قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنها لن تسعى لإعادة انتخابها رئيسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، وإن فترة ولايتها الرابعة كمستشارة للبلاد ستكون الأخيرة، في تمهيد لنهاية حقبة استمرت 13 عاما، وهيمنت فيها على السياسة الأوروبية. وقالت للصحفيين: "أولا في المؤتمر القادم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ديسمبر في هامبورج.. لن أرشح نفسي مجددا لمنصب زعامة الحزب". وتابعت "ثانيا هذه الولاية الرابعة هي الأخيرة في منصب المستشار الألماني. في الانتخابات الاتحادية لن أترشح مجددا لمنصب المستشارية في 2021، ولن أترشح للبوندستاج... لن أسعى لأي مناصب سياسية أخرى". في إشارة للبرلمان الألماني. وتتولى ميركل (64 عاما) رئاسة الحزب منذ عام 2000، وتتولى منصب المستشارة منذ 2005، وجاء قرارها بالتخلي عن رئاسة الحزب بعد أن تعرض حزبها لانتكاسة انتخابية ثانية في أسبوعين. وأعلنت ميركل ذلك في اليوم التالي على الانتخابات، التي شهدتها ولاية هيسه يوم الأحد، في كلمة ألقتها بمناسبة ذكرى مرور 20 عاما على تأسيس لجنة الثقافة والإعلام التابعة للحكومة الاتحادية الألمانية. وتبدأ هذه الخطوة عملية داخل الحزب للاتفاق على خليفة لميركل. وتسببت في تراجع سعر اليورو لفترة وجيزة وارتفاع عائدات السندات الحكومية. ومن شأن التخلي عن رئاسة الحزب تقويض سلطات ميركل بدرجة أكبر، والتي تضررت بالفعل هذا العام بانتكاستين انتخابيتين وفقد حليف مقرب لدوره كزعيم لتكتلها البرلماني المحافظ. ولعبت ميركل دورا مؤثرا على الساحة الأوروبية منذ عام 2005، فساعدت في توجيه الاتحاد الأوروبي وقت أزمة منطقة اليورو، وفتحت أبواب ألمانيا أمام المهاجرين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط في 2015 في خطوة لا تزال تسبب انقساما في الاتحاد وألمانيا على حد سواء. وقد يحد ضعف ميركل في الداخل من قدرتها على القيادة على مستوى الاتحاد الأوروبي، في وقت يتعامل فيه التكتل مع خروج بريطانيا وأزمة تتعلق بالميزانية في إيطاليا، واحتمالات تحقيق أحزاب شعبوية مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو المقبل. وسيمكن تخلي ميركل عن رئاسة الحزب خليفها أو خليفتها في المنصب، من اكتساب شعبية قبل الانتخابات الوطنية التالية المقررة عام 2021. والأكثر ترجيحا لتولي المنصب خلفا لميركل هي الأمينة العامة للحزب انجريت كرامب-كارينباور.