة، الحب قبل الخبز أحيانًا، مع الذكريات"، وآخرها "اللص" (1990) من بطولة نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي، وعمل معه العديد من النجوم الكبار، ومنهم حسين فهمي، سعيد صالح، فريد شوقي، محمود وقدم سعد عرفة مشوارًا سينمائيًا مميزًا طوال 3 عقود، ومن أشهر أفلامه: "إجازة صيف، غرباء، رحلة العمر، ليلة واحدة، اعترافات امرأة، الحب قبل الخبز أحيانًا، مع الذكريات"، وآخرها "اللص" (1990) من بطولة نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي، وعمل معه العديد من النجوم الكبار، ومنهم حسين فهمي، سعيد صالح، فريد شوقي، محمود عبد العزيز، أحمد مظهر، شمس البارودي، نادية لطفي، كمال الشناوي، سميرة أحمد، فاتن حمامة، عماد حمدي، ماجدة، يسرا، وغيرهم. على المستوى الشخصي، وفي نهاية الخمسينيات، تزوج سعد عرفة من شقيقة الفنان الراحل أحمد لوكسر، وأنجب منها نجلين سيزيدان من تخليد اسمه في ذاكرة السينما المصرية، هما الشقيقان شريف عرفة، وعمرو عرفة. شريف عرفة مولود في 25 ديسمبر 1960، درس في المعهد العالي للسينما على عكس رغبة والدته، رغم حصوله على مجموع في الثانوية العامة يؤهله لدراسة الهندسة، وتخرج فيه عام 1982، بدايته المهنية في الإخراج كانت ببداية الثمانينيات مع والده سعد عرفة، إذ عمل كمساعد له في أفلام منها "دموع في ليلة الزفاف، مرزوقة"، وعمل مع مخرجين آخرين منهم محمد خان في "عودة مواطن"، وفاضل صالح في "البرنس" و"صديقي الوفي". أولى تجاربه الإخراجية السينمائية المنفردة كانت فيلم "الأقزام قادمون" (1986) بطولة يحيى الفخراني وليلى علوي، ثم فيلم "الدرجة التالتة" (1988) بطولة أحمد زكي وسعاد حسني، وشهد العام 1991 انطلاقته الحقيقية كمخرج، في أفلام "سمع هُس" (1991) بطولة ممدوح عبد العليم وليلى علوي، و"يا مهلبية يا" بطولة ليلى علوي وهشام سليم، وبدأ أيضًا ثلاثيته مع النجم عادل إمام، والسيناريست وحيد حامد، في فيلم "اللعب مع الكبار"، التي أعقبها الثلاثي بعدة أعمال هامة، ومنها "الإرهاب والكباب"، و"المنسي"، و"طيور الظلام" و"النوم في العسل". يقول شريف عرفة عن والده سعد عرفة: "تعلّمت منه الكثير والكثير، وهو أستاذي بلا شك في السينما، ولديه علامات مهمة، وأفلام عظيمة، واستفدتُ منه لأنني نشأت في بيئة حاضنة للفن والسينما، وأحب أفلامه إليّ «مع الذكريات» بطولة صلاح منصور، وليلى فوزي، حيث قدّم والدي فيه تكنيكًا عاليًا". سرعان ما أصبح شريف عرفة واحدًا من أهم مخرجي السينما المصرية، ولا يزال، واكتشف في أعماله العديد من الوجوه السينمائية التي استطاع أن يعبر بهم إلى عالم الشهرة في مطلع الألفية، ومنهم علاء ولي الدين، وأحمد السقا، ومحمد هنيدي، ومنى زكي، وأحمد حلمي، ومحمد سعد، وكريم عبد العزيز، وغادة عادل، ومن أهم أفلامه للنجوم الشباب: "الناظر، عبود على الحدود، مافيا، فول الصين العظيم، ولاد العم، إكس لارج"، وغيرها. شريف عرفة أيضًا هو مخرج العديد من الإعلانات التليفزيونية لماركات معروفة جماهيريًا، مثل شركتي "بيبسي وشيبسي"، وحصل على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل مخرج، وأفضل فيلم من وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عن أفلامه "اللعب مع الكبار، الإرهاب والكباب، المنسي"، كما حصل على الجائزة الفضية لأحسن فيلم من مهرجان ميلانو عام 1992 للسينما الإفريقية عن "الإرهاب والكباب"، والجائزة البرونزية لأحسن فيلم في مهرجان فينيسيا عام 1995 عن "طيور الظلام"، وجائزة أحسن إخراج من المهرجان القومي للسينما عام 2007 عن "حليم"، وغيرها. بالإضافة لذلك أنتج شريف عرفة العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، منها فيلم "حليم" للراحل أحمد زكي، ومسلسل "تامر وشوقية" لأحمد الفيشاوي ومي كساب، ومسلسل "لحظات حرجة" مع مجموعة من النجوم، من خلال شركة الإنتاج الخاصة به "بارتنر برو"، وقدّم للمسرح مع عادل إمام مسرحية "الزعيم"، والتي استمر عرضها 8 مواسم، وأخرج عددًا من الأفلام ذات الإنتاج الضخم مثل "الجزيرة" لأحمد السقا، و"الكنز" لمحمد سعد ومحمد رمضان، ويصور حاليًا الفيلم الحربي "الممر" لأحمد عز. ويعتبر شريف عرفة من أهم المخرجين الموجودين على الساحة، قدّم لكل ممثل عمل معه أحسن أفلامه تقريبًا، من ينسى رائعة أحمد زكي "اضحك الصورة تطلع حلوة"، أو "عبود على الحدود" و"الناظر" لعلاء ولي الدين، أو "مافيا" لأحمد السقا ومصطفى شعبان، أو "فول الصين العظيم" لمحمد هنيدي، وغيرهم. عمرو عرفة مولود في 9 ديسمبر 1962، الشقيق الأصغر لشريف عرفة، بدأ مشواره بنهاية الثميانينيات كمدير إنتاج لعدة أفلام، والبداية أيضًا كانت مع والده سعد عرفة في فيلم "الملائكة لا تسكن الأرض"، ثم "اللص" آخر أعمال والده، وأيضًا في فيلم "الحقونا" للمخرج علي عبد الخالق، و"السقوط" للمخرج عادل الأعصر، ثم عمل كمنتج منفذ لفيلمي شقيقه شريف عرفة "يا مهلبية يا" و"سمع هس"، ثم كمنتج فني ل"اضحك الصورة تطلع حلوة"، و"همام في أمستردام" مع شركة العدل جروب. مع الألفية الجديدة، ارتدى عمرو عرفة ثوب المخرج، وكانت أولى خطواته في السينما من خلال فيلم "أفريكانو" (2001) أولى بطولات أحمد السقا، عن قصته وسيناريو وحوار محمد أمين، وهو الفيلم الذي أحرز طفرة في تكنيك الإخراج وأماكن التصوير، حيث اجتاح بكاميرته الطبيعة الساحرة في جنوب إفريقيا، وشجع غيره من العاملين في السوق السينمائي المصري على الخروج عن حدود الدولة المصرية، لتكون ثانية محطاته مع الزعيم عادل إمام في فيلم "السفارة في العمارة" (2005)، الذي أحدث ضجة واسعة على مستوى الوطن العربي وفي إسرائيل. وجاء فيلم "جعلتني مجرمًا" (2006) مع أحمد حلمي وغادة عادل، ليرسخ أقدام عمرو عرفة الإخراجية، واستطاع في وقت قصير أن يُثبت نفسه ويضع قدمه على القمة بين مخرجي السينما المصرية، ومن بعده قدّم العديد من الأعمال، ومنها أفلام "الشبح" لأحمد عز وزينة، وابن القنصل" لأحمد السقا وخالد صالح وغادة عادل، و"زهايمر" لعادل إمام وفتحي عبد الوهاب وأحمد رزق، و"حلم عزيز" لأحمد عز وشريف منير، و"سمير أبو النيل" لأحمد مكي ودنيا سمير غانم، و"من 30 سنة" لأحمد السقا ومنى زكي ونور، و"آخر ديك في مصر" لمحمد رمضان، ومسلسلا "سرايا عابدين" ولمعي القط". واستطاع عمرو عرفة أن يصعد سلم المجد إلى جانب والده سعد عرفة وشقيقه شريف عرفة بعدة أفلام مميزة، دائمًا ما كان يتعمد فيها تقديم نجوم في أدوار غريبة عنهم لم يقدّموها من قبل، عدة أعمال شاهدة على ذلك، أبرزها "ابن القنصل"، و"آخر ديك في مصر"، وبالإضافة لذلك أنتج مسلسل "حكايات بنعيشها" بأجزائه الثلاثة. ولم تتوقف "عائلة عرفة" الفنية عند الشقيقين "شريف وعمرو"، ولكنها امتدت إلى أحفاد الجد سعد عرفة، فهناك طارق عمرو عرفة، وهو الذي قام بدور الطفل "إياد" في فيلم "السفارة في العمارة" ويعمل حاليًا مساعد مخرج، وجاسمين عمرو عرفة، وتعمل مساعد مخرج في العديد من الأعمال، وآخرها "بيكيا" (2018)، وشيرين شريف عرفة وتعمل مذيعة فنية. جبتي منين الصور الحلوة دي يا زهرة دي مش عندي .. طارق اتخرج من الجامعه و لله الحمد بيشتغل مساعد مخرج . #الزعيم #السفارة_في_العمارة https://t.co/qxuVB5CvYU — Amr arafa (@AArafa) September 23, 2018 عائلة عرفة، الأب المخرج والكاتب سعد عرفة، ونجلاه المخرجان شريف عرفة، وعمرو عرفة، استطاعت أن تُخلد اسمها في ذاكرة السينما المصرية، وفي رصيدها الكثير من الأعمال الهامة المحفورة في أذهان الجمهور، ولا يزال الشقيقان يُقدّمان المزيد من الأعمال.