تذهب جائزة فاتن حمامة للتميز، والتي يُقدّمها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال40، لأول مرة لموسيقار، وهو هشام نزيه، صاحب البصمة الرائعة في عالم الموسيقى التصويرية. نحن على موعد مع بدء انطلاق الحدث المصري الفني الأهم، والمحفل الأعرق في المنطقة العربية الذي يحمل الصفة الدولية، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين، في الفترة من 20 حتى 29 من شهر نوفمبر الجاري، برئاسة المنتج محمد حفظي، وبمشاركة 160 فيلمًا من أهم وأحدث أفلام العام قادمة من 59 دولة، وبحضور نجوم مصر والوطن العربي والعالم، ومن بينهم أسماء كبيرة يشهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية تكريمها كل عام، وتظل تلك اللحظات الاحتفائية عالقة في أذهان أي فنان يلقى تكريمًا. وكعادته يُكرم المهرجان في كل عام عددًا من رموز صناعة السينما في العالم، بمنحهم جائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، تقديرًا لهم على مسيرة حركوا فيها مشاعر وعقول الملايين، وأثروا الفن السابع بأعمال قيمة يذكرها الجميع. وفي الدورة الأربعين، يمنح المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية للنجم البريطاني وكعادته يُكرم المهرجان في كل عام عددًا من رموز صناعة السينما في العالم، بمنحهم جائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، تقديرًا لهم على مسيرة حركوا فيها مشاعر وعقول الملايين، وأثروا الفن السابع بأعمال قيمة يذكرها الجميع. وفي الدورة الأربعين، يمنح المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية للنجم البريطاني ريف فاينز المرشح للأوسكار مرتين، وتذهب جائزة فاتن حمامة التقديرية الثانية، للفنان القدير حسن حسني، صاحب المسيرة الفنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن. (للمزيد على مشوار حسن حسني اضغط هنا) أما جائزة فاتن حمامة للتميز، والتي تُمنح لفنانين في منتصف مسيرتهم الفنية حققوا إنجازًا إبداعيًا متميزًا، فيستلمها لأول مرة موسيقار هو الفنان هشام نزيه، صاحب البصمة المدهشة في عالم الموسيقى التصويرية، لينضم هشام نزيه لقائمة النجوم المميزين الذين حصدوا هذه الجائزة منذ تأسيسها عام 2015، وهم نيللي كريم وأحمد حلمي وماجد الكدواني. وقال رئيس المهرجان محمد حفظي، إن تكريم هشام نزيه يعد نوعًا من الاحتفاء به، وتتويجًا لدوره المؤثر والملهم في مجال التأليف الموسيقي للعديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، والتي أضافت لهم عمقًا وبريقًا خاصًا، وهو ما ينسجم تمامًا مع الخط الذي رسمه المهرجان في تكريمه للمبدعين. وعبّر هشام نزيه عن سعادته بالتكريم خاصةً أن الجائزة تحمل اسم الفنانة فاتن حمامة، وتابع: "هذه الجائزة رسالة مهمة لجيلي من الشباب والأجيال الأخرى، ومشجعة لاستكمال المشوار والحلم والطموح والمحاولة فالاعتراف بالمجهود وتتويجه له تأثيره الكبير، ولهذا أنا في منتهى الفخر، وسعادتي بها لأنني شعرت أن السينمائيين باتوا عائلتي وأنهم فتحوا لي بيتهم". وفي السطور التالية، نتعرض لسيرة هشام نزيه، لما له من رصيد كبير من الأعمال البارزة غير التقليدية والمتميزة والتي نال عن بعضها جوائز محلية وعالمية:- ولد هشام نزيه في 23 أكتوبر عام 1972، نشأ هشام نزيه في بيت محب للموسيقى، وكان والده ضابط البحرية، عازفًا للبيانو أيضًا، حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة أهلّه لدخول كلية الهندسة، لكنه لم يعمل في مجاله إلا لفترة قصيرة بعدما ضغطت عليه فتاة كان يُحبها، ومنذ ذلك الحين لم يُفكر في العودة للهندسة. بدأ مسيرته الفنية عام 1992 بالاشتراك كممثل في فيلم "آيس كريم في جليم"، حيث لعب دور صديق بطل الفيلم عمرو دياب "سيف"، ثم اتجه إلى عالم التلحين، وأول أعماله الموسيقية كانت من خلال الفيلم القصير "Rhapsody"، ومنذ بدايته في مجال الموسيقى التصويرية، قرر أن يكون مختلفًا ومتميّزًا، لذا كانت أعماله غير تقليدية وتحمل مفاجآت وجملًا لحنية ثرية ومتطورة. بدأ مشواره بفيلم "هيستريا" 1998 للنجم أحمد زكي، ونفذها في أسبوع واحد وهو في سن ال24 عامًا، مرورًا بعدد من الأعمال السينمائية التي قام بالتأليف الموسيقي لها، مثل"السلم والثعبان" الذي شكّل نقطة تحول في مشواره، وفيلم "الساحر" للقدير محمود عبد العزيز والذي صنع موسيقاه باستخدام "علبة فول سوداني مع مايك حقير"، حسبما قال في لقاء له مع السيناريست أحمد مراد في برنامج "ليل داخلي". وقدّم هشام نزيه موسيقى لعدد آخر كبير من الأفلام أصبحت فيها الموسيقى عاملًا مساعدًا قويًا لبقية عناصر الفيلم، بل بطلًا من أبطال العمل الرئيسين، تنسج تفاصيل ومشاعر تلخص حبكة درامية، ومن هذه الأعمال: "عمر 2000، الأبواب المغلقة، حرامية في كي جي تو، سهر الليالي، تيتو، اوعى وشك، عن العشق والهوى، إبراهيم الأبيض، بلبل حيران، الفيل الأزرق، إكس لارج، الكنز، أسوار القمر، ولاد رزق، هيبتا: المحاضرة الأخيرة، الأصليين، الخلية، تراب الماس". كما قدّم الموسيقى التصويرية لعدد هام من المسلسلات، منها "عرض خاص، شربات لوز، نيران صديقة، السبع وصايا، أفراح القبة، العهد: الكلام المباح، نكدب لو قلنا مابنحبش"، وأخيرًا "ليالي أوجيني" 2018، وهو أيضًا ملحن لعدد من الأغاني الشهيرة ضمن سياق الأفلام، ك"مشوار طويل" لفريق واما"، و"الحكاية" لهاني عادل، وأغنية "نص حالة" للفنانة السورية أصالة نصري. وحصل هشام نزيه على العديد من الجوائز عبر مشواره، منها جائزة أحسن موسيقى تصويرية عن أفلام هيبتا: "المحاضرة الأخيرة، أسوار القمر، الأصليين" من جوائز السينما العربية ACA، وكذلك أفضل موسيقى تصويرية عن أفلام "الساحر، تيتو، سهر الليالي، الفيل الأزرق، الأصلين" من مهرجاني جمعية الفيلم والمركز الكاثوليكي، بينما حصل على جائزة أفضل موسيقى عن فيلمه "عمر 2000" من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. وتُشكل أعمال هشام نزيه اتجاهًا مغايرًا في مجال الموسيقى التصويرية السينمائية والدرامية المصرية، لما فيه من خيال وحداثة واختلاف عن كافة المدارس الشائعة في هذا المجال على المستوى المحلي والإقليمي، ويظل واحدًا من أشهر وأهم الموسيقيين الذي تركوا بصمة قوية، ولا يزال لديه الكثير لم يخرج للنور بعد.