أزمة تلو الأخرى تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ولايتها الرابعة والأخيرة حسب تعهدها، وقد تعجل من سقوطها من منصبها الذي تحتله منذ نحو 13 عاما. "المرأة الحديدية" هو اللقب الذي استحقته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بجدارة، بعد أن تربعت على عرش قيادة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي على مدى 13 عاما، إلا أنها أعلنت مؤخرًا الاستقالة من رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وأعربت عن نيتها عدم الترشح مجددًا لمنصب المستشارية بعد انتهاء ولايتها في 2021، وذلك بعد أن واجهت في الآونة الأخيرة العديد من الأزمات تمثلت في "هزيمة حزبها بالانتخابات المحلية في كل من ولايتي بافاريا وهيسن، والتحالف الهش الذي تخوضه مع حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، والحزب الديمقراطي الاجتماعي". الأزمات المتتالية، دفعت شعبية المستشارة الألمانية إلى الانخفاض بصورة غير مسبوقة في تاريخها، وهو ما قد يتسبب في عدم إكمال ميركل ولايتها الأخيرة. مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أكدت أيضًا أن غالبية المواطنين الألمان يعتقدون أن ميركل يجب أن تتنحى مطلع العام المقبل، قبل أكثر من عامين من انتهاء ولايتها الحالية الأزمات المتتالية، دفعت شعبية المستشارة الألمانية إلى الانخفاض بصورة غير مسبوقة في تاريخها، وهو ما قد يتسبب في عدم إكمال ميركل ولايتها الأخيرة. مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أكدت أيضًا أن غالبية المواطنين الألمان يعتقدون أن ميركل يجب أن تتنحى مطلع العام المقبل، قبل أكثر من عامين من انتهاء ولايتها الحالية في عام 2021. وأظهرت نتائج الدراسة التي أجراها معهد "إنسا" التابع لصحيفة "بيلد" الألمانية أن 62.2% من المشاركين في الاستطلاع، قالوا إن ميركل يجب أن تستقيل في بداية عام 2019، لتسلم السلطة إلى من يتم اختياره لخلافتها في قيادة حزبها السياسي، في المقابل قال نحو 37.8% من المشاركين إنها يجب أن تبقى في منصب المستشارية حتى نهاية مدتها. التنازل عن رئاسة الحزب بداية النهاية السياسية لميركل كانت ميركل قد أعلنت الأسبوع الماضي، أنها ستستقيل من منصبها بعد نحو 18 عاما من توليها رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، وأنها لن تسعى لإعادة انتخابها بعد انتهاء فترة ولايتها كمستشارة. إعلان ميركل أثار تكهنات فورية حول من سيخلفها، ليقود المحللين إلى القول إنها لن تستطيع حتى إنهاء ولايتها الحالية. وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أنه على الرغم من أن ميركل تحظى بشعبية هائلة منذ فترة طويلة في ألمانيا وفي جميع أنحاء أوروبا، فإن تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين داخل البلاد وفي جميع أنحاء القارة، أدى إلى ضعف نفوذها. مع اقتراب سقوطها.. أوروبا ستفتقد ميركل ووفقا للمجلة، فإن سياسة "الأبواب المفتوحة" التي تبنتها المستشارة، والتي سمحت بدخول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا منذ عام 2016، أدت إلى نشوب صراع سياسي كبير داخل حزبها والائتلاف الحاكم، ومنح الفرصة لتصاعد النزعة اليمينية في البلاد، حيث تمكن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني من دخول البرلمان لأول مرة في تاريخه في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة عام 2017، التي خسر فيها حزب ميركل 73 مقعدًا. كما شهدت الانتخابات المحلية في عدد من الولايات الألمانية هزائم قاسية لحزبها وشركائها في التحالف، وهو ما اعتبره عدد من المراقبين بمثابة انعكاس للسخط الشعبي تجاه قيادتها. ويخطط الحزب لانتخاب خليفة لميركل لتولي القيادة في مؤتمره المقبل المزمع عقده في ديسمبر، حيث يتنافس على تولي زمام الأمور، الأمينة العامة للحزب أنجريت كرامب كارينباور، وهي حليفة مقربة من ميركل، وخصم المستشارة السابق فريدريش ميرتز، ووزير الصحة ينس سبان وهو واحد من أبرز نقاد ميركل في الحكومة. من سيخلف ميركل لرئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي؟ وأشارت "نيوزويك" إلى أنه فيما يتعلق بالتنحي عن منصب المستشارية، فقد أكدت ميركل أنها تعتزم الاحتفاظ بمنصبها حتى عام 2021، ولكن وسط معارضة أغلبية ناخبيها لهذا القرار، فضلًا عن الضغط السياسي الكبير من داخل وخارج حزبها، قد تجد صعوبة في الحفاظ على هذا التعهد. لكن بعدما أطلقت كرامب كارينباور حملتها للترشح على قيادة الحزب رسميا، يوم الأربعاء، أصرت على أن ميركل "هي المستشارة المنتخبة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وطالما أنها تتمتع بالأغلبية في البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاج)، ستظل بالتأكيد في منصبها".